تمتلئ المنازل بالكثير من الأشياء عديمة الفائدة، كالأوراق القديمة والزجاجات وأغطيتها، وغيرها من الأشياء والتى يمكن أن تتسبب فى حالة من الفوضى داخل المنزل، ولكن يمكن الاستفادة منها، عن طريق إعادة تدويرها، لتصبح نوع من أنواع الديكورات المميزة داخل المنزل، وجعلها مشروعا ربحيا صغيرا.. وهذا ما فعلته هند. «وأنا عندى 15 سنة اكتشفت إن أنا بحب الحاجات القديمة والأنتيكات وأى حاجة شكلها مختلف، وبدأت استغل الحاجات القديمة اللى فى البيت وأعملها إعادة تدوير، وأغير فى شكلها من أول وجديد بالأدوات المتاحه فى البيت ومكنتش بجيب أى حاجه من بره»، بهذه الكلمات بدأت هند محمود، ذات ال23 عاما، حديثها مع «الشروق» حول فكرتها فى صنع الديكورات المنزلية عن طريق إعادة تدوير البلاستيك والورق. تستخدم هند الورق والغراء وألوان الزيت والألوان الجواش الخاصة بدهان الورق والحوائط، لتبدأ فى تشكيل الورق بالأشكال المجسمة التى تريدها وتضع عليه مادة صمغية حتى يصبح متماسك، ثم تضع عليه الألوان المناسبة له، وفى النهاية تضع عليها مادة طلاء شفافة تجعل لها بريقا جذابا. تقول هند: «بعد ما اتخرجت من الجامعة قررت استغل الموهبة مرة أخرى، وأشتغل على نفسى أكتر، واتفرجت على ناس بتهتم بشغل الهاند ميد وإعادة التدوير عن طريق «اليوتيوب»، واتعلمت منهم وضفت على شغلى الطابع الخاص بى علشان يكون مميز». استطاعت هند، خريجة كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية، أن تلفت أنظار من حولها تجاه موهبتها، ودشنت صفحة عبر موقع فيسبوك لعرض منتجاتها، وبيعها بأسعار تكلفتها «حتى تصل موهبتها إلى الجميع وأن يكون هناك قطعة من صنع يدها داخل كل منزل». وترى هند أن الأعمال اليدوية تعطى أكثر ما تأخذ؛ حيث تحتاج إلى صبر طويل، ووقت كبير لكل قطعة، وأيضا مرهقة جسديا، ولكن كل ذلك يختفى عند رؤية الشكل النهائى للعمل، وسماع ردود الأفعال الإيجابية ممن حولك، مشيرة إلى أن الأعمال اليدوية يمكنها أن تخلصك من الضغط النفسى والاكتئاب، وزيادة المهارات المعرفية حول كل شىء؛ فهند اكتسبت ثقة كبيرة فى نفسها من خلال ما تفعله، «فينظر إليها الجميع على أنها شخص مميز ومختلف». وأضافت هند:«فى الفترة الأخيرة وبسبب الحظر اكتشفت أنى ممكن أستغل الأسمنت وأنا فى البيت، وأعمل بيه ديكورات جديدة وبأبسط الأدوات، لأنه كمان مميز ومختلف، ولكنه يستهلك الكثير من الوقت والمجهود»، حيث يواجهها الكثير من المشكلات بخلاف المنتجات التى تنتجها الماكينات والمصانع، فتضطر فى كثير من الأحيان إلى إعادة التنفيذ أكثر من مرة لكى يكون المنتج بالشكل الذى تصورته وبدقة متناهية كما لو كان مصنوعا بآلة لا تخطئ، وفى نفس الوقت تحمل القطعة المنفذه روح وتشعر فيها بالحياة ». وتابعت: «عملت برضو إعادة تدوير لزجاجات العصير والمياه، عن طريق دمجها مع خيوط من الخيش القديم». وأشارت هند إلى أن التشجيع الدائم لها من جانب أسرتها يدفعها للاستمرار.. «دايما بيعجبوا بكل حاجة أعملها، وبابا دايما بيساعدنى لمعرفة الأماكن اللى ممكن أجيب منها الأدوات اللى بستخدمها، وبيقترح عليا كمان». أما عن طريقة تغليف الأعمال اليدوية، تقول هند إنها تستخدم ورق كرافت «وده الورق اللى كانوا بيستخدموه زمان فى تعبيئة الخضراوات والفاكهة لأنه صديق للبيئة وينفع أشكله بأشكال مختلفة تجعل العملاء يعجبون بالمنتج». وتتمنى هند فتح ورشة للأعمال اليدوية «الهاند ميد»، وعرضها فى «جاليرى» خاص بها، ثم توزيعها فى مختلف المحافظات، وخاصة دهب، حيث يوجد الكثير من الجنسيات المختلفة هناك التى تفضل القطع المميزة خاصة الأعمال اليدوية، وبها أماكن مخصصة أيضا لذلك.