بعد توقف طويل للعديد من الموظفين عن العمل في مكاتبهم والتزامهم بإتمام عملهم من المنزل بسبب الإجراءات المتخذة للوقاية من فيروس كورونا، اعتاد الجميع هذا الوضع الجديد، وبالطبع أصبح لهم نظام حياة يومي. لكن الكثير من الأشخاص الذين كانوا يعملون من المنزل طوال الوقت يستمتعون بذلك بالفعل، وفي الواقع لا يرغب الكثير منهم في العودة إلى الحياة المكتبية، لأنهم يحبون المرونة، والوقت الإضافي للعمل، والبعد عن التنقلات المجهدة. وتبدو فكرة العودة إلى المكتب بالأمر المخيف ولكن شئنا أم أبينا بدأ العالم ينفتح مرة أخرى، وبالتأكيد سوف نعود مرة أخرى إلى وتيرة الحياة السابقة ومن الجيد الاستعداد ذهنيًا لهذا التحول. وإذا كنت تشعر بالذعر من فكرة العودة إلى العمل المكتبي، فلا داعي للقلق، حيث أوضحت عالمة النفس وخبيرة النوم البريطانية هوب باستين، أن ما تفعله لإعادة نظام يومي والاستعداد ذهنيًا "بمجرد أن يكون لدينا طعم حياة مختلفة، يمكن أن تشعر بصعوبة العودة لكن هذا ليس مستحيلا، تمامًا كما بدت فكرة العمل عن بُعد أمرًا شاقًا إلى حد كبير في بداية الإغلاق، قمنا بتكييف الكثير من التحديات التي تم طرحها علينا وتجاوزناها. وتقول هوب "لحسن الحظ، هناك مجموعة من التقنيات لمساعدتنا على أن نكون أكثر قدرة على التكيف". إعادة التكيف على نظام العمل الجديد وأكدت العالمة البريطانية أنه يجب عليك محاولة إعادة صياغة الخوف من العودة إلى العمل، حيث أنك قد تشعر بالإثارة حول ما تبدو عليه حياتنا العملية في المستقبل. وتقول هوب "فكر مليًا فيما نجح معك وما لم يفلح لك وشاهد التغييرات التي يمكنك إجراؤها في عالم ما بعد الإغلاق الجديد، فعلى سبيل المثال، إذا كنت اعتدت على الجري أو المشي بعد الغداء أثناء الإغلاق فحاول الحفاظ على هذا النظام في المكتب." كما يتوجب عليك الاتفاق مع زملائك ومديرك في العمل على تعديل مواعيد عملك بما يتناسب مع حياتك الجديدة، والضغوطات الناتجة عن الفيروس. اضبط عدد ساعات نومك اقترحت هوب أن يتم ضبط جدول النوم من 9 مساء إلى 5 صباحا، أما عن الاستيقاظ في الساعة 9 صباحًا كما كان الحال، فعندما ينتهي الإغلاق قد لا تستطيع التخلص منه على الفور. يضغط النوم عن طريق تقليل وقت نومك في البداية، لذا إذا كنت شخصًا يحتاج إلى ثماني ساعات في اليوم، فاجعل نفسك متعبًا بالنوم لست ساعات فقط لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام. كما قالت هوب: "من الأسهل بالنسبة لنا أن نبقى مستيقظين حتى وقت متأخر أكثر من أن نستيقظ مبكرًا، لذا فإن الاستيقاظ مبكرًا لإرهاق نفسك هو أنسب الحلول، وبعد حوالي ثلاثة أيام يجب أن تخلق ضغطًا كافيًا للنوم ثم تبدأ في النوم مبكرًا مرة أخرى." اعمل بجد ثم امرح من الضروري تحقيق التوازن بين فترات العمل والراحة، فكما تعمل بجد، يجب أن تحصل على استراحة ترفيهية مناسبة تساعد في التحفيف من ضغوطات العمل والحياة، وتعيد ضبط إيقاع دماغك من جديد لتكون قادرا على ممارسة عملك بنشاط. وترى العالمة البريطانية بأنه يجب أن نتبادل فترات قصيرة من العمل مع فترات لعب قصيرة، فبهذه الطريقة يمكنك أن تخدم جانبين من أذهاننا القضاء على التوتر وتقول هوب: "دماغك يحتاج إلى وقت ومساحة لمعالجة المعلومات قبل أن نتمكن من حل المشكلة، فإذا كنت تشعر بأنك عالق في مشكلة أو تريد تحديث جسمك فيجب بدء اليوم بتمرين قصير، كما يمكنك حرق ما يكفي من الكورتيزول." حافظ على النظام أثناء عملك وتقترح هوب أن تنظم مكتبك، وتكتب قائمة المهام الخاصة بك، وتخطط وتنظم المهام المقبلة. وترى العالمة البريطانية أنه يجب الاستعد للعمل الشاق من خلال البدء بمهام سهلة أو البدء بالمشاريع الأقل تطلبًا ذهنيًا، ويمكنك تثبيت مكونات محرك البحث "جوجل كروم" الإضافية مثل التي تمكنك من حظر الوصول إلى التطبيقات ومواقع الويب لمساعدتك على التركيز." كما أكدت أنه يجب أن نأخذ استراحة لمدة 15 دقيقة ، ولكن نستخدم هذا الوقت لتحريك أجسامنا. تحديد جدول زمني يومي يجب استخدام بعض التطبيقات لتتبع وقتك وأداءك اليومي، وتعرف على جودة عملك لإعادة دعم نقاط الخلل، وفي نفس الوقت وضع أولويات العمل والمهام التي يجب تنفيذها قبل الأخرى. وتضيف هوب: "انظر كيف تقوم بعمل جيد للمساعدة في زيادة حافزك والتركيز عندما تضغط قليلا على نفسك، وبالنسبة للبعض منا، فإن ضبط المؤقت له طريقة لإنهاء عمله". الاستعداد الذهني لليوم لا تحدد المواعيد الهامة والاجتماعات في الصباح الباكر، فهذا الأمر يجعلك تشعر بالقلق والتوتر، والأفضل ترك هذه المواعيد حتى وقت لاحق من اليوم، لتستعد بشكل جيد من النواحي الجسدية والنفسية. وتشرح هوب قائلة: "إن وجود حدث عالي القيمة ومطلوب للغاية يجعلنا نعاني من قلق الأداء الذي يساهم في التوتر طوال الليل". خلق بيئة نوم مناسبة عندما تشعر بالأرق والقلق في الليلة التي تسبق التوجه إلى العمل، ومن الضروري تحضير بيئة نوم مناسبة تخفف من هذا الشعور، واترك جميع الأنشطة التي تشجع على الاسترخاء إلى ما قبل موعد النوم، وتأكد من أن لديك مرتبة تدعم عمودك الفقري بشكل جيد للتخفيف من الألم والقلق، ومن المهم الحفاظ على درجة حرارة مناسبة، وبهذه الطريقة يمكن لجهاز المناعة أن يعمل بدرجة حرارة مثلى. وتوصي هوب قائلة: "حافظ على العادات الصحية أطعم جسمك واسترح، وتناول الطعام والشراب والنوم بطرق تعزز الإبداع الإنتاجي، كما يجب أن نخفض الكافيين". اقبل الواقع الجديد حاول أن تتقبل الأشياء والمعطيات التي لا يمكن تغييرها في حياتك، فقد فرضت أزمة فيروس كورونا أشياء وإجراءات لم تكن موجودة في السابق، ويجب أن نتعلم التأقلم معها، حتى نستمر في أداء عملنا على النحو المطلوب.