قال جاد محمد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي معلومات تفيد بأن نهاية العالم يوم الأحد المقبل 21 يونيو 2020م، كانت نظرية روج لها قبل 8 سنوات بأن يوم القيامة سيحدث في 21 ديسمبر 2012م. وأضاف القاضي خلال بيان صحفي، أن هذه النظرية تستند إلى أن تقويم "حضارة المايا" سينتهي في هذا التاريخ، وهو يهدد بوقوع كارثة أو مجيء يوم القيامة، حسب قولهم وبدراسة الظاهرة وجد أن العالم لم ينته في 21 ديسمبر 2012م، كما تنبأ به هذا التقويم، حيث تم تبرير ذلك بأنه عندما تحول العالم من التقويم اليولياني إلى التقويم الجريجوري في القرن الثامن عشر، فقدنا حوالي 8 أعوام في التحول لذا فإن يوم القيامة يوافق يوم الأحد 21 يونيو 2020م، على زعمهم. الجدير بالذكر أن حضارة المايا واحدة من الحضارات التي عاشت في مناطق وسط وجنوب المكسيك، غواتيمالا، السلفادور، هندوراس ونيكاراغوا حتى كوستاريكا، حيث وضع شعب المايا تقويمين، واحد للاستخدام العلماني والآخر للاستخدام الديني، وقاموا بحساب مواقع الأجرام السماوية على امتداد مئات السنين لاعتقادهم بأن الأحداث الماضية يجب أن تتكرر في المستقبل. وتقويم المايا المعقد اعتمد على فكرة أن الزمن عبارة عن دوائر، وهو ما يعنى باختصار أن الزمن يعيد نفسه، لذا فمن أحداث الماضي التي وقعت بالفعل، يمكن التنبؤ بأحداث المستقبل؛ لذا اعتقدت حضارة المايا انتهاء العالم بعد حوالي 5126 سنة من تاريخ 11 آب 3114 قبل الميلاد، وهو يطابق 21 ديسمبر 2012م ميلادي أي قبل عدة سنوات (أو 21 يونيو 2020م بالتقويم الجريجوري). وتابع عميد المعهد: "يقول أحد العلماء أن التفسير الذي جاء على أن هذا التاريخ هو نهاية العالم تفسير خاطئ، حيث يشدد خبراء حضارة المايا على أن انتهاء تقويم المايا يعني بداية زمن جديد وليس نهاية العالم". من جهته، قال محمد غريب أستاذ فيزياء الشمس والمسئول عن إصدار الدليل الفلكي بالمعهد، إن العلماء حاولوا فك اللغز الموجود ضمن آثار المايا وكان بعضها مهشمًا وغير واضحٍ، ولكن أوضح تفسير جاء عام 1996 من قبل ستيفن هيوستن من جامعة براون وجامعة تكساس إلى أن الإله سينحدر عند وصول التقويم للدورة 13، وأن ما سيحدث بعد هذا التاريخ غير مؤكد، ولكن تشير الدراسات الحديثة التي جرت حول نفس الدلائل أن المحتوى لا يقول إن العالم سينتهي بل أنه فقط يذكر نهاية دورة التقويم ال13 على أن لها دلالاتٌ هامةٌ. وتابع: "ومع ذلك فإن التوقعات التي أشارت إلى فكرة نهاية العالم أثارت الشكوك والتوتر، وكانت تدل على أن العلماء يقرؤون حرفيًا ما يكتب وليس الدلالات وراء الكتابة التي وردت، وفي معنى أكثر شاعرية يمكن وصف ما كتبوه كالتالي: في 21 ديسمبر 2012 سينزل الله ويبدأ حياة جديدة والعالم القديم سيموت والعالم الجديد سيولد من جديد". في سياق متصل، أكد الدكتور جاد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية أن المعهد يعد ويصدر الدليل الفلكي وكذلك التقاويم المختلفة بشكل ثابت وسنوي ويتم نشرها على موقع المعهد وحتى يستطيع الجمهور وهواه الفلك من متابعة الأحداث الفلكية وترسيخا لنشر الثقافة العلمية الصحيحة ودرءا لأي شائعات أو مغالطات. وأشار إلى أن المعهد أطلق تطبيق على هواتف المحمول الذكية به نفس الخاصية الموجودة بالدليل المطبوع.