بعد قرار تمديد اجتماعات لجان الحوار الفلسطيني المنعقدة في القاهرة ، كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوي النقاب عن أن مصر وجهت دعوة رسمية إلى كل من خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ورمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي لزيارة القاهرة لإشراكهم في عمل لجان الحوار الفلسطيني للوصول إلي صيغة توافقيه يتم بموجبها إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني. وقالت المصادر نفسها لوكالة أنباء "سما" الفلسطينية إن "هناك صعوبات وعقبات تعترض طريق الحوار الفلسطيني الداخلي ، وأن العمل ما زال جاريا على قدم وساق من قبل المسئولين المصريين وأعضاء الفصائل للتغلب عليها خلال الأيام المقبلة من أجل وضع الرتوش الأخيرة لمختلف القضايا والانتهاء منها". وأوضحت المصادر أنه "بالإضافة لمصر فان هناك دولا عربية تمارس ضغطا كبيرا على الفصائل الفلسطينية للوصول إلى اتفاق ينهي حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي" ، مشيرة إلي أن أربع دول عربية وهي السعودية ومصر وسوريا وقطر ترفض الاشتراطات التي تضعها الإدارة الأمريكية والدول الأوروبية. ولم ترد أي تصريحات من الجانب المصري حتى الآن تؤكد أو تنفي نبأ توجيه الدعوة إلى مشعل وشلح لزيارتها. وكان نبيل شعث عضو وفد حركة فتح في الحوار قد أعلن يوم السبت عن تمديد عمل لجان المصالحة الفلسطينية يوما إضافيا على أمل التوصل إلى توافقات في نهاية هذا اليوم. وقال شعث في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" من القاهرة إنه ينتظر في نهاية عمل اللجان إنهاء كل القضايا ما عدا الحكومة وكيفية تشكيلها من مستقلين ، أم من الفصائل ، وبرنامج الحكومة وموعد الانتخابات. وأوضح أن المسائل الثلاث المختلفة عليها (برنامج الحكومة وتشكيلتها والانتخابات) ستبقي في عهدة لجنة التوجيه الإشرافية العليا "في ظل دعم ورعاية مصرية كاملة". وأبدى شعث قدرا أكبر من التفاؤل في نجاح حوار القاهرة الجاري منذ خمسة أيام. وقال : "النشاط المحموم الذي سرى في اللجان هذا اليوم لإنجاز كل ما يمكن إنجازه يبين أن صفحة الانقسام قد طويت". وكان واصل أبو يوسف الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية المشارك في حوار القاهرة قد كشف النقاب في وقت سابق عن أن المسئولين المصريين عقدوا اجتماعا منفردا مع وفدي حركتي فتح وحماس لمحاولة "جسر الهوة" بين الجانبين. وأشار أبو يوسف في تصريحات تليفزيونية إلى أن حوار الفصائل الفلسطينية قطع شوطا كبيرا وحقيقيا في كثير من القضايا في لجان المصالحة ومنظمة التحرير والأمن، لافتا إلى وجود بعض الصعوبات المتعلقة بتشكيل الحكومة والانتخابات. وأضاف أبو يوسف أنه "في حالة التوصل إلى اتفاق سيتم الإعلان عنه في احتفال يحضره الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، والأمناء العامون للفصائل الفلسطينية برعاية الرئيس المصري محمد حسني مبارك في 22 مارس الجاري في القاهرة". وبدأت أعمال لجان الحوار الوطني الفلسطيني الخمس (الحكومة والأمن ومنظمة التحرير والانتخابات والمصالحة الوطنية) في العاشر من مارس الجاري برعاية مصرية ومشاركة جامعة الدول العربية للعمل من أجل التوصل إلى تفاهمات لإنهاء حالة الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية قبل نهاية شهر الشهر الجاري.