• «التسويق وارتفاع أسعار الخامات» يهددان الصناعة بالانقراض.. وصاحبة أحد الورش: نحلم بتصدير منتجاتنا لأوروبا • عاملة: توارثناها عن أجدادنا.. وهي حكر على النساء لأن التطريز يحتاج لصبر ودقة متناهية.. ولا نحصل على أجر ثابت ونعمل بالإنتاج • أحد القائمين على برنامج تنمية الصعيد: نعمل على تطوير الصناعات الصغيرة ودخول المرافق للحد من انقراضها بالرغم من تحقيق قرية جزيرة شندويل شهرة محلية وعالمية لعدة قرون مضت في مهنة تطريز الفساتين المعروفة ب"التلي"، إلا أن تلك الصناعة تواجه عدة تحديات من أجل البقاء، ما بات يهددها بالانقراض، ومن أهمها عملية تسويق المنتج النهائي وارتفاع أسعار الخامات. ويؤكد عدد من العاملين والقائمين على المهنة، في تصريحات ل"الشروق"، أن تلك الصناعة تم توارثها عن أجداد الأجداد، ويعمل بها غالبية سيدات وفتيات القرية، موضحين أنها عبارة عن تطريز للفساتين، والبلوزات، والشيلان، والجلاليب، باستخدام خيوط فضية أوذهبية، باستخدام الأبرة المسائلة "ذات الفتحتين". واكتسبت حرفة "التلي" شهرة لدى العديد من بيوت الأزياء المعروفة داخل مصر، حيث تم الاستعانة بصناعها المهرة من أبناء القرية للمشاركة في تطريز الفساتين بشكل احترافي، بينما يعد تصدير تلك المنتجات إلى أوروبا حلم يراود كثير من القائمين على تلك الصناعة. وتقول سعدية حسين، إحدى العاملات في أحد ورش تصنيع التلي بالقرية، إن تلك الصناعة تعد مهنة أصيلة توارثناها عن أجدادنا بالقرية، موضحة أن للتلي أدوات مختلفة تستخدم في عملية التصنيع أهمها الإبرة المسائلة والتي تختلف عن باقي إبر التطريز والخياطة فهي بها فتحتان. وأضافت حسين أن المهنة تحتاج دائما إلى التحديث من حيث الرسومات والأشكال المستخدمة لتتماشى مع الموضة المحلية والعالمية، وبخاصة وأن المنتجات تسوق في جميع أنحاء العالم، لافتة إلى أن قرية شندويل تعد الأكثر شهرة بين محافظات مصرية في ذلك المنتج. سعاد محمدين، إحدى العاملات بالمهنة، توضح أن تلك الحرفة تعد حكرا على النساء والفتيات فقط، حيث لا يستطيع الرجال العمل بها، نظرا لأن التطريز يحتاج إلى صبر ودقة متناهية ليخرج الثوب بالشكل المناسب، مضيفة: "ولا نحصل على أجر ثابت شهريا، ولكن نحصل على أجورنا مقابل الإنتاج، والمهنة تساعدنا في توفير مصاريف المنزل في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة، كما أن غالبية العاملات من كبار السن لا يقدرن على العمل في شركات القطاع الخاص وتحمل أعباء التنقل والبقاء خارج المنزل لساعات طويلة". صاحبة أحد بيوت الأزياء في القرية سماح أحمد، تقول إنه "يتم تطريز الإسكارفات والعبايات، بخيوط التلي الفضية أو الذهبية، والتي يوضع على بعضها الرسومات الفرعونية"، مؤكدة أن حلم تصدير تلك المنتجات إلى أوروبا يظل الشاغل الأكبر للعديد من القائمين على تلك الصناعة، نظرًا لاهتمام معظم مواطني تلك الدول بمنتجات صناعة "التلي"، مطالبة المحافظة بتخصيص أراض لإقامة معارض دولية يتمكن من خلالها الصناع وأصحاب الورش تسويق منتجاتهم. وطالبت أحمد الحكومة بضرورة تسهيل فتح الأسواق التصديرية، قائلة: "إن سوق التلي مفتوح خارج مصر"، لافتة إلى مساهمة عدة جمعيات في مشاركتهن بعدد من المعارض الدولية الأوروبية، مؤكدة أن ارتفاع أسعار الخامات وقلة فرص البيع بالأسواق يعد من أهم معوقات بقاء المهنة، ما يضطر بعض العاملات في البحث عن مهن أخرى ما سيؤدي إلى انقراض الحرفة. وأشادت ببرنامج تنمية صعيد مصر بالمحافظة، قائلة: "بدأ يهتم بنا ويعرف احتياجتنا وتوفيرها، وبخاصة عملية التسويق، كما وضع استيراتجية لتحقيق أهداف تطوير المشروعات الصغيرة، وبذلك يكون البرنامج قد منحنا الأمل مرة أخرى ونهدف أن تتحول قرية شندويل إلى قرية مصدرة للأعمال اليدوية التي تشتهر بها منذ عدة قرون". ومن جهتها، قالت رئيسة الجمعية التعاونية للحرف التراثية واليدوية بالقرية أمل حسن، إن الجمعية منذ نشأتها في العام 2005، تعمل بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي لإنشاء معارض موسمية لتسويق المنتجات اليدوية التراثية لأهل القرية والتي تعاني من صعوبة فتح أسواق لعرض منتجاتها. وأشارت حسن إلى أن الجمعية تعد الكيان القانوني لتبني المشروعات الصغيرة بالقرية، موضحة أن الجمعية تعمل خلال الفترة المقبلة على زيادة توفير الخامات من الخارج لكل ورش ومصانع تلك الحرفة وذلك للحد من انقراضها. وأوضحت شيرين حسن، إحدى القائمات على برنامج تنمية صعيد مصر بسوهاج، أن البرنامج يعمل الفترة الحالية على تطوير تلك الصناعات الصغيرة، للحد من انقراض تلك الحرف وبخاصة "التلي"، حيث نساعد في توفير فرص عمل للنساء والفتيات. وأضافت حسن أن البرنامج يعمل أيضًا على دخول المرافق من رصف طرق وتوصيل مياه بالإضافة إلى مشروعات الصرف الصحي للقرى التي تشتهر بالحرفة، وذلك بهدف استمراريتها، مؤكدة: "أن تطوير تلك التكتلات الحرفية والثراثية بالمحافظة أصبحت من أولويات البرنامج".