تجري الشرطة الإسرائيلية تحقيقات في شبهات حول تلاعب عصابات الجريمة المنظمة (المافيا) بنتائج المباريات في الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى لكرة القدم، بحسب صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية. الصحيفة قالت إن "المافيا" متوغلة في الدوري الإسرائيلي منذ سنوات طويلة، مشيرة إلى أنه في مايو 2005 استجوب ضابط من وحدة التحقيقات الدولية يائير رابينوفيتش، رئيس لجنة الميزانية في الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، والذي صرح للصحفيين آنذاك بأن الشرطة كانت تحاول اقتفاء أثر أموال "تبيضها" عصابات "المافيا" في كرة القدم. وأضافت رابينوفيتش: "قال لي (الضابط) إن لديهم معلومات عن شخصيات في عالم الجريمة المنظمة تمتلك لاعبين في الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى، ثم سألني: كم من الأرباح يمكنك أن تجني من بيع وشراء اللاعبين، فأجبته بأن الأرباح الحقيقية يمكن جنيها من عمليات المراهنات غير القانونية". بعدها بسبعة أشهر، اقترب محقق آخر من رابينوفيتش، وأبلغه بأن الشرطة على علم بأن ثمة فرق في الدوري الممتاز تدعمها المنظمات الإجرامية. وهذه كانت آخر مرة يسمع فيها رئيس لجنة الميزانية عن تحقيق حول عمليات "السوق السوداء" في الدوري الممتاز لكرة القدم، حسب قوله. وأضاف: "الشرطة أبلغتني أنها لا تعتبر أن وضع نهاية لتوغل عصابات الجريمة المنظمة في عالم كرة القدم من أولوياتها، وقد حاولت أن أقول لهم إنه إذا لم يتمكنوا الآن من السيطرة على هذا الوضع، فستستفحل الظاهرة بشكل غير مسبوق". ومن أبرز وسائل "المافيا" للتدخل في عالم كرة القدم الإسرائيلي، بحسب قول رابينوفيتش ل"هاآرتس"، هي بيع وشراء اللاعبين، ومن ثم التلاعب في نتائج المباريات، موضحا أن "شخصيات في المافيا تشتري أندية صغيرة في دول العالم الثالث، ثم تشتري لاعبين إسرائيليين للعب في هذه الأندية، وبعدها تعديهم إلى أندية إسرائيلية كمعارين"؛ مما يتيح لها التحكم في النتائج من خلال هؤلاء اللاعبين وغيرهم. وفي عام 2006 كانت هناك محاولة للتلاعب في نتيجة مباراة بين فرقي هبوعيل بئر السبع وهبوعيل رعنانا؛ مما أدى إلى اعتقال أربعة من رجال "المافيا" ومثلهم من لاعبي فريق هبوعيل بئر السبع، وفي وقت لاحق تم اتهام اللاعبين بتلقي رشاوى للتأثير على نتيجة المبارة. وتكشف مقتطفات من التحقيقات مع هؤلاء اللاعبين، والتي حصلت عليها الصحيفة، كيف يتم "شراء" اللاعبين في إسرائيل: - إيفياتار إلوز (أحد اللاعبين): اقترب مني أحدهم قائلا إنه يريد التحدث معي عن المباراة ضد هبوعئيل رعنانا.. شعرت بالريبة والخوف.. قال لي نريدك أن تخسر المبارة، وهناك أربعة أو خمسة لاعبين آخرين اتفقنا معهم.. نريدك أن ترتكب خطأ في منطقة جزاء فريقك يستوجب من الحكم احتساب ضربة جزاء للفريق المنافس.. ثم قال لي رجل آخر كان معه: لا تقلق سيكون كل شئ على مايرام، ودفع إلي بأموال نقدية. حينها أحصيت قيمة الفواتير المستحقة علي فوجدتها نحو عشرة آلاف شيكل، فأخذت الأموال وخبأتها في المنزل بينما كنت مرعوبا.