* عزفت فى أهم قاعات ألمانيا.. وقريبا أقدم لجمهورى أول ألبوم من برلين * فكرة «فؤاد ومنيب» بدأت من الإنترنت.. وانتظرونا فى 2020 مع الأوركسترا اشتهر عازف الكمان أحمد منيب، فى مصر من خلال فرقة مستقلة باسم ثنائى هو «فؤاد ومنيب»، وحقق هذا الثنائى الذى جمع بين آلتى البيانو والكمان شهرة واسعة بين الشباب، بحفلات كاملة العدد فى دار الأوبرا المصرية ومكتبة الاسكندرية وساقية الصاوى. ولأن الاحلام لا تتوقف عند درجة أو مرحلة من النجاح، ودائما الفنان الذى يمتلك موهبة لا حدود لطموحاته، قرر أحمد منيب أن يتجه بحلمة نحو أوروبا وبالتحديد ألمانيا مثل غيره من المصريين والعرب الباحثين عن آفاق جديدة فى عالم الموسيقى. أحمد منيب له حكاية تستحق ان نطرحها مثل الحكايات السابقة التى قدمناها لمصريين استطاعوا أن يثبتوا أنفسهم خارج الحدود. فى البداية تحدث أحمد منيب، الشاب صاحب الثلاثين عاما عن حكايته مع الموسيقى وكيف بدأت قائلا: أنا من عائلة فنية والدى دكتور نبيل منيب استاذ التمثيل والإخراج باكاديمية الفنون، وعمتى هى استاذة العزف على البيانو وعميد الكونسرفتوارالاسبق، ووالدتى خريجة كلية التربية الموسيقية، منذ سن 7 سنوات بدأت موهبتى تفرض نفسها على الاسرة، وبالفعل التحقت بمعهد الكونسرفتوار، الذى يعد من أعظم المعاهد فى العالم لأنه يتميز بامر أدهش الأوروبيين أنفسهم، وهو أنه يقدم الدراسة المزدوجة، صباحا يقدم الدراسة العادية مثل باقى المدارس العادية وبعد الظهر يقدم الدراسة الموسيقية والمناهج النظرية والعملية، وهذا المعهد قدم للساحة عمالقة كبار فى شتى الفنون، وبعد أن وصلت إلى المرحلة الثانوية، كان على الاختيار بين استكمال دراستى الموسيقية وبين الاتجاه إلى دراسة العلوم العادية فى أى جامعة، لكنى لم اتخيل نفسى ادرس شيئا آخر بخلاف الموسيقى وبالفعل تخرجت عام 2010 بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، وعملت باوركسترا اوبرا القاهرة ثلاث سنوات، منها عام قبل التخرج، عن طريق اختبار اداء اجتزته. * متى بدأ حلم السفر؟ حلم السفر كان معى اثناء الدراسة، لأننى دائما كنت أبحث عن تطوير نفسى على مستوى العلم والاداء، والموسيقى طول عمره يتعلم، مثل مهن اخرى تحتاج دائما إلى التطوير والتحديث. وقبل سفرى إلى ألمانيا قمت بمراسلة العديد من الجامعات فى أوروبا، واستجابت جامعة ميونخ وحصلت على 2 ماجستير الأول فى الموسيقى الكلاسيك والثانى فى موسيقى الجاز. * من الواضح أن الرسالتين فى نوعين من الموسيقى مختلفان تماما، الكلاسيك قمة الانضباط والالتزام بما هو مكتوب موسيقيا والجاز موسيقى تقوم على الارتجال؟ منذ صغرى ورغم دراستى فى الكونسرفتوار، كان بداخلى حب الارتجال، الموضوع عندى ليس بالورقة والقلم، كانت روح الموسيقى الشرقية تعيش بداخلى، وهذا النوع ايضا به نوع من الارتجال اذا اراد الموسيقى. ومنذ صغرى كنت احب تأليف اعمال امزج فيها بين الشرقى والجاز، وغيرهما من الموسيقات الاخرى، لذلك لا تندهش عندما ترانى اقدم رسالتين علميتين فى موضعين مختلفين. * انطباع الاساتذه فى جامعة ميونخ كيف كان؟ أستاذى الذى كان يشرف علىّ شجعنى جدا، وكنت خائفا من الاختبار هل اعزف الجاز الذى يعرفه الغرب والعالم اجمع ام أقدم إضافة، وقررت أن أحدث مزجا بين الشرقى والجاز، وهو ليس منتشر بالقدر الكافى على مستوى العالم. والجميل ان الامتحان يكون فى حفلات عامة للجمهور، من خارج الجامعة، فى وجود الاساتذة للتقييم، والحمد لله الناس انبهرت كثيرا بما قدمته. * هذا على صعيد الدراسة ماذا عنك كموسيقى؟ هذا العام كوّنت «باند» يحمل اسمى فى ميونخ «أحمد منيب باند» وقدمت خلال هذا العام حفلتين فى المركز الثقافى لميونخ، وحفلا آخر هو توزيع جوائز السلام فى مهرجان الفيلم الالمانى وكان فى يوليو الماضى وهو مهرجان سينمائى مهم هناك. * ما الذى قدمته خلال الحفل؟ حرصت أن أعزف مقطوعة بعنوان «روزتا» أى حجر رشيد وكنت اقصد من وراء التسمية هو ان يعرف الجمهور اننى فنان مصرى، ويعى الجمهور الاوروبى والالمانى تحديدا ان المصريين لديهم فكر وأداء رفيع المستوى، والحمد لله الناس استقبلت الامر بترحاب شديد. * على صعيد الألبومات الموسيقية؟ سيكون متاحا قريبا اول البوم لى فى المانيا والعمل يمزج بين الموسيقى الشرقية والجاز، وتغلبت على قضية ان معى عازفين غربيين لا يعرفون الموسيقى الشرقية، بكتابة الجمل الشرقية للكمان الذى اقوم بالعزف عليه، والعود الذى يلعب عليه عازف سورى، وباقى الآلات تلعب الجاز. * لكن بالتأكيد عند وصولك لاول مرة المانيا كانت هناك معاناة؟ طبعا خاصة اننى لم اسافر بمنحة، كل المصاريف كانت على عاتقى، وقبل السفر بعت سيارتى وكانت قيمتها تقريبا 50 الف جنيه، إلى جانب بعض الاموال التى كنت قد حصلتها من العمل وكونت 5 آلاف يورو كانت هى كل ما جئت به إلى المانيا، والحياة هنا مكلفة جدا، سكن وطعام ودراسة وتنقلات، وبعد 7 شهور، لم يعد لدى أى اموال، والازمة هنا ان القانون يمنع أى طالب من العمل الا عدد ساعات معين، وهنا كل الاعمال المتاحة اما فى المطاعم أو المقاهى، وانا لم اكن اريد ان اعمل فى وظيفة تستهلك وقتى، بعيدا عن الكمان والعزف والموسيقى، فقررت ان انزل للناس فى الشارع للعزف، فى درجة حرارة تحت الصفر، وسط الامطار، وكان هذا العزف فيه مخاطرة على يدى والكمان بسبب البرودة، والامر بالنسبة لى كان صعبا جدا خاصة اننى لدى فرقة فى مصر«فؤاد ومنيب» ولنا مقطوعات موسيقية يشاهدها الملايين، ولدينا فانز، والغريب ان بعض العرب والمصريين كانوا يتعرفون على، ويسألوننى هل انت عضو فريق فؤاد ومنيب. وعشت خلال هذه الفترة مغامرات كثيرة لأن الشرطة هنا تضيق الخناق وبالتالى كنت اذهب لمدن اخرى. * هل هناك دروس مستفادة من عزف الشارع؟ بالتأكيد اضاف إلى اجمل شىء فى الدنيا وهو الاقتراب بشكل كبير من الناس، وكيف يمكنك ان تقنع المارة بالتوقف للاستماع لك، وهذا الامر يحتاج إلى براعة فى العزف وتكنيك عال جدا، إلى جانب كاريزما الشخص نفسه. وبالمناسبة احدى القنوات التليفزيونية عملت برنامجا لاحد اشهر الموسيقيين والعازفين على مستوى العالم «جوشوا بيل» لقياس مدى قدرته على جذب الناس فى الشارع واقناعهم بالتوقف للاستماع اليه، وبالفعل ارتدى كاب على رأسه، وقام بالعزف لباخ، واكتشفوا ان الناس مشغولة اكثر بهمها واعمالها، هنا انا فقط اريد ان اؤكد على صعوبة هذا الامر. * هل كانت هناك معاناة على المستوى الفنى؟ دائما أعيش فى حالة شك، أنا موسيقى لى جمهور فى مصر وعزفت فى شوارع برلين وميونخ ثم الآن اقف على اهم مسارح المانيا، ام انا الشخص الحاصل على 2 ماجستير، لذلك دائما كنت ومازالت اسأل نفسى انا مين فى هؤلاء الثلاث شخصيات، وفى النهاية اقول انا كل هؤلاء. * هل كنت خلال هذه الفترة تعود لعمل حفلات فى مصر؟ نعم كنت أحضر لمصر على مواعيد الحفلات، لذلك اعتبر نفسى خلال هذه الفترة عشت حياتين فى وقت واحد، حياة النجم فى مصر وحياة اخرى فى المانيا، لكننى والحمد لله تجاوزت ذلك سريعا بعد ان انتهيت من الدراسة وبدأت أكوّن فريقا باسمى، وأعمل مع بعض الموسيقيين العرب والألمان. * ماذا عن أشهر من عملت معهم؟ عملت مع مغنٍ ألمانى شهير اسمه قسطنطين فيكر، وهذا الفنان استعد للقيام معه بجولة موسيقية فى 26 مسرحا داخل المانيا وسويسرا والنمسا، وانا اعزف معه بشكل اساسى كقائد مجموعة الوتريات فى الاوركسترا الخاص به، كما شاركت مع اوركسترا ميونخ السيمفونى، واوركسترا رويتلنجن الفيلهارمونى، والاوركسترا البافارى الفيلهارمونى، واوركسترا ميونخ لآلات الإيقاع والوتريات، إلى جانب فرق مثل كايرو ستيبس وفرانك فوبينج، ووقفت على خشبة مسارح كبيرة مثل مسرح الفلهارمونى فى ميونخ وبرلين ومسرح كوفيلييه بميونخ ومسرح الفلهارمونى فى كولن. * عزفت مع عمر خيرت على الربابة ماذا عن تلك التجربة؟ الامر جاء بالمصادفة كنت اعمل بشكل دورى مع الدكتور عادل شلبى فى ميونخ، وكنت أرغب فى أن ألعب على آلة غير معروفة واستقررت على الربابة لأنها قريبة من الكمان، وبالفعل تعلمت عليها، ووجدت قبولا من الناس، وفى إحدى حفلات عمر خيرت كان هناك صولو للربابة وقمت بأدائه. * الربابة لكونها آلة شعبية غير متداولة كثيرا فى أوروبا كان من الممكن تقربك اكثر من الالمان؟ ربما يكون ذلك صحيحا لكننى اريد ان اعرف بالكمان والحمد لله حدث هذا. * كيف استطعت فى فترة قصيرة أن تكوّن قاعدة جماهيرية فى مصر؟ فى البداية كنت أعزف أعمال عمرو دياب وتامر حسنى وأطرحها على الانترنت، ولأن جمهور الاثنين كبير جدا، اقتربت كثيرا من الناس، وعندما كونت ثنائى فؤاد ومنيب مع صديقى عازف البيانو محمد فؤاد، وبدأنا نقدم حفلات للناس، تصورت الجماهير اننا سوف نقدم اعمال تامر وعمرو وحضر الجمهور بكثافة وفوجئ الحضور اننا نقدم اعمالنا الخاصة، والحمد لله الامر لاقى نجاحا عند الجمهور ومن هنا كونت انا وزميلى فؤاد هذه الشعبية الكبيرة. * كيف تعرفت على محمد فؤاد؟ مصادفة عن طريق الانترنت، والغريب اننا قدمنا اول انتاج لنا قبل ان نلتقى وجها لوجه، كنا نقوم بعمل البروفات عبر الانترنت، ثم اتفقنا ان نقوم بترجمة الامر لحفلات وحدث بالفعل، والحمد لله حفلاتنا فى الاوبرا «القاهرة واسكندرية ودمنهور» أو مكتبة الاسكندرية أو الساقية يحضرها عدد ضخم من الجماهير. * والآن إلى أين وصل مشروع فؤاد ومنيب؟ الأن نحن فى حالة توقف خلال 2019، وسوف نستأنف النشاط فى 2020 بشكل مختلف تماما، سوف نعود مع الاوركسترا حيث اقوم حاليا على كتابة مؤلفاتنا. * ما المختلف الذى يقدمه فؤاد ومنيب؟ إننا نقدم موسيقى فقط فى الوقت الذى تقدم فيه كل الفرق المستقلة اغانى، نحن مثلنا الاعلى عمر خيرت، وجمهورنا قريب جدا من جمهوره. * فى رأيك ما المشكلات التى تعترض الفرق المستقلة لكى تحصل على حقها فى الانتشار اكثر؟ أغلب الفرق تعمل على نفقتها الخاصة، واغلب المسارح التى تستقبل حفلاتهم تعمل بنظام نسبة بيع التذاكر، لذلك دائما المصاريف اكبر من العائد، ولابد وأن تحقق الفرقة نجاحا كبيرا جدا، لكى تحقق عائدا ملموسا. * فى رأيك ما هى أهم الفرق التى تقدم نفس فكرك المزج بين الشرقى والجاز؟ كل فريق له أسلوبه هناك التونسى ظافر يوسف، وهناك ابراهيم معلوف عازف الترومبيت الشهير. * هل تنوى الاستمرار فى أوروبا؟ فكرت كثيرا فى العودة بشكل نهائى عند تعرضى لبعض الضغوطات والمتاعب، كنت اشعر بأن شعرى شاب من الداخل رغم اننى لم اتجاوز الثلاثين من عمرى، لكننى اكتشفت اننى قطعت شوطا كبيرا فى ألمانيا، أريد أن أستكمل ما قمت به، والحمد لله أنا لم أنس مصر ابدا بالعكس انا اعمل فى المانيا بالتوازى مع عملى فى مصر، وكل ما انوى القيام به هو الا تجور تجربة على الاخرى. * هل ترى انك من الممكن ان تحقق نجاحات اكبر؟ دائما أرى امامى صورة كبيرة للحلم وكلما تمر الايام تكبر بداخلى، حلمى ان تصل موسيقاى لكل أوروبا، تعزف فى كل الاماكن ويشار إلى بالمصرى الذى تعزف موسيقاه فى كل أوروبا، صورة محمد صلاح ابن مصر البار لا تفارقنى ابدا، فهو فخر العرب، لذلك اريد ان تصل موسيقاى مثلما وصلت كرة محمد صلاح للعالم، صلاح اصبح سفيرا لنا جميعا، وكل انسان ناجح سيكون كذلك، سواء رياضى أو فنان أو مهندس أو طبيب ونحن كمصريين لدينا نماذج فى كل المجالات، لما لا انضم إلى هذه الصورة التى تضم كل العظماء المصريين. وانا بعيد عن كلام الشعارات احب ان اكون صورة جيدة لوطنى وبلدى، خاصة ان صلاح بالفعل غير الصورة المعروفة عن العرب والمصريين، انا اشعر بفخر عندما اتواجد فى مكان واسمع جملة «مو صلاح»، كل مصرى ناجح هو محارب فى معركتنا ضد من يعملون لتشويه صورة مصر. * الجمهور الاوروبى مختلف عن المصرى؟ الجمهور فى أوروبا عنده وفرة من الفرق المختلفة وعليك ان تعمل كثيرا، لأنه جمهور من الصعب إرضاءه، كما عندنا فى مصر فالجمهور عاطفى اذا احبك رفعك للسماء ويساهم فى الدعاية لك دون ان تطلب، مثل ان يقوم بنشر اعمالك على السوشيال ميديا. * شاركت مع مى فاروق فى حفل اقيم فى برلين يوم 26 سبتمبر؟ حفل مى فاروق كان فى افتتاح ايام الموسيقى العربية شاركنا فى الافتتاح، مى جاءت بعدد محدود من العازفين من مصر وفى اللحظات الاخيرة اعتذر عازف الكمان، كلمونى لاكون معهم والحمد لله غنت مى اغانى ام كلثوم، الجمهور كان مبسوطا جدا، والحفل حقق نجاحا كبيرا والتجربة بصفة عامة كانت جميلة، ومى فنانة رائعة عندما تسمعها تغنى لأم كلثوم تشعر بانبساط، الاشراف الفنى على المهرجان لعازف العود الشهير نصير شمه.