يحقق نسبة إيرادات عالية فى الأسبوع الثانى على التوالى.. وتباين ردود أفعال أعضاء أكاديمية الأوسكار حول فوزه بالجائزة.. الجمهور يشيد بأداء واكين فينيكس ويصف العمل بالتحفة الفنية.. وآخرون يطالبون بمنع عرضه خوفا من كم إثارة الرعب داخل المشاهدين. الشرطة الامريكية ترفع حالة التأهب وعززت الأمن فى المسارح ودور السينما بعد تلقيهما تهديدا يكمل فيلم الجريمة والدراما «Joker» لمخرجه تود فيليبس، مسيرة النجاح التى حققها منذ طرحه فى الثانى من أكتوبر الماضى، حيث استطاع أن يتسلل إلى ذهن كل من يشاهده وانتهى به الأمر بأن يصبح الحدث الأكثر جدلا فى العالم، واستقر فى صدارة إيرادات شباك التذاكر العالمى لأسبوعه الثانى على التوالى، محققا 289,9 مليون دولار، بينما تجاوزت إيراداته فى مصر 2 مليون جنيه. وعلى الرغم من تسجيل الفيلم نسبة إيرادات كبيرة مقارنة بالعرض الأول لأفلام هذا الشهر، اختلفت الآراء حوله وطالب البعض بوقف عرضه؛ مؤكدين على أنه يحث على العنف، بينما أشاد البعض الآخر بالفيلم ووصفوه بأنه تحفة فنية ويمهد طريق بطله واكين فينيكس للأوسكار المقبل. كان «Joker» قد رشح من جانب عدد كبير من النقاد للفوز بجائزة الأوسكار بعد النجاح الذى حققه فى الدورة ال 76 من مهرجان فينيسيا السينمائى، وتوقعوا أن تتراوح نسبة إيراداته ما بين 85 إلى 90 مليون دولار، وأن يصبح من أفضل أفلام هوليوود فى القرن ال 21، إلا أن ردود فعل أعضاء أكاديمية الأوسكار جاءت متباينة حوله، وهم المسئولون عن عملية التصويت لضم الأفلام لقوائم الترشيحات النهائية لجوائز الأوسكار من كل عام. وقام بعض الأعضاء بمدح الفيلم ورأوا أنه يستحق كل جائزة يرشح لها، فى حين رأى البعض الآخر ضرورة منع عرضه داخل السينمات، وصرح كريس روك، عضو الأكاديمية بأن ما شاهده كان بمثابة التحفة الفنية، فى حين أن واحدة من العضوات كشفت عن أن الفيلم قد تسبب لها فى اضطرابات نفسية وظل هذا الشعور يلاحقها حتى اليوم التالى، بحسب «هوليوود ريبورتر». سادت حالة من الذعر والقلق داخل الولاياتالمتحدة رغم حالة التأهب القصوى التى فرضتها الشرطة الأمريكية تجنبا لأحداث العنف الفوضوى؛ وذلك بعد مغادرة ثلثى الحاضرين قاعة عرض بولاية نيويورك أثناء عرض «Joker»؛ هربا من محاولة شخص إثارة الرعب داخل المشاهدين وقيامه بالبصق عليهم وتصفيقه على مشاهد قتل يقوم بها الجوكر داخل الفيلم قبل أن تتمكن قوات الأمن من القبض عليه. وفوجئ صناع الفيلم بتوجيه بعض المشاهدين النصائح للمقبلين على مشاهدته، التى تنص على الامتناع عن رؤيته إذا كان الشخص يعانى من مشاكل نفسية، حتى لا تزيد نسبة الاكتئاب لديه بطريقة تدفعه إلى الانتقام، وطالب البعض الآخر دور العرض الأمريكية بحظره؛ معربين عن أنه يروج لجرائم العنف واستخدام السلاح، بحسب «ديلى ميل». انقسم الجمهور بين مؤيد ومعارض للفيلم، وبدأ رواد مواقع التواصل الاجتماعى بسرد تجربتهم الخاصة معه، ووصف النقاد أداء بطله واكين فينيكس، بأنه عبقرى لكن مرعب، إلى جانب اتهام بعضهم مخرجه تود فيليبس، بتمجيده لشخصية الشرير آرثر فليك وحقن الفيلم بمشاهد العنف، فيما عبر آخرون عن حزنهم لعدم تمكنهم من مشاهدته فى دور العرض؛ باعتبارهم تحت سن ال 18 عاما وذلك بعد تصنيف الفيلم «للكبار فقط». جاءت ردود فعل الجمهور متباينة من خلال تعليقاتهم عبر «تويتر»، وأدرك مؤيدو «Joker»، أن هذا العمل هادف ويحمل فى طياته رسالة هامة، وأشادوا بقوة أداء فينيكس، حيث اعتبروه أفضل شخصية جسدت هذا الدور على الإطلاق، إلى جانب تحقيقه إيرادات عالية تمكنه من أن يحدث طفرة وتغييرا جذريا فى تاريخ أفلام الكوميكس، بينما اتهمه بعض المعارضين بأنه يؤثر على الصحة النفسية والعقلية لمن يشاهده، معللين ذلك بأنهم غادروا قاعات العرض فى منتصف الفيلم؛ لشدة خوفهم وقلقهم نتيجة مشاهدتهم لمقاطع تحيى أحداث العنف داخل أمريكا، وطالبوا بوقف عرضه وعدم مشاهدته من خلال إطلاق هاشتاج «#dontdoitfolks». وفى سياق متصل، أثارت أغنية الفيلم «Rock and roll part 2» لمغنى الروك البريطانى غارى غليتر، غضب المشاهدين وانتقدوا اختيار صناع الفيلم لها؛ لمعرفتهم بالجرائم التى ارتكبها هذا المغنى وقيامه بانتهاكات جنسية ضد الأطفال؛ وهو ما اعتبره البعض تشجيعا لجرائمه بحصوله على عائد مادى من الفيلم. وفى سياق رصد ردود الأفعال، قالت صحيفة اندبندنت البريطانية أن فيلم الجوكر قوى ويقدم واكين فينيكس فى بطولة كئيبة، وأن مسار الفيلم يبدو أكثر كآبة وميالا إلى المزج بين الخيال والرعب والموت والحب مقارنة بأفلام «باتمان» للمخرج كريستوفر نولان. ومن ضمن ردود الفعل الإيجابية، أشاد النجم الهندى شاروخان بأداء واكين فينيكس، عندما سئل عبر تويتر عن رأيه فيه، وقال فى تغريدته: «واكين فينيكس جيد جدا، كان يصرخ بحذر». أفادت التقارير بأنه لم تسجل حتى الآن عن وقوع أعمال عنف خلال العروض، فيما انتشرت الشرطة فى جميع أنحاء الولاياتالمتحدة فى حالة تأهب قصوى وعززت الأمن فى المسارح ودور السينما، واضطرت إلى إلغاء عرضين فى هونتينجتون بيتش بولاية كاليفورنيا؛ بعد تلقيهما تهديدا، وفقا لما أعلنته الشرطة المحلية، ثم استأنفت العروض بعد ذلك. كما شدد مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى «FBI» بعبارات تحذيرية من كون الفيلم وسيلة لإثارة أعمال الشغب والجرائم المتعددة، خاصة للمنتمين إلى مجموعة «incels»، التى تضم مجموعة من الرجال غير المؤهلين لتحمل المسئولية ويلقون باللوم على الجنس الآخر، وكانت الشرطة الأمريكية قد حذرت المتفرجين من ارتداء أقنعة وأزياء أثناء عرض الفيلم بدور العرض الأمريكية، لاند مارك وايه إم سى، بينما نبهت على الآباء بضرورة عدم اصطحاب الأطفال أثناء مشاهدة الفيلم. تمحورت حجة النقاد بأن الفن الذى يشجع العنف والفساد قد يكافأ، وربط بعضهم شخصية الجوكر المضطربة وتصنيف الفيلم للكبار فقط، بأنه قد يؤدى لاندلاع موجة جديدة من العنف، وهو ما نفاه المخرج الأمريكى مايكل مور، قائلا: «الخطر الأكبر والحقيقى على المجتمع هو عدم مشاهدتهم لهذا العمل»، ووصف الفيلم بأنه تحفة فنية. حيث رأى أحدهم أنه من أفضل الأفلام التى سلطت الضوء على شخصية «الجوكر»، التى لطالما حلم بها الكثيرون، إلى جانب ذكاء المخرج فى كتابة السيناريو؛ مما يجعله يتفوق على سلسلة أفلام «باتمان» القصصية منذ آخر ظهور لها فى فيلم «The Dark Knight»، أما البعض منهم وصفه بأنه كوميدى مأساوى وسوداوى حزين يشوبه الطابع الدموى وجسد بوضوح الشخصيات التى لجأت إلى الشر لكى تهرب من واقعها المؤلم. بينما أدرك بعضهم أنه من النادر أن يعبر فيلم مأخوذ عن كتب مصورة عما يحدث فى العالم بشكل حقيقى، وأنه قد يشكل خطرا فى حال مشاهدة الشخص الخطأ له. وواجه الفيلم اتهاما نقديا؛ لرؤية البعض أنه مقتبس من فيلم «The King of Comedy» للمخرج مارتن سكورسيزى؛ الذى تدور أحداثه حول شخص يجتهد للوصول إلى الشهرة بكل الطرق، ويعمل ك«كوميديان»، ثم ينفذ عملية خطف لممثل شهير؛ ليحقق حلمه. وعلى جانب آخر، أشاد الكثيرون ببراعة وسحر أداء بطله خواكين فينيكس، ورأى بعضهم أنه يستحق الأوسكار أيضا؛ لتجسيده شخصية معقدة، وتحديه لعواطفه ولجسده بعد فقدانه الكثير من الوزن؛ الذى ساعده فى إظهار الوجه الكئيب للشخصية، خاصة بعد تحوله من مريض إلى قاتل؛ دخل على إثرها فى منافسة قوية بينه وبين الراحل هيث ليدجر، الذى جسد شخصية الجوكر فى السنوات السابقة بأداء ظل محفورا فى ذاكرة الجميع، وبالتحديد فى ذاكرة «فينيكس»، الذى تعهد بأن يجعل «ليدجر» فخورا به. أنكر «فيليبس» تلك الاتهامات الموجهة لفيلمه وعلق بأنها غير عادلة، موضحا أن بعض الأفلام مثل «John wick 3» قتل فيها البطل ما يقارب ال 100 شخص ولم توجه أى انتقادات للفيلم، وقال إن الفيلم به رسالة عن غياب الحب، وصدمات الاطفال، وغياب التعاطف من العالم مع الآخرين، وأن الجمهور يمكنه التعامل مع هذه الرسالة، وأكد من خلال مهرجان نيويورك السينمائى على أنه يتحمل المسئولية أما الجميع فى إظهار الآثار الحقيقية للعنف. أما عن بطله «فينيكس» قرر ترك القرار للجمهور فى حسم الأمر، قائلا: «البعض يسىء فهم كلمات الأغانى، أو فقرات من الكتب لذا أعتقد أن صانع الفيلم غير مسئول عن شرح الأخلاقيات للجمهور أو توضيح الفرق بين الصواب والخطأ»، وصرح بأنه يثق أن الجمهور سوف تصله رسالة الفيلم بعد الخروج منه. وصرحت شركة «وارنر بروس»، المنتجة للفيلم، بأنها لا تؤيد العنف ولا تسعى للتحريض عليه بأى وسيلة وأن الفيلم لا يهدف إلى تمجيد شخصية بعينها، قائلة: « شركتنا لها تاريخ طويل مع التبرع لضحايا العنف»، وجاء هذا التصريح بعد أن تسلمت الشركة خطابا من أسر ضحايا حادث دور عرض أورورا بولاية كولورادو، الذى شهد إطلاق نار أثناء عرض فيلم « The Dark Knight Rises» لعام 2012، وعبرت الأسر فيه عن تخوفها من حدوث عنف جديد؛ مما دفع الولاياتالمتحدة إلى منع عرضه فى ولاية كولورادو. على الرغم من شعور النقاد بالقلق؛ لتسليط الفيلم الضوء على شخصية شريرة مثل «جوكر» فى ظل المناخ الحالى للولايات المتحدة، خاصة بعد عمليات إطلاق النار الجماعى التى وقعت فى الفترة الأخيرة؛ لتخوفهم من تشجيعها وتحفيزها نوعا من التفكير المرضى داخل عقول الجماهير، إلا أن «Joker» احتل المركز الثانى عشر ضمن قائمة أفضل 250 فيلما فى التاريخ، وتم تقييمه بنسبة 9,3/10 على موقع «IMBD»، بينما صنفه موقع «روتن توميتوز» بنسبة 69 ٪ وهو تصنيف شارك فيه أكثر من 390 ناقدا فيما كان تصنيف جمهور الموقع 91٪ فى المائة، بمشاركة أكثر من 13500 مشاهد.