أصابت توقعات النقاد الإيجابية لفيلم "Joker" هدفها؛ وذلك بعد حصوله على إجمالي إيرادات وصلت إلى 234 مليون دولار في الافتتاحية الأولى، حيث حققت إيراداته 2 مليون جنيه وذلك بعد عرضه داخل مصر قبل يومين من عرضه في الولاياتالمتحدة التي سجلت إيرادات 93.5 مليون دولار في "البوكس أوفيس"، كما بلغت نسبة إيراداته عالميا 140.5 مليون دولار. وبالرغم من تسجيله رقما قياسيا مقارنة بالعرض الأول لأفلام هذا الشهر، اختلفت الآراء حوله وطالب البعض بوقف عرضه، مؤكدين أنه يحث على العنف، بينما أشاد البعض الآخر بالفيلم ووصفوه بأنه "تحفة فنية". انتشرت حالة من الذعر والقلق في الولاياتالمتحدة رغم حالة التأهب القصوى من جانب الشرطة الأمريكية تجنبا لأحداث العنف الفوضوي؛ وذلك بعد مغادرة ثلثي الحاضرين قاعة عرض بولاية نيويورك أثناء عرض "Joker"؛ هربا من محاولة شخص إثارة الرعب داخل المشاهدين وقيامه بالبصق عليهم وتصفيقه على مشاهد قتل يقوم بها الجوكر داخل الفيلم، قبل أن تتمكن قوات الأمن من القبض عليه، وهاجم البعض الفيلم مطالبين دور العرض الأمريكية بحظره، مشيرين إلى أنه يروج لجرائم العنف واستخدام السلاح، بحسب ما جاء في موقع صحيفة "ديلي ميل". وعلى جانب آخر، احتل "Joker" المركز ال12 ضمن قائمة أفضل 250 فيلما في التاريخ، وتم تقييمه بنسبة 9.3/10 على موقع "IMBD"، بالرغم من شعور النقاد بالقلق؛ لتسليط الفيلم الضوء على شخصية شريرة مثل جوكر في ظل المناخ الحالي للولايات المتحدة، خاصة بعد عمليات إطلاق النار الجماعي التي وقعت في الفترة الأخيرة؛ لتخوفهم من تشجيعها وتحفيزها نوعا من التفكير المرضي داخل عقول الجماهير. وانقسم الجمهور بين مؤيد ومعارض للفيلم، ووصف النقاد أداء بطله خواكين فينيكس، بأنه "عبقري لكن مرعب"، واتهم بعضهم المخرج تود فيليبس بتمجيده لشخصية الشرير آرثر فليك، وحقن الفيلم بمشاهد العنف، إلا أن "فيليبس" أنكر تلك الاتهامات الموجهة لفيلمه وعلق بأنها "غير عادلة"، موضحا أن بعض الأفلام مثل "John wick 3" قتل فيها البطل ما يقارب ال100 شخص ولم توجه أي انتقادات للفيلم، في حين أن "فينيكس" ترك القرار للجمهور في حسم الأمر والتمييز بين الصواب والخطأ. وساعد فوز "Joker" بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا السينمائي وترشيحه لنيل "الأوسكار"، على إذكاء حجة النقاد بأن "الفن الذي يشجع العنف والفساد قد يكافأ"، وربط بعضهم شخصية الجوكر المضطربة وتصنيف الفيلم للكبار فقط، بأنه قد يؤدي لاندلاع موجة جديدة من العنف، وهو ما نفاه المخرج الأمريكي مايكل مور، قائلاً: "الخطر الأكبر والحقيقي على المجتمع هو عدم مشاهدتهم لهذا العمل"، ووصف الفيلم بأنه "تحفة فنية". ومن جانبها، صرحت شركة "وارنر بروس"، المنتجة للفيلم، بأنها لا تؤيد العنف ولا تسعى للتحريض عليه بأي وسيلة، وأن الفيلم لا يهدف إلى تمجيد شخصية بعينها، وجاء هذا التصريح بعد أن تسلمت الشركة خطابا من أسر ضحايا حادث دور عرض أورورا بولاية كولورادو، الذي شهد إطلاق نار أثناء عرض فيلم "The Dark Knight Rises" لعام 2012، وعبرت الأسر فيه عن تخوفها من حدوث عنف جديد؛ ما دفع الولاياتالمتحدة إلى منع عرضه في ولاية كولورادو. وكانت الشرطة الأمريكية قد حذرت المتفرجين من ارتداء أقنعة وأزياء أثناء عرض الفيلم بدور العرض الأمريكية، لاند مارك وايه إم سي، بينما نبهت على الآباء بضرورة عدم اصطحاب الأطفال أثناء مشاهدة الفيلم. يشار إلى أن الفيلم بدأ تصويره في سبتمبر عام 2018، وبلغت ميزانيته 55 مليون دولار، وهو لمحة عن حياة عدو "باتمان"، وتم اقتباس قصته من القصة الأصلية للمهرج "آرثر فليك"، أشهر شخصيات عالم "دي سي كوميكس"، الذي يعيش في مدينة "جوثام"، عندما يبدأ حياته كإنسان عادي يحلم بالعمل كمهرج، ولكنه يتعرض للإهانة والسخرية من قبل مجتمعه؛ وبسبب طريقة علاجه، ينتقل فليك من شخص غير مؤذٍ إلى شخص شرير، ومن ثم تتحول حياته إلى جحيم وينتهي به الأمر إلى أن يصبح "الجوكر"، الذي يشيع الرعب والجريمة في جميع أرجاء المدينة وينتقم ممن تسببوا له في الأذى النفسي.