نجح الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في البقاء في السلطة بعد أن أعيد انتخابه لولاية رئاسية خامسة بأغلبية كبيرة في الانتخابات التي جرت يوم الأحد رغم الانتقادات بشأن بطء المسيرة الديمقراطية في تونس. وأظهرت النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية التي نشرتها وزارة الداخلية فجر يوم الاثنين فوز الرئيس بن علي - 73 عاما- الذي يحكم تونس منذ 1987 ، بحصوله على 89,62%. وهذه هي المرة الأولى التي تكون فيها النسبة التي يحصل عليها مرشح الحزب الحاكم أقل من تسعين بالمائة في تونس. وفي الانتخابات التشريعية ، فاز التجمع الدستوري الحاكم ب161 مقعدا ، وحصل محمد بو شيحة مرشح حزب الوحدة الشعبية على 5% ، ومرشح الاتحاد الديمقراطي الوحدوي على 3% ، ومرشح حركة التجديد على 1,5%. وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 89,4% من بين أكثر من 5,2 مليون ناخب مسجل حسب هذه النتائج. وهذه هي ثالث انتخابات رئاسية تعددية منذ استقلال تونس في 1956 , وكان بن علي قد فاز في الاقتراعين السابقين في 1999 و2004 بنسبة فاقت 90 بالمائة. وفي الانتخابات التشريعية التي تم تنظيمها بالتزامن مع الاقتراع الرئاسي ، فاز التجمع الدستوري الديمقراطي ب161 من مقاعد مجلس النواب ال214 وتقاسمت ستة من أحزاب المعارضة الثمانية المقاعد ال53 الأخرى. وشهدت هذه الانتخابات منافسة غير متوازنة بين الآلة الانتخابية الهائلة للحزب الحاكم وقوى المعارضة المشتتة الصفوف والضعيفة الانتشار. والحزب الحاكم هو الوحيد الذي تمكن من تقديم لوائح مرشحين في كل الدوائر الانتخابية ال26 بينما خاض التكتل الديمقراطي للعمل والحريات الانتخابات للمرة الأولى , ولم يتمكن زعيمه مصطفى بن جعفر من المشاركة في الانتخابات الرئاسية. أما الحزب الديمقراطي التقدمي فقد ندد "بمهزلة" الانتخابات وقاطع الانتخابات التشريعية احتجاجا على عدم إجازة العديد من قوائمه ، فيما لم يتمكن مؤسسه أحمد نجيب الشابي من المشاركة في الانتخابات الرئاسية بحجة عدم التطابق مع القانون. وشكا بعض المعارضين والمستقلين من "تضييقات" عرقلت حملتهم الانتخابية في حين نددت السلطات التونسية بشدة ب"المشككين" في نزاهة العملية الانتخابية. والرئيس زين العابدين بن علي عسكري تلقى تعليمه في مدرسة سان سير في فرنسا والمدرسة العليا للأمن والمخابرات في الولاياتالمتحدة وأصبح جنرالا ثم وزيرا للداخلية ثم تولى أيضا رئاسة الوزراء حتى تنحية بورقيبة رئيس تونس السابق. ويرى فيه حلفاؤه الغربيون ضامنا للاستقرار من أجل تدفق الاستثمارات على تونس التي يزورها سنويا ملايين السياح الأوروبيين. وإزاء الضغوط التي يتعرض لها ، يؤكد بن علي أن تونس الحليف المميز للاتحاد الأوروبي ، تتقدم على طريقتها وأنها "لا تتلقى دروسا من أحد". وبن علي المغرم بالتكنولوجيا , أعاد فتح موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أمام التونسيين وذلك بعدما حجبته إدارته وما أنفك عدد مرتادي هذا الموقع الاجتماعي يتنامى في تونس. وهو يطمح إلى الارتقاء بتونس إلى مصاف الدول المتقدمة رغم الأزمة والبطالة اللتين تهددان البلاد. ويشجع بن علي - الذي يظهر أحيانا مرتديا "الجبة التونسية" اللباس التقليدي الرجالي في تونس - إسلاما معتدلا , وهو يوفر الحماية لممارسة مختلف الأديان في تونس مؤكدا في الوقت نفسه على تعلقه بقيم الحداثة. والرئيس التونسي متزوج وله ستة أبناء هم ثلاث بنات من زواج أول وابنتان وابن من زوجته ليلى بن علي الحاضرة بقوة في الحياة الاجتماعية والسياسية.