غيب الموت عن عالمنا اليوم الخميس، شيخ النقاد إبراهيم فتحي، عن عمر ناهز ال89 عامًا، وهو واحد من أبرز نقاد جيله، وكان من الكتاب المشهود لهم بالكفاءة والبصيرة في قراءة الأعمال الأدبية، حتى أشاد الأديب نجيب محفوظ، بنقد مؤلفاتة، وقد تم تكريمه من قبل المجلس الأعلى للثقافة، لدوره في إثراء الحياة الفكرية العربية. • درس إبراهيم فتحي، بكلية الطب، قبل أن يتفرغ للعمل السياسي منضمًا لليسار المصري. • بدأ حياته الأدبية بترجمة رواية «الهزيمة» للكاتب الروسي فانز سيف، ليتابع مسيرته بترجمة وتأليف عدد من الكتب المتميزة. • سُجن فتحي بسبب انتمائه السياسي 5 سنوات، ليعود مجددًا ويبدأ في استكمال مشروعه بالكتابات النقدية والفكرية، كما كتب عددًا من المقالات العامة في عدد من المجلات المهتمة بالشعر والثقافة ومنها: مجلة "المجلة" برئاسة الروائي يحيى حقي. • كانت إجادتة الفريدة للترجمة من اللغتين الإنجليزية والفرنسية، دافعًا في موافقة «حقي» ليسند له تحرير بابًا في «المجلة» يعرض فيه موضوعات المجلات الأجنبية. • عاد صاحب كتاب «العالم الروائي عند نجيب محفوظ»، إلى المعتقل مرة أخرى عام 1966، بتهمة الانضمام وتأسيس تكوين تنظيم سياسي ضمن مجموعة من المثقفين والشباب، على رأسهم «عبدالرحمن الأبنودي، وسيد حجاب، جمال الغيطاني، صلاح عيسى، يحيى الطاهر، وصبري حافظ، وغالب هلسا، وسيد خميس، والمترجم خليل كلفت». • ساهم إبراهيم فتحي في تأسيس مجلة «جاليرى 68»، وشارك بالكتابة فيها مع عدد من الكتاب والمثقفين، أمثال: إدوارد الخراط، ويسري خميس، وغيرهم. • لاقى كتابه "العالم الروائي عند نجيب محفوظ" اهتمامًا كبيرًا حيث قاوم فيه النظرة السلبية التي أشاعها اليسار حول كتابات محفوظ. • كان أول من قدم الروائي إبراهيم أصلان، وبهاء طاهر، وجمال الغيطاني، ويحيى الطاهر، ومحمد البساطي، ومحمد حافظ رجب. • أبدع إبراهيم فتحي، في تأليف عدد من الأعمال الأدبية الخالدة، وهو صاحب عشرات الكتب المؤلفة، فضلًا عن ترجمة عدد من الروايات المترجمة باللغتين الإنجليزية والفرنسية، منها: "الماركسية وأزمة المنهج" و"هنري كورييل ضد الحركة الشيوعية العربية". • تُعد كتابات إبراهيم فتحي، علامات في النقد الأدبي مثل كتابه "العالم الروائي عند نجيب محفوظ"، و"كوميديا الحكم الشمولي"، و"الخطاب الروائي والخطاب النقدي في مصر" و"القصة القصيرة والخطاب الملحمي عند نجيب محفوظ" فضلًا عن كتابه الهام عن «سول بيلو: انفصام شخصية الروائي اليهودي»، عن الكاتب الأمريكي اليهودي الأصل الحائز على جائزة نوبل في الأدب عام 1976. • عاش الراحل السنوات العشرة الأخيرة في عمره ما بين القاهرة ولندن برفقة زوجته الدكتورة هناء سليمان أستاذ الطب النفسي.