غيب الموت عن عالمنا اليوم، شيخ النقاد إبراهيم فتحي، عن عمر ناهز ال89 عاماً، وهو واحد من أبرز نقاد جيل الستينات، وكان من الكتاب المشهود لهم بالكفاءة والبصيرة في قراءة الأعمال الأدبية، حتى اشاد الأديب نجيب محفوظ له بنقد مؤلفاتة. ترك «شيخ النقاد» عدد من المؤلفات الفكرية الهامة فضلاً عن ترجمة أبرز الأعمال الأجنبية والتي اثرى بها المكتبة العربية، ومنها :«الماركسية وأزمة المنهج، هنرى كورييل ضد الحركة الشيوعية العربية، كوميديا الحكم الشمولي، الخطاب الروائي والخطاب النقدي في مصر، القصة القصيرة والخطاب الملحمي عند نجيب محفوظ» كما جاء كتابة الأهم بعنوان «سول بيلو: انفصام شخصية الروائي اليهودي»، والتي تتحدث عن الكاتب اليهودي الحائز على جائزة نوبل. وقد نعى الراحل عدد من الكتاب والمثقفين، من بينهم عماد أبو غازي، وزير الثقافة الأسبق، الناقد الأدبى الدكتور حسين حمودة، والكاتبة منى أنيس، رئيس التحرير بدار الشروق. وقال «أبو غازي»، «إبراهيم فتحي، أستاذي ومعلمي الأكبر اللي نورت عقلي وأستاذ أجيال ورا أجيال، رغم غياب الجسد هيفضل دورك الكبير في تطوير الفكر السياسي في مصر، ودورك في الحركة النقدية علامة عمرها ما هتغيب؛ وهيفضل تاريخك النضالي ودفاعك عن قيم الحرية والتقدم والعدالة الاجتماعية حاضر دايما» وتحت عنوان إبراهيم فتحي: رحيل ناقد عظيم، كتب الدكتور حسين حمودة، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، «رحل عنّا اليوم وتركنا أمام باب مغلق، رغم كل ما فتح لنا من أبواب، سأعيد هنا ما حكيته من قبل. سألت مرّة "الأستاذ" نجيب محفوظ سؤالا ساذجا عن رأيه في أهمّ كتاب صدر عن أعماله فأجاب، دون تردد، إجابة غير ساذجة كتاب إبراهيم فتحي، يقصد "العالم الروائي عند نجيب محفوظ". فيما كتبت تنعيه الكاتبة منى أنيس، رئيس التحرير بدار الشروق، عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، «إبراهيم فتحي، قصة طويلة على امتداد سنوات الوعي، منذ أن سمعت وأنا ما زلت طالبة في الجامعة مجموعة من الطلبة يهتفون "عهدي يا فتحي/ عهدي يا كلفت"، وتساءلت من هما فتحي وكلفت اللذان يهتف باسمهما هؤلاء الطلاب». وتابعت «بعدها بقليل تعرفت على أفراد من هذه المجموعة وعرفت أن هناك منظمة اسمها التنظيم الشيوعي المصري، وأن فتحي وكلفت، تم القبض عليهما بتهمة تأسيس هذا التنظيم. بعد ذلك التاريخ بعامين تعرفت على إبراهيم فتحي بعد خروجه من السجن وأصبحنا أصدقاء، فحضرت معه محاكمة التنظيم في الإسكندرية وهتفت حتى بُح صوتي"يحيا العدل"، عندما تمت تبرئة التنظيم بأكمله على أساس أن التنظيمات الشيوعية لا يتوفر لها عنصر "قلب نظام الحكم". وأكملت: «"وبلاد تشيلنا وبلاد تحطنا"، ويبقى إبراهيم الصديق الحميم الذي ألجأ له كلما أستشكل على شيء نظري، وأرسل له، ضمن أصدقاء أخرين له في الخارج، آخر ما يصدر عن المكتبات الغربية، من الكتب النظرية حتى يشرح لي ويفهمني. ناس عديدة قبلوني، وأنا لسه "مفعوصة" مش فاهمه حاجه، ضمن أصدقائهم لان إبراهيم فتحي كان يثق بي ويشيد بجدعنتي. كلهم ذهبوا وها هو إبراهيم يلحق بهم: إبراهيم منصور، مصطفى عبد العزيز، البساطي، إبراهيم أصلان، الأبنودي، صلاح عيسى، أمل دنقل، عبد الحكيم قاسم، نجيب سرور. أبقي سلم عليهم يا إبراهيم و"حتقطع بي جامد قوي"».