تباينت ردود الأفعال فى الأوساط السياحية حول تأثير إفلاس شركة توماس كوك على السياحة المصرية، البعض أكد أن انهيار الشركة الانجليزية سيؤثر بالسلب على السياحة المصرية، بينما قلل البعض الآخر من هذا التأثير خاصة فى ظل عدم اعتماد العديد من المقاصد السياحية المصرية على السوق الانجليزية التى مازالت يفرض حظر السفر على زيارة المنتجعات السياحية بجنوب سيناء خاصة شرم الشيخ منذ سقوط الطائرة الروسية وسط سيناء أكتوبر 2015. وتسبب القرار فى قلق جميع العاملين فى القطاع السياحى نظرا للعقود الطويلة مع الشركة الإنجليزية بالإضافة إلى مشاكل المستحقات المالية التى لم يتم حصرها حتى الآن. حسام الشاعر: الحركة الوافدة من ألمانيا لن تتأثر بانهيار «توماس كوك» برلينقال حسام الشاعر رئيس غرفة شركات السياحة ووكيل شركة توماس كوك فى مصر إن بقية فروع «توماس كوك العالمية» تعمل بشكل طبيعى فى هولندا وفرنسا وبولندا والدول الاسكندنافية. متوقعا أن تجلب هذه الفروع 200 ألف سائح إلى مصر خلال العام المقبل وأنه مع انهيار توماس كوك ستظهر شركات أخرى بديلة والفارق سيكون فى سرعة التحرك والتفاعل فى سرعة زيادة أسطول الطيران وحجم الأعمال. وحول تأثير قرار فرع الشركة الانجليزية فى ألمانيا والتى اتخذت نفس قرار التصفية الاجبارية الذى اتخذه فرع انجلترا أوضح «الشاعر» ان مصر لن تتأثر فيما يخص السوق الألمانية بشكل كبير رغم استحواذ فرع «توماس كوك» ألمانيا على نحو 25% من السائحين القادمين إلى مصر لاختلاف سوق «برلين» عن مثيله فى لندن من حيث توافر اعداد كبيرة من الشركات العالمية التى بدأت فى استجلاب سائحى «توماس كوك» للسفر من خلالهم كبدائل بينما تعد شركة «طومسون» الانجليزية الأبرز فى بريطانيا حاليا. وعن أوضاع السائحين الألمان التابعين للشركة العالمية المنهارة الموجودين فى مصر حاليا أوضح «الشاعر» ان أعدادهم تقدر بنحو 4 آلاف سائح وان الحكومة الألمانية أرسلت خطابا تتعهد خلاله بالتزامها بتحمل تكاليف إقامتهم فى الفنادق المصرية ورحلات طيران عودتهم على ان تقوم بتحصيل تلك التكاليف من شركة التأمين وبالتالى لن تضار الفنادق المصرية او يكون هناك مشكلة فى رحلات عودتهم ومواعيدهم. وأكد رئيس غرفة شركات السياحة أن وزارة السياحة المصرية تقوم بالتواصل والتنسيق مع السفارة البريطانية فى القاهرة للاطمئنان على جميع السائحين الإنجليز التابعين لشركة توماس كوك فى إنجلترا والموجودين بمصر لاستكمال رحلتهم وحتى عودتهم لبلادهم. وتوقع ان تحظى مصر مع نهاية عام 2019 بزيادة تقدر ب 30% من أعداد السائحين القادمين مقارنة بالعام الماضى الذى وصل إلى 11.3 مليون سائح.ماجد فوزى: حصر مديونيات الفنادق لدى الشركة وإرسال الفواتير للحكومة البريطانية قال ماجد فوزى، رئيس مجلس إدارة غرفة المنشآت الفندقية التابعة: إن الغرفة طالبت الفنادق التى لها مديونيات لدى شركة «توماس كوك» البريطانية بتجهيز الفواتير الخاصة بذلك تمهيدا لإرسالها للحكومة البريطانية ولشركات التأمين المسئولة وذلك بعد إعلان الشركة البريطانية إفلاسها. وأشار فوزى إلى ان الغرفة نصحت الفنادق بعدم التعامل مجددا مع أى من فروع شركة توماس كوك وذلك بعد إعلان فرع الشركة بالمانيا ايضا البدء فى اجراءات اعلان افلاسها بداية من اليوم الخميس وذلك لحين الاستقرار النهائى على موقف باقى فروع الشركة بأوروبا. هشام الشاعر: تأثير انهيار شركة توماس كوك العالمية على سوق السياحة المصرية محدود أكد هشام الشاعر عضو غرفة المنشآت الفندقية أن السوق السياحية المصرية سوف تتأثر مما لاشك فيه ولكن التأثير سيكون محدودا للغاية لأن هناك عددا كبيرا من منظمى الرحلات يعمل فى السوق المصرية وليس فقط توماس كوك، هذا بالاضافة إلى أن مصر تعتمد على عدد متنوع من الاسواق السياحية فى أوروبا وآسيا وأمريكا. وتابع ان أكثر المناطق التى ستتأثر جزئيا بإفلاس الشركة البريطانية ستكون الغردقة ومرسى علم، مشيرا إلى أن هناك أكثر من شركة إنجليزية ستحل بدلا من توماس كوك داخل السوق المصرية، منوها إلى أن غياب السياح الإنجليز عن زيارة مصر سيكون لفترة بسيطة.محمد عثمان: لدينا أسواق بديلة للسياحة الثقافية.. والانهيار لن يؤثر كثيرا علينا وأكد محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية ونائب رئيس غرفة شركات السياحة بالصعيد أن إعلان شركة السفر البريطانية «توماس كوك» عن إفلاسها لن يؤثر على السياحة الثقافية فى الاقصر وأسوان لأنها توقفت منذ 5 سنوات عن ارسال طائرات إلى السياحة الثقافية بمنطقة الصعيد. وأكد رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية أن حركة السياحة الوافدة إلى الأقصر وأسوان جيدة ويوجد ارتفاع فى نسب الإشغالات من الأسواق البديلة والواعدة مثل السوق الكورية، واليابانية، والصينية والهندية، وأمريكا اللاتينية، وفرنسا وألمانيا، لذلك لم تعد السوق الإنجليزية سوقا مؤثرة فى السياحة الثقافية، خاصة أنها سوق متوسط الإنفاق. وطالب عثمان من قطاع السياحة بضرورة عدم الاعتماد على شركة واحدة لسوق معينة وأن يتم الاتفاق مع أكثر من شركة سياحية، وأيضا الاعتماد على أكثر من سوق سياحية. هانى بيتر: تراجع الحركة الوافدة لمصر من أوروبا لمدة 6 أشهر بعد انهيار الشركة الانجليزية وقال الخبير السياحى هانى بيتر عضو غرفة شركات السياحة إن إعلان شركة توماس كوك البريطانية إفلاسها سيؤثر بالسلب على الحركة السياحية الوافدة إلى مصر من مختلف الدول الأوربية خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن الشركة البريطانية ترسل إلى المدن السياحية المصرية ما بين 30 إلى 40% من السياح الأوروبيين الوافدين لمصر سنويا. وأضاف أن التوقعات تشير إلى أن مدة التراجع فى الحركة السياحية الوافدة لمصر من أوروبا بعد إفلاس توماس كوك ستتراوح ما بين 3 إلى 6 أشهر وذلك لحين ايجاد السياح شركات سياحة أخرى تتيح لهم زيارة مصر. وأشار إلى أن الحجوزات المستقبلية للسياح التابعين للشركة البريطانية التى أعلنت افلاسها إلى مصر خلال الفترة المقبلة سيتم إلغاؤها. منوها إلى أن توماس كوك تمتلك استثمارات كبيرة بمصر لا يعرف مصيرها حاليا بعد إعلان الشركة إفلاسها بسبب وجود بعض المديونيات الكبيرة عليها.