منظمة التحرير: مسمار إضافى فى نعش «صفقة القرن».. و«حماس»: شعبنا يزداد إصرارا على مواجهة الخطة الأمريكية.. و«بلومبرج»: عقبة جديدة أمام مهمة مستحيلة مساعد كوشنر والمبعوث الأمريكى لإيران يتسلمان مهام جرينبلات خلال أسابيع.. ومحللون: خطة السلام مصيرها الفشل ولن تفضى لشىء رحب الفلسطينيون، اليوم، بإعلان المبعوث الأمريكى إلى الشرق الأوسط جايسون جرينبلات استقالته من منصبه، معتبرين أن تلك الخطوة تمثل مسمارا إضافيا فى نعش خطة السلام الأمريكية بين الفلسطينيين والإسرائيليين المعروفة إعلاميا ب«صفقة القرن». واعتبرت عضوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوى، أن استقالة جرينبلات بمثابة «اعتراف بالفشل»، مضيفة «أعتقد أن كل الفلسطينيين سيقولون حسنا فعل إذ لم يفوت جرينبلات فرصة لتحقير الفلسطينيين لقد كان ملتزما بشكل كامل تبرير كل الانتهاكات الإسرائيلية بدلا من العمل لصالح السلام»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. وتابعت عشراوى: «حاولوا إخضاع الفلسطينيين وابتزازنا للموافقة على خطتهم» معتبرة أن هذه الخطة «كانت محكومة بالفشل منذ البداية»، مشيرة إلى «أن استقالة جرينبلات ليست أكثر من مسمار إضافى فى نعش خطة السلام الأمريكية». وذكرت حركة فتح الفلسطينية فى بيان أن استقالة جرينبلات، لا تعد نهاية صفقة القرن، ولكنها إقرار صريح من الإدارة الأمريكية بأنها تواجه عقبات. وقالت الحركة: إن هذه الاستقالة تشير إلى أن المبعوثين الهواة، لم يعد بإمكانهم مواجهة العقبات التى تقف فى وجه واشنطن ومخططاتها، مضيفة أنه «أن الأوان قد حان لكى تقر إدارة ترامب، بفشل خطته المعروفة ب (صفقة القرن)، وأن تخرج من المأزق الذى حشرها فيه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو». من جهته، اعتبر باسم نعيم المسئول فى حركة حماس أن هذه الاستقالة هى «نبأ سعيد» وقال «إن مقاومة شعبنا هى القادرة على منع صفقة القرن أن تمر»، مضيفا أن «المقاومة أسقطت حكومة الاحتلال فى نوفمبر العام الماضى وأدخلته فى حالة فراغ، فلم تطرح الإدارة الأمريكية الصفقة»، وتابع «اليوم يستقيل جرينبلات وشعبنا يزداد إصرارا على مواجهة الصفقة، والمقاومة ستدفنها للأبد». وكان جرينبلات قريبا جدا من إسرائيل، وأثار غضب الدبلوماسيين الأوروبيين فى الأممالمتحدة فى يوليو الماضى حين اعتبر أن «السلام الدائم والشامل (فى الشرق الأوسط) لن يصنعه القانون الدولى أو قرارات مكتوبة غير واضحة»، على حد تعبيره. وأعلن جرينبلات، مساء أمس، استقالته من منصبه، فيما وصفه ترامب بأنه «صديق وفى وعظيم ومحام رائع، لن ننسى تفانيه مع إسرائيل وفى السعى للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين». وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلى، بينامين نتنياهو، عن شكره لجرينبلات على ما وصفه ب «العمل الدءوب من أجل الأمن والسلام وعدم تردده ولو للحظة بقول الحقيقة عن إسرائيل فى وجه جميع المسيئين لسمعتها»، على حد قوله. وسيبقى جرينبلات فى منصبه لعدة أسابيع حتى تكشف الإدارة تفاصيل خطة السلام، التى من المتوقع أن تتم بعد وقت قصير من انتخابات الكنيست الإسرائيلى المقررة فى 17 سبتمبر الحالى، وفقا لموقع «آروتز شيفا» الإسرائيلى. من جانبها، رأت وكالة «بلومبرج» الأمريكية أن رحيل جرينبلات هو أحدث عقبة أمام ما قد يكون مهمة مستحيلة، مشيرة إلى أن الخبراء المتخصصين فى شئون الشرق الأوسط أصبحوا أكثر تشككا فى فرص فريق ترامب بعد أن قطع الفلسطينيون الاتصالات مع البيت الأبيض، غاضبين من تحركات الإدارة الأمريكية المؤيدة لإسرائيل. واعتبرت الوكالة الأمريكية أن مغادرة جرينبلات المشهد مؤشرا على تراجع الحماس لخطة كانت تعتبر ذات يوم من أولويات إدارة ترامب، مذكرة بتصريح لترامب قبل يوم واحد من تنصيبه فى يناير 2017، الذى أعلن فيه أن كوشنر سيقود الفريق الذى يصيغ خطة السلام، قائلا «إذا لم تتمكن من إحلال السلام فى الشرق الأوسط، فلا أحد يستطيع». من جهته، قال مارتن إنديك، المبعوث الأمريكى الخاص للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما إنه «إذا كان لدى جرينبلات أى توقع بأن الخطة ستفضى إلى شىء، فلن يستقيل»، مضيفا أن «لديهم (فريق ترامب) مشكلة أساسية تتمثل فى عدم وجود أى طريقة لجعل الفلسطينيين يقبلوا الخطة، فهم لم يتحدثوا معهم منذ 2017». بدروه، قال دانييل شابيرو، السفير الأمريكى السابق لدى إسرائيل: «لقد ورثت إدارة ترامب آفاقا سيئة جدا للسلام الإسرائيلى الفلسطينى، وهذا لم يكن خطأهم، لكن كل ما فعلوه فى هذا المجال منذ ذلك الحين جعل تحقيق تقدم كبير أكثر صعوبة». وذكرت «بلومبرج» أن آفى بيركوفيتش، وهو مستشار غير معروف لصهر ترامب وكبير مستشاريه جاريد كوشنر، والمبعوث الأمريكى الخاص لإيران براين هوك سوف يلعبان دورا موسعا فى الفريق المعنى بالعمل على صفقة القرن. وبيركوفيتش، يهودى يبلغ من العمر 28 عاما، تخرج من كلية الحقوق بجامعة هارفارد عام 2016، شارك فى عدد من الاجتماعات الحساسة، بما فى ذلك محادثات حول قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدسالمحتلة، بحسب صحيفة «بيزنس انسايدر» الأمريكية. وسافر بيركوفيتش مع كوشنر فى جولته بالمنطقة فبراير الماضى والتى شملت البحرين وقطر والإمارات والسعودية وتركيا، استعدادا لنشر صفقة القرن، وعلى الرغم من صعود بيركوفيتش، السريع فى البيت الأبيض، إلا أنه جديد نسبيا على السياسة وليس لديه خبرة فى شئون الشرق الأوسط، وفقا لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل». من جهته، رجح الباحث خالد الجندى، زميل بمعهد بروكينجز أن يكون لمغادرة جرينبلات علاقة بالآفاق الخافتة لما يسمى بخطة السلام»، معتبرا أن رحيل جرينبلات لن يحدث أى فرق على ما لا يمثل حقا خطة للسلام بل مجرد رؤية، لأنه لا توجد فرصة لها للمضى قدما»، وفقا لصحيفة «جارديان» البريطانية. وأشار الجندى إلى أن ما تم الإعلان عنه فى ورشة المنامة «قائمة أمنيات لمشاريع اقتصادية غير مرتبطة بأفق سياسى». بدورها، قالت رندة سليم، زميلة معهد الشرق الأوسط (مقره واشنطن) إن: «الخطة مصيرها الفشل لن تفضى إلى شىء، وأنها ستخلق وضعا جديدا لذلك الصراع، بالنسبة للإدارات الأمريكية المستقبلية».