"مهامه الرئيسية هي الخدمات اللوجستية اليومية مثل احضار القهوة وتنسيق الاجتماعات"، بتلك العبارة الموجزة وصفت مديرة الاتصالات السابقة فى البيت الأبيض هوب هيكس، في عام 2017 وظيفة آفي بيركوفيتش الذراع اليمنى لجاريد كوشنر، كبير مستشاري البيت الأبيض وصهر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والذى وقع الاختيار عليه ليتولى جانب من مهام جيسون جرينبلات المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط ومهندس خطة السلام الأمريكية بين الفلسطينيين والإسرائيليين المعروفة إعلاميا ب"صفقة القرن". نشأ بيركوفيتش (30 عام) وسط عائلة يهودية أرثوذكسية، في مدينة لورانس بولاية كانساس الأمريكية، تلقي تعليمه في معهد ديني بجانب دراسته للثانوية، وهو ابن عم هوارد فريدمان، رئيس مجلس إدارة لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك) بين عامي 2006-2010، وفقا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل. وعقب اتمامه المرحلة الثانوية، أمضى بيركوفيتش بعض الوقت في إسرائيل، ودرس في المعهد الديني "كول هتوراة" في القدسالمحتلة، وواصل دراساته اليهودية في كلية "نير يسرائيل" الحاخامية في ولاية بالتيمور، ثم انتقل إلى كلية كوينز بنيويورك لإتمام دراسته الجامعية، ثم انتقل بعد ذلك إلى جامعة هارفارد العريقة التى تخرج منها عام 2016. كان بيركوفيتش طالبًا جامعيًا في كلية كوينز عندما التقى كوشنر لأول مرة خلال مبارة كرة سلة على هامش احتفال عيد الفصح اليهودى في ولاية أريزونا، وتوطدت علاقتهما سريعا، ليعمل بيركوفيتش في شركة كوشنر العقارية وفي صحيفة "نيويورك أوبزرفر"، التى اشتراها كوشنر منذ عام 2006) ثم رافقه في حملة ترامب الإنتخابية، وفي نهاية المطاف في البيت الأبيض، وبات الذراع اليمنى لكوشنر، المعنى بملف صفقة القرن. وفي عام 2017، قالت مديرة الاتصالات السابقة فى البيت الأبيض هوب هيكس، عن بيركوفيتش إن "مهامه الرئيسية هي الخدمات اللوجستية اليومية مثل احضار القهوة وتنسيق الاجتماعات". شارك بيركوفيتش في عدد من الاجتماعات الحساسة، بما في ذلك محادثات حول قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدسالمحتلة، كما رافق كوشنر في جولته بالشرق الأوسط فى فبراير الماضى والتى شملت البحرين وقطر والإمارات والسعودية وتركيا، استعدادًا لنشر صفقة القرن، وعلى الرغم من صعوده السريع في البيت الأبيض، إلا أنه جديد نسبيًا على السياسة وليس لديه خبرة في شؤون الشرق الأوسط. من جهتها، اعتبرت ياسمين الجمل، المستشار السابق لشؤون الشرق الأوسط بوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن اختيار بيركوفيتش "يدل على عدم الجدية" في مقاربة إدارة الرئيس ترامب للسلام، ويشير لهيمنة كوشنر الكاملة على العملية، مضيفة "إنهم (إدارة ترامب) حتى لا يسعون للتظاهر بخلاف ذلك عن طريق تعيين شخص مؤهل كمبعوث للشرق الأوسط"، وفقا لصحيفة "تليجراف" البريطانية. وأثار مراقبون آخرون مخاوف من أن كون بيركوفيتش يهودى صهيونى مثل جرينبلات وكوشنر، يجعله طرف منحاز في أي مفاوضات للسلام، منوهين إلي أن ترامب نفسه وجه الشكر لجرينبلات عن مغادرته منصبه على "تفانيه مع إسرائيل". ويرى بعض المحللين أن الاختيار المثير للدهشة لبيركوفيتش لتولى تلك المهمة جاء حتى يمكن بسهولة التخلص منه إذا لم يتم قبول خطة ترامب للسلام (صفقة القرن)، التى تلاحقها حتى الأن انتقادات واسعة النطاق.