مع بداية عهد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، ركزت الصحف والوكالات العالمية على اختياراته وتعييناته الخاصة لمستشاريه وأعضاء حكومته، وبرز فيها عدد كبير من المستشارين المقربين لإسرائيل وحكومة الاحتلال، الأمر الذي احتفت به الصحف الصهيونية، ما عبر عن السياسة المستقبلية للإدارة الأمريكية الجديدة، وأثار تخوفات الفلسطينيين. جاريد كوشنر تم تعيينه مؤخرًا من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليكون مستشارا له، ومبعوثه الشخصي إلى الشرق الأوسط، وما يعرف بعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ويتزوج كوشنر من ابنة الرئيس ايفانكا منذ عام 2009، ولعب دورا حيويا في الحملة الانتخابية لترامب، خاصة في دعمه لإسرائيل وجذبه للأصوات اليهودية في المجتمع الأمريكي لانتخاب ترامب. ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرًا عن كوشنر ودوره المستقبلي في تعقيد القضية الفلسطينية، منبهة إلى أنه صديق لرئيس بلدية القدس، وحاول ذات مرة شراء شركة تأمين إسرائيلية، مشيرة إلى أن اسمي والديه مكتوبان على مستشفى مهم في القدس. ويبين التقرير، أن المسؤولين الإسرائيليين، خاصة المقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هم الأكثر تفاؤلًا بتعيين كوشنر، حيث ينظرون إليه بصفته حليفًا، وقال سفير إسرائيل في أمريكا رون ديرمر، الذي شكّل علاقة حميمة مع كوشنر: "لا شك أنه يشعر بالتزام نحو أمن إسرائيل ومستقبلها". ونشأ جاريد كوشنر في بيت يهودي أرثوذوكسي في نيوجيرسي، وتخرج في مدرسة يهودية قبل أن يدرس في جامعة هارفارد، وتحولت زوجته إيفانكا "ابنة ترامب" لليهودية قبل أن يتم الزواج. دافيد فريدمان عين فريدمان في منصب سفير أمريكا بالأراضي المحتلة، ويعد من الشخصيات اليهودية البارزة في إدارة ترامب، في نهاية العقد الخمس من العمر، ويتكلم العبرية بطلاقة، وابن حاخام محافظ يملك تاريخا عائليا من العلاقات مع مرشحي الحزب الجمهوري للرئاسة، ويملك بيتا في حي الطالبية في القدسالغربية، وهو محام منذ فترة طويلة لترامب. وأعلن ترامب اختيار فريدمان لمنصب سفير الولاياتالمتحدة في إسرائيل؛ لتمويله للمستوطنات الإسرائيلية، وعبر قبل ذلك عن شكوكه بشأن مستقبل حل الدولتين. والتصريحات التي أدلى بها فريدمان، بشأن القضية الفلسطينية عبرت عن وجهة نظره الشخصية، حيث دعم النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، وعارض التوصل لحل الدولتين، كما اعتقد بأن ضم الضفة الغربية للأراضي المحتلة لا تتعارض مع القانون الدولي. جيسون جرينبلات سيتولى جرينبلات منصب الممثل الخاص للمفاوضات الدولية، وهو يهودي متشدد درس وتخرج في مدرسة يهودية بالضفة الغربية أواسط الثمانينيات، وسيعد أحد المستشارين الكبار للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، حول إسرائيل. وخلال دراسته في الأراضي المحتلة، كان جرينبلات يتولى حراسة مستوطنة في الضفة الغربية وحمل بندقية من طراز M-16 للدفاع عن المستوطنة، ويعتبر ترامب هذه الشخصية الأفضل من بين الذين ترشحوا لهذا المنصب كونه يعشق الكيان الصهيوني، ويقول ترامب: «أحب الحصول على المشورة من الناس الذين يعرفون "إسرائيل"، والذين يحبون حقا إسرائيل». وتخشى الأوساط الفلسطينية من جرينبلات ومن غلاة اليمين المتطرف في الإدارة الأمريكية الذين يتفوقون على كثير من أعضاء الكنيست الإسرائيلي في تعصبهم لإسرائيل على حساب القضية الفلسطينية. وسعى جيسون جرينبلات في أكثر من مناسبة إلى شرح أفكار ترامب ووجهة سياسته في المستقبل، وقال لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل ذلك إنه «لا يعتقد أبدا أنه ينبغي التنديد بالبناء في المستوطنات، والبناء خلف الخط الأخضر ليس عقبة أمام السلام». ستيفن منوتشين من المقرر أن يتولى منوتشين حقيبة المالية في الحكومة الأمريكية، وهو يهودي داعم قوى للسياسات الأمريكية التي تهدف إلى زيادة الدفع المالي التي تقدمه الإدارة الأمريكية لحليفتها في الشرق الأوسط إسرائيل، ويؤكد خبراء بأنه سيكون صاحب دور بارز في ذلك مستقبلا. ومنوتشين هو صديق لترامب منذ أكثر من 15 عاما، وقبل أن يتم تعيينه في حملة ترامب الانتخابية، عمل كمستشار، وتصفه صحيفة "نيويورك تايمز" بأنه أحد نخبة العائلات اليهودية الأكثر نفوذا في مدينة مانهاتن. ستيفن ميلر يتولى ميلر، 31 عاما، منصب مستشار كبير للسياسات الأمريكية لترامب، ولعب دورا حيويا في كتابة الخطابات خلال الحملة الانتخابية للرئيس الجديد، وعمل لمدة 7 سنوات كمساعد برلماني، الأمر الذي هيأه لتولي المنصب. وميلر الذي وصف نفسه أنه «يهودي ممارس» انضم لحملة ترامب في يناير من العام الماضي، ويعد من أبرز الشخصيات اليهودية التي ستكون منحازة لإسرائيل، خاصة أن خطابات ترامب تجاه فلسطين كانت منحازة للكيان الصهيوني، كما أن هناك بعض المواقف المشابهة في تصريحاته للرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ حيث يقف أمام الهجرة العربية إلى أمريكا ومنع استقبال المسلمين. وعمل ميلر قبل ذلك لمدة 7 سنوات مع السيناتور الجمهوري من ولاية ألاباما جيف سيشنز، مساعدا للمشرّع في وضع مسودة مواد لقتل مشروع قانون إصلاح الهجرة بشراكة بين الديمقراطي والجمهوري في مجلس الشيوخ. غاري كوهين يرأس المجلس الاقتصادي في البيت الأبيض، عمره 56 عاما، وأكدت صحيفة إسرائيلية أنه أحد اليهود الذين يعملون في البيت الأبيض، وتولى مناصب رفيعة في عدد من الشركات. ويتولى المجلس الاقتصادي الوطني، الذي يفترض أن يتولى كوهين رئاسته، مسؤولية "تقديم الاستشارات الاقتصادية للرئيس ومراقبة تنفيذ الرئيس لأجندته الاقتصادية". بوريس إيبشتين من أصول يهودية، وفي أواسط الثلاثينيات من العمر، ويتولى منصب مساعد خاص للرئيس ومدير الاتصالات المساعد للعمليات البديلة، وعمل إيبشتين محامي تمويل واستثمار في نيويورك، ودافع عن الشبكات التليفزيونية الكبرى لترامب. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أنه مخطط استراتيجيات من الحزب الجمهوري ومدافع شرس عن دونالد ترامب والكيان الصهيوني. دافيد شولكين يتولى بحسب صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، دافيد شولكين منصب وزير شؤون المحاربين القدامى إذا ما تم قبوله من قبل الكونجرس بعد تعيينه من قبل ترامب. وكان شولكين مساعدا للوزير لشؤون الصحة في وزارة شؤون المحاربين القدامى، وشغل مناصب رفيعة في مستشفيات وجامعات وشركات. ريد كوديش تم تعيين ريد كوديش في منصب مساعد الرئيس للمبادرات داخل الحكومات والتكنولوجيا، واحتفت الصحف الإسرائيلية بهذا الاختيار، حيث أكدت أنه من أصول يهودية. وهو مسؤول عن المبادرات التي تتطلب تعاونا متعدد الوكالات مع التركيز على الابتكار التكنولوجي والتحديث. أبراهام بيركوفيتش عين في منصب مساعد خاص للرئيس الأمريكي ترامب ومساعد لجاريد كوشنر، وكان قد عمل لصالح شركات كوشنر في وقت سابق، وهو يهودي 27 عاما، ويحمل أفكارا متشددة نحو الفلسطينيين.