توقع خبراء بسوق الملاحة الدولية أن تتراجع حركة عبور السفن من قناة السويس القادمة من آسيا إلى شرق أمريكا بسبب تصاعد الحرب التجارية بين أمريكاوالصين التى ظهرت فى الأفق منذ شهر مارس 2018 بعد فرض أمريكا رسوما حمائية على بعض الواردات الصينية. على الرغم من نجاح هيئة قناة السويس فى جذب عدد كبير من الخطوط الملاحية القادمة من آسيا إلى شرق أمريكا بفضل التخفيضات التى تم منحها لتلك الخطوط ولكن استمرار الازمة الراهنة ينذر بتراجع نقل البضائع عبر قناة السويس تزامنا مع تراجع حركة التجارة العالمية. قال محمد العشرى المدير المالى لخط كوسكودوم الصينى سابقأ إن الحرب التجارية بين الصينوأمريكا سيكون له تأثير طفيف على حركة عبور السفن التى تعبر قناة السويس القادمة من الصين إلى شرق أمريكيا. وتوقع تباطؤ نمو حركة التجارة العالمية خلال العام الجارى بسبب استمرار الحرب التجارية مما يؤثر بشكل سلبى على حركة عبور حركة البضائع عبر قناة السويس. وأضاف أن أمريكا تمتلك ناتجا قوميا 19 تريليون دولار سنويا، بينما الصين تمتلك ناتجا بنحو 12 تريليون دولار كثانى قوى اقتصادية على مستوى العالم، مما يؤثر على نمو حركة التجارة العالمية بسبب الحرب الاقتصادية الدائرة بينهم. وكما أن تراجع حركة التجارة العالمية سيؤثر بشكل سلبى على الخطوط الملاحية التى تقوم بنقل البضائع على مستوى العالم خصوصا الخطوط الصينية على سبيل المثال. وبدأت الحرب التجارية عندما أعلنت أمريكا على فرض رسوم جمركية على الصين خلال شهر مارس 2018، بهدف تحقيق 50 مليار دولار عوائد لأمريكا. وتوقع دخول دول أوروبية حليفة لدولة أمريكا إلى تلك الحرب التجارية ما يساهم فى اتساعها مما يهدد حركة التجارة العالمية بشكل كامل. وأكد يحيى رشدى رئيس قطاع التخطيط بهيئة قناة السويس، سابقا أن حركة البضائع التى تعبر من الصين إلى شرق أمريكا عبر قناة السويس كبيرة، ما يهدد بتراجعها بسبب تلك الحرب الدائرة بعد أن نجحت هيئة قناة السويس فى جذب خطوط ملاحية كانت تعبر من الصين إلى شرق أمريكا من خلال طريق رأس الرجاء الصالح بسبب انخفاض أسعار المواد البترولية. ونجحت الهيئة فى جذب تلك الخطوط الملاحية بفضل تقديم تخفيضات كبيرة لتلك الخطوط تراوحت من 45 % حتى 65 %. وهذا انعكس بشكل إيجابى على تحقيق الهيئة نمو فى الإيرادات بواقع 104 مليارات جنيه حيث تم توريد 74 مليار جنيه منها لوزارة المالية بعد تغطية الخطة الاستثمارية للهيئة والشركات التابعة. ولفت إلى أن تباطؤ حركة التجارة العالمية بسبب الحرب التجارية سيؤثر على حجم البضائع التى يتم نقلها عبر قناة السويس. وطالب بضرورة استمرار المنح والحوافز التى تحصل عليها الخطوط الملاحية التى تأتى من الصين إلى شرق أمريكا بهدف استمرار عبورها لقناة السويس حتى لو تراجعت حجم البضائع المنقولة. وأكد مصدر مسئول فى خط cma العالمى أن الحرب التجارية بين دولتى أمريكاوالصين لم تؤثر بشكل واضح على نقل البضائع من الصين إلى أمريكا عبر الخط الملاحى. ولكن استمرار ذلك سيؤثر بشكل سلبى على حركة التجارة العالمية بشكل عام مما يعود بالسلب على نقل البضائع عبر الخطوط الملاحية العالمية. وحول تأثر قناة السويس أكد أن خط cma حقق نموا 14 % خلال عام 2019 مقارنة بالعام الماضى فى عمليات عبور السفن من مجرى قناة السويس. وعبرت 821 سفينة تابعة لخط cma قناة السويس خلال العام الجارى نظير سداد 500 مليون دولار رسوم للهيئة. وأضاف أن التخفيضات التى تمنحها الهيئة للخطوط الملاحية ساهمت على تحفيز خط cma على زيادة عدد السفن التى تعبر من القناة. وكذلك سهولة عمليات عبور السفن بفضل توسعات قناة السويس التى ساهمت فى تقليل زمن عبور السفن، ما انعكس بشكل إيجابى على رسوم عبور السفن من القناة. وأكد المهندس مروان السماك عضو مجلس إدارة غرفة ملاحة الإسكندرية أن الحرب التجارية لها تأثير ظهر بالفعل عندما ارتفع حجم المنقول من الصين إلى أمريكا بهدف زيادة حجم المخزون لدى الأخيرة تحسبا لحدوث أزمة اقتصادية عالمية. كما ارتفع حجم المنقول من دول شرق آسيا إلى أمريكا بهدف تعويض تراجع حجم البضائع التى تأتى من الصين. أضاف أن التأثير ليس كبيرا لم يؤد إلى تغيير كبير فى حجم البضائع المنقولة عالميا خلال الفترة الراهنة ولكن استمرار تلك الحرب سوف يؤدى إلى عواقب وخيمة على حركة التجارة العالمية. من جانبه أكد مجدى توفيق رئيس لجنة التوكيلات للخطوط المنتظمة بغرفة ملاحة الإسكندرية أن تأثير الحرب التجارية بين أمريكاوالصين محدود على حركة عبور السفن من مجرى قناة السويس. كما أن الخطوط الملاحية لم تتأثر بتلك الحرب التجارية بين الدولتين حتى الآن ولكن استمراها ستلقى بتأثيرات سلبية على الاقتصاد العالمى ككل.