يعد مؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنمية في أفريقيا "تيكاد 7" الذي بدأت فعالياته، اليوم الأربعاء، بمدينة يوكوهامااليابانية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الاتحاد الأفريقي، وشينزو آبي رئيس الوزراء الياباني أحد الفرص المواتية لعقد اجتماعات مائدة مستديرة للقطاعين العام والخاص لتسريع الأعمال وتعزيز مساهمة اليابان وشركاء ال "تيكاد" الاستراتيجيين فى التنمية بأفريقيا، وذلك في ضوء تبنى أجندة أفريقيا 2063، وإطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية اللتين تعدان بمثابة حجز الزاوية للمساعي الأفريقية الرامية إلى تحقيق التكامل الإقليمى والاقتصادي المنشود. وأثبتت مؤتمرات تيكاد منذ انطلاق قمتها الأولى عام 1993 أنها إحدى المنصات المهمة التى تجمع مختلف الشركاء لدعم أفريقيا وتطلعاتها التنموية، حيث ساهمت فعاليات التيكاد فى تحسين الأوضاع الاقتصادية والتجارية بالقارة الأفريقية من خلال توفير اليابان للمساعدات الاقتصادية والفنية لعدد كبير من دول القارة. وعقدت القمم الأربع الأولى من التيكاد باليابان خلال الفترة من عام 1993 حتى 2008 بمعدل قمة كل 5 سنوات، وتم اختصار مدتها الزمنية خلال القمة ال5 التى عقدت بمدينة يوكوهامااليابانية عام 2013 إلى مرة كل 3 سنوات، بينما تبنى المشاركون بالقمة السادسة التى عقدت بالعاصمة الكينية نيروبى عام 2016 – والتى تعد اول قمة للتيكاد تقام خارج اليابان – قرارا بعقد القمة بالتناوب بين اليابان وإفريقيا. وخلال قمة التيكاد الأولى عام 1993، تعهد المشاركون بمواجهة التراجع فى المساعدات التنموية المخصصة للقارة الإفريقية وتعزيز الإصلاحات السياسية والاقتصادية وزيادة المساعدات التنموية من جانب القطاع الخاص. وخلال قمة التيكاد الثانية التي عقدت عام 1998 ناقش المشاركون تحديات التنمية فى القارة الأفريقية وسبل تقليص معدلات الفقر وتعزيز التكامل بإفريقيا، بينما تعهد الزعماء المشاركون في قمة التيكاد الثالثة عام 2003 بتنفيذ مبادرة التيكاد بشأن دعم الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا /النيباد / والتى تعد رؤية أفريقية لاستراتيجية شاملة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسلام بالقارة السمراء. وتتمثل أهداف النيباد - التى دمجت في أجهزة الاتحاد الأفريقي بموجب قرار قمته في أديس أبابا فبراير 2010 كهيئة فنية تابعة له – فى القضاء على الفقر، تحقيق التنمية المستدامة، إنهاء تهميش القارة الأفريقية، تمكين المرأة، دمج الاقتصاد الأفريقى مع الاقتصاد العالمي، الاعتماد على الموارد الذاتية، الشراكة بين الشعوب الأفريقية، تحقيق التكامل الإقليمي والقارى، تنمية التنافسية لدول القارة، الشراكة مع الدول المتقدمة من أجل تقليص الفجوة بينها وبين إفريقيا. وخلال قمة التيكاد الرابعة عام 2008 ركز الزعماء المشاركون على ثلاث أولويات تمثلت في تعزيز النمو الاقتصادى، وضمان "الأمن البشرى " بما في ذلك تحقيق الأهداف الواردة فى مشروع الأممالمتحدة للألفية الجديدة ودعم السلام والحوكمة، ومواجهة قضايا البيئة والتغيرات المناخية. وفي قمة التيكاد الخامسة عام 2013 - والتى تزامنت مع الذكرى العشرين لإنشاء التيكاد والذكرى الخمسين لتدشين منظمة الوحدة الأفريقية التي تحولت فيما بعد إلى الاتحاد الأفريقى - ركز الزعماء المشاركون فيها على ثلاث قضايا رئيسية تمثلت فى الاقتصاد القوى والمستدام، والمجتمع النشط والشامل، والسلام والاستقرار بالقارة الأفريقية. وتعد قمة التيكاد السادسة أول قمة تعقد خارج اليابان حيث استضافتها العاصمة الكينية نيروبى عام 2016، وركزت على سبل تعزيز التحولات الاقتصادية الهيكلية من خلال التنوع الاقتصادي والتصنيع، وتدعيم الأنظمة الصحية ،والاستقرار الاجتماعي والرفاهية المشتركة بالقارة الأفريقية. كما وفر "إعلان نيروبى" الصادر فى ختام قمة التيكاد السادسة إطارا لتعزيز التعاون التنموى بين اليابان والقارة الأفريقية من خلال توقيع حوالى 73 مذكرة تفاهم مشتركة لدعم التعاون فى مجال التنمية المستدامة، وإقرار مشروعات هامة من بينها مشروع تنمية ميناء مومباسا الكينى، ومشروع تنمية المنطقة الاقتصادية الخاصة بمومباسا، ومحطة كهرباء أوكاريا الحرارية ومشروع توسيع طريق نجونج وغيرها.