ألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء الماضي، زيارته إلى الدنمارك، بعد رفض رئيسة الوزراء الدنماركية فكرة بيع جزيرة جرينلاند للولايات المتحدة، قائلة إنها ليست للبيع. ووصفت رئيسة الوزراء الدنماركية، ميت فريدريكسن، الأحد الماضي، اقتراح الرئيس الأمريكي، بشأن شراء جزيرة جرينلاند - وهي إقليم دنماركي يتمتع بحكم شبه ذاتي- بال"سخيف"، وكان ترامب قد عبر في وقت سابق عن رغبته في شراء الجزيرة أو مبادلتها بأراضِ أمريكية. لكن هذه ليست المرة الأولى لترامب التي يلغي فيها زيارة خارجية، فبحسب صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية، لدى الرئيس الأمريكي سجل في إلغاء الرحلات إلى الخارج منذ بدء فترة رئاسته للولايات المتحدة، لأسباب مختلفة تراوحت بين صفقات سيئة إلى الطقس السيئ وضرورة التواجد على الأراضي الأمريكية. لندن في يناير 2018، أعلن ترامب على حسابه على موقع تويتر، عن إلغاء زيارته الرسمية المقررة لبريطانيا لأنه "ليس من كبار المعجبين" بصفقة بيع السفارة الأمريكية في لندن، والانتقال إلى مبنى جديد جنوبلندن في منطقة وصفها بأنها "منطقة معزولة". وفي حين وصف ترامب نقل السفارة الأمريكية بأنها "صفقة سيئة" وأدرجها كسبب لإلغاء زيارته، يعتقد العديد من البريطانيين الذين خططوا للاحتجاج في أنحاء لندن أنهم أخافوه. في ذلك الوقت، قام عمدة لندن صادق خان- والذي كثيرًا ما يدخل في نقاشات حادة مع ترامب- بالتغريد عبر حسابه أن ترامب تلقى أخيرًا الرسالة بأنه غير مرحب به على الأراضي البريطانية. وبينما ألقى ترامب باللوم على إدارة أوباما في عملية بيع السفارة، إلا أن إدارة جورج دبليو بوش كانت هي التي قررت نقل السفارة. ومنذ إلغاء زيارته الأولى، زار ترامب بريطانيا مرتين، في الأولى منها والتي جاءت في يوليو من العام الماضي، احتج عليه الآلاف بالعاصمة في مسيرة تحت شعار "Stop Trump"، قاموا فيها بإطلاق بالون برتقالي كبير يصوره كطفل برتقالي، بجانب البرلمان. وفي زيارته الثانية هذا الصيف، وقبل أن تطأ قدمه أرض بريطانيا، وصف ترامب، صادق خان ب"الفاشل" ليقابل بالمزيد من الاحتجاجات الغاضبة. أمريكاالجنوبية في أبريل 2018، ألغى ترامب رحلته الأولى كرئيس إلى أمريكا اللاتينية قبل قمة الأمريكتين المنعقدة في بيرو، في ذلك الوقت قال البيت الأبيض إن الرئيس بحاجة إلى البقاء في الولاياتالمتحدة، لمراقبة التطورات بعد هجوم كيميائي مشتبه به في سوريا، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز إن: "الرئيس سيبقى في الولاياتالمتحدة للإشراف على الرد الأمريكي على سوريا ومراقبة التطورات في جميع أنحاء العالم". حينها ذكرت صحيفة الواشنطن بوست، أن إلغاء رحلة ترامب فاجأ بعض مساعديه، الذين توقعوا منه التمسك بجدوله الزمني، وكان من المتوقع حال إتمام الزيارة أن يلقي ترامب خطابًا سياسيًا في بيرو، من شأنه أن يعزز أولوياته للأمن القومي الأمريكي و"السلام من خلال القوة" بحسب مسئول كبير في الإدارة الأمريكية. المقبرة العسكرية الأمريكية في فرنسا في نوفمبر 2018، سافر ترامب إلى باريس للمشاركة في إحياء ذكرى مرور 100 عام على انتهاء الحرب العالمية الأولى، كانت محطته الأولى وقرينته، زيارة مقبرة "أيسن مارن" الأمريكية في فرنسا، بمناسبة معركة بيلو وود. وكان من المقرر أن يأخذ ترامب المروحية الرئاسية "مارين وان" إلى النصب التذكاري، ولكن تم إلغاء الرحلة من قبل البيت الأبيض بسبب الطقس الممطر الذي تسبب في "انخفاض مستوى الرؤية"، بالرغم من أن تلك الظروف لم تمنع قادة العالم من زيارة مواقع أخرى في جميع أنحاء العاصمة الفرنسية، بمن فيهم جاستن ترودو رئيس الوزراء الكندي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. فشل ترامب في زيارة المقبرة كان مدعاة لسخرية الكثيرين، بما في ذلك الجيش الفرنسي الذي أشار لحساب ترامب في تغريدة على موقع تويتر قائلًا: "هناك أمطار، لا يهم"، وألحق تغريدته بصورة، مجند يزحف وغارق في المطر "مازلنا جاهزين.". أيضا ديفيد فروم، الذي شغل منصب كاتب الخطابات للرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، أبدى إحباطه في سلسلة من التغريدات، وقال: "أمر لا يصدق أن يسافر رئيس إلى فرنسا في هذه الذكرى الهامة، ثم يبقى في غرفته في الفندق يشاهد التلفزيون، بدلًا من أن يقدم احترامه للأميركيين الذين ضحوا بحياتهم في فرنسا من أجل النصر الذي تحقق منذ 100 عام". دافوس، سويسرا في بداية هذا العام، ألغى ترامب زيارته للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، مشيرًا إلى ضرورة وجوده في واشنطن بسبب الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية. وفي ذلك الوقت قال في تغريدة له على حسابه على موقع تويتر: "بسبب عناد الديمقراطيين حول أمن الحدود والأهمية سلامة أمتنا، ألغيت بكل احترام رحلتي الهامة للغاية إلى دافوس، سويسرا لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي". Because of the Democrats intransigence on Border Security and the great importance of Safety for our Nation, I am respectfully cancelling my very important trip to Davos, Switzerland for the World Economic Forum. My warmest regards and apologies to the @WEF! — Donald J. Trump (@realDonaldTrump) January 10, 2019 لم يكن ترامب الزعيم الوحيد الذي لم يحضر إلى دافوس بسبب صراعات الداخل، فحتى تتمكن من التعامل مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لم تحضر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة تيريزا ماي إلى المؤتمر. كما بقي إيمانويل ماكرون في فرنسا بسبب تظاهرات "السترات الصفراء"، وناريندرا مودي، رئيس وزراء الهند الحالي، لم يحضر المؤتمر أيضًا في حينه بسبب التحضير للانتخابات العامة التي فاز بها مايو.