انتشرت بجمهورية كينيا فى الأونة الأخيرة، حالة مرضية تسمى "بورم العظام"، أصابت عددا من الحيوانات، وبخاصة الزراف من نوع الروتشيلد المهدد بالإنقراض، والتى من المتوقع تفشيها على نطاق واسع فى حالة عدم تحجيمها وعلاجها، الأمر الذى دفع السلطات الكينية للاهتمام بتوفير التطعيمات المضادة لهذا المرض، وفقًا لما نشره موقع "إفريقيا نيوز". كانت حالة من الغضب اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعى الكينية، بعد أن تم التقاط صورًا لزرافة بمنتزه ليك ناكورو الوطنى، فى حالة عسيرة، حيث تمكن الورم من إحدى عينيها، مما أفقدها الرؤية وسقطت على الأرض؛ ليستشيط رواد مستخدمي التواصل الاجتماعي غضبًا، وطالبوا بضرورة التدخل الإجباري من السلطات التى يقع على عاتقها مسؤولية رعاية وإنقاذ الحيوانات. وبالفعل استجابت السلطات وأسرعت بأرسال منظمة خدمة الحياة البرية في كينيا (KWS)، فى سبيل مساعدة الزرافة المريضة، وأكدت المنظمة فى بيان نشرته يوم الخميس الماضي بقيادة الدكتور "تيتوس كايثو"، على تويتر: "الزرافة تعانى من ورم في العظام، بالرغم من كونها قادرة على الحركة والتغذية والماء، إلا أنه من الصعب استئصال الورم، بسبب حجم النمو الذي وصل إليه والذى قد يسبب مضاعفات سلبية خطيرة". وأضاف: "أجرى فريقنا البيطري علاجًا بالمضادات الحيوية والعقاقير المضادة للالتهابات، وسيتم مراقبة الزرافة عن كثب". الجدير بالذكر أن تزامن الحادث مع مؤتمر جنيف، حيث تحركت مختلف الدول في شتى أنحاء العالم لحماية الزراف كنوع مهدد بالانقراض، مما أثار الثناء لدى دعاة الحفاظ على البيئة وبعث الاطمئنان فى عدد من الدول الإفريقية جنوب الصحراء الكبرى. ومن جانبها قالت سوزان ليبرمان، نائبة رئيس السياسة الدولية لجمعية الحفاظ على الحياة البرية: "الكثير من الناس على دراية واسعة بالزراف لدرجة اعتقادهم أنها مخلوقات متواجدة بكثرة فى البرية، وبخاصة جنوب إفريقيا، إلا أن الحقيقة هى أن الزراف من الأنواع المهددة بالانقراض". وأكدت ليبرمان: "الزراف معرض للخطر بشكل خاص في أجزاء من غرب ووسط وشرق إفريقيا". فيما صرحت جمعية الحفاظ على الحياة البرية بأنها تشعر بالقلق إزاء التهديدات المتعددة التي يتعرض لها الزراف، والتي أدت بالفعل إلى انخفاض أعدادها، نتيجة لحالات الجفاف المتفاقمة، وتغيرات المناخ، والقتل غير المشروع، والإتجار بأجزاء مختلفة من جسم الزراف.