"أهدف لتوثيق كافة الحرف اليدوية القديمة، وخلق فرص عمل للشباب من خلال ورش عمل مجانية لهم"، هكذا بدأ الشاب الثلاثينى، مصطفى كامل، أو كما يلقبونه ب"الطواف"، مؤسس مبادرة "يلا على الورشة حديثه"، الذى بدأها خوفًا منه على اندثار الحرف القديمة، كصناعة القباقيب، والطرابيش، والسبح، والتحف، إضافة إلى رغبته الشديدة فى مساعدة الشباب لكسب العيش. وأثناء محاولته للإلمام بكافة الصناعات والحرف القديمة، طاف كامل خريج كلية الأداب جامعة عين شمس بجميع محافظات الجمهورية، حيث استطاع بالفعل توثيق مختلف المهن الحرفية منذ عام 2015 لينتهى من جميعها فى العام الماضى، رغبة منه على دعم أكبر قطاع ممكن من الشباب، وحرصًا منه عن امتهناهم حرف مفيدة غير" التكاتك" وبيع اللبان والمناديل كمصدر للرزق. وتردد كامل كثيرًا قبل الشروع فى تأسيس المبادرة، إلى أن اهتدى فى أخر الأمر للاتفاق مع أصحاب وشيوخ المهن التراثية، لتعليم الشباب المتدربين أصول الحرف فى ورشهم الخاصة، حيث لاقت الفكرة المُقترحة ترحيبًا واسعًا بتحويل تلك الورش البسيطة إلى مدارس حرفية تضخ المهنة فى دماء شبابية متجددة. ومن المعهود أن بعض الحرف التراثية ترتبط بتاريخ مصر، من صناعة الطرابيش والكتابة بالحروف العربية على القماش والسبح والأحذية، بجانب صناعة مقابض العصا الخشبية، ومن المؤسف أن تدخل الآلات بها، لم يعد يبقى للورش التى تصنعها أو لصانعيها أنفسهم أهمية كما كانت سابقًا. استطاع كامل بالفعل من خلال مبادرته تعليم أكثر من 5 آلاف حرفى موزعين على أكثر من 200 حرفة مختلفة، إضافة إلى تقديمه العديد من الأسواق بالأوبرا وبعض المعارض الدولية، التى عُرضت بها منتجات تلك الورش وحققت مبيعات بأسعار مرتفعة. وكونه الطواف، فهو يدعو لجولات شبابية على حسابه الشخصى بموقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، فيحدد اليوم والتوقيت للاجتماع فى مكان ما وأخذ جولة بالورش الحرفية التى تعد إرثًا عظيمًا بأحياء مصر القديمة، والجدير بالذكر أن تلك الجولات تحوى ضمن زوارها العديد من السياح من مختلف دول العالم. وعن أحلام كامل المستقبلية قال: "أتمنى أن تساند الدولة مشروعي، وترعاه أحد شركات التسويق لتوثيق أكبر قدر من التراث الحضاري بشكل احترافي يليق بها"، كما يسعى لتسجيل الحرف القبطية مثل الأيقونات والفسيفساء، وعدم اقتصار المبادرة على الفن الإسلامى فحسب، الأمر الذى دفعه لدراسة تمهيدى الماجستير بكلية الآثار. الجدير بالذكر أن كامل حاول التقديم فى منتدى الشباب الذى انعقد العام الماضى لعرض فكرة مشروعه، ولم يكن الحظ حليفه، وينصب جم اهتمام كامل فى الآونة الأخيرة على محافظة دمياط وتوثيق حرفها، وبخاصة قلعة الآثاث المصري، التي يجهل الكثيرون عن صناعة البردي بها.