عبر 3 سنوات بدأ مسيرة صعبة لتحقيق حلمه فى حماية تراث مصر وفقا لتصوره النابع من حبه لبلده، وذلك بتوثيق هذا التراث المتمثل فى الحرف التراثية والتى قارب بعضها على الاندثار، وكل ما كان يقوم به بالجهود الذاتية، يسافر هنا وهناك فى القاهرة وخارجها بحثا عن الحرف اليدوية التراثية لتوثيقها للتاريخ، حتى استحق اللقب الذى أطلقوه عليه الطواف. مصطفى كامل الباحث المتخصص فى التراث وتوثيق الحرف التراثية، قال إنه بدأ رحلته لتوثيق الحرف فى 2015، مشيرا إلى أنه دخل ورش كثيرة جدا، وكان يصور أصحابها وفنانيها وما يقومون به من فن، وذلك قبل اندثار الحرفة أى ما كانت. وتابع :بدأت بكل حرف منطقتى الدرب الاحمر والجمالية، وسافرت لبعض المحافظات ومنها الشرقية لتوثيق حرفة مثل صناعة ورق البردي، وحتى الآن وثقت 150 حرفة مختلفة منها الخيامية والارابيسك والتطعيم بالصدف والنفخ على الزجاج وغيرها. وقال:كل مرة كنت أتعرف على حرفى كنت أشعر بسعادة لأنى بلاقى تاريخ مصر جواهم ، وأطلقت مبادرة قوية لإنقاذ الحرف التراثية من الاندثار وذلك تحت عنوان يالا على الورشة ، وذلك للحفاظ على الحرف التراثية عبر تعليمها لمن يرغب داخل ورش الحرفيين أنفسهم. وكشف أنه لم يتوقف عند ذلك، بل إنه يخطط للاتفاق مع شركات السياحة أن تخصص من ضمن برامجها أوقاتا لزيارة الحرفيين داخل ورشهم، مما يساهم فى التعريف بهم وتشجيع السياحة، كما أنه بدوره يساهم فى نهضة الحرف التراثية. وأوضح أنه عرض مبادرته يالا على الورشة فى احدى الفعاليات الثقافية بمكتبة الإسكندرية، وذلك عبر نموذج فن الخيامية داخل ورشة الفنان أحمد جمعة والفنانة شيماء حمدون، حيث كان ورشتهما أول ورشة تشارك فى المبادرة، وأتمنى أن تتسع الفكرة ويشارك كل الحرفيين فى المبادرة، وذلك لخلق فرص جديدة للشباب والتعلم بمعايشة الحرفة وتعلمها وحمايتها من الاندثار. وعن فكرة تنفيذ حلمه بالجهود الذاتية، قال: لم أجد أى جهة تمول فكرتي، إلا أننى ورغم ذلك مستمر لأن ما أقوم به فى عشق مصر المحروسة وليس مجرد شعار، كما أننى أسعى لإنقاذ جزء كبير من تراث مصر المنقول ممثلا فى الحرف، وأحلم أن أجد مكانا مثل بيت قديم أو ما شابه وأحوله لمكان تراثى ومعرض دائم لمنتجات الحرفيين.