مبادرات شعبية لدعم الصناعة.. ومطالبات بفتح منافذ تسويق فى الداخل والخارج تخصيص أماكن بالمنافذ الأثرية لعرض المنتجات اليدوية.. وجامعة بنى سويف تتبنى «صنايعية مصر» باحث مصريات: الأرابيسك والنجارة العربية والتجليد والشموع مهددة بالاندثار.. وصاحب ورشة جرانيت يطالب الدولة بأماكن مطورة لأصحاب الحرف شهدت الفترة الأخيرة طرح مبادرات للحفاظ على المهن التراثية من الاندثار، بعد أن شهدت تراجعا ينذر باختفائها؛ سواء لقلة عائدها وهجر عامليها لها إلى مهن أخرى، أو لتراجع مبيعات منتجاتها بشكل عام، ودخلت الحكومة على الخط مقررة دعم هذه المبادرات، مثل «يلا على الورشة» و«صنايعية مصر» وغيرها، ما يبشر بإعادة الحياة لها مرة أخرى. وتعبر الحرف اليدوية والصناعات التقليدية عن الهوية المصرية، حيث يعتمد الحرفى على مهارته وخبرته التى اكتسبها أثناء عمله بالوراثة، باستخدام الخامات الأولية المتوافرة، سواء كانت مستوردة أو محلية. أحمد عبدالعليم، صاحب محل آلات موسيقية فى شارع محمد على، يعمل فى المهنة منذ 38 عاما، خاصة صناعة العود، الذى يعد أحد أبرز الصناعات الفنية المعبرة عن التراث الشرقى القديم، خاصة أن المنطقة هى مقصد الباحثين عن الأعمال المصرية الأصيلة المصنوعة بحرفية شديدة، وباتت على وشك الاندثار. ويقول عبدالعليم ل«الشروق» إنه بات مرتبطا بالعمل فى شارع محمد على، خاصة بعد تقلص عدد ورش الآلات الموسيقية، مطالبا الدولة بالنظر إلى هذه الحرف من منظور خاص، وتشجيع أصحابها، فضلا عن تسويقها للخارج، لزيادة معدل نشاط البيع والشراء. وشاركه الرأى أحمد على، صاحب ورشة للجرانيت والرخام، حيث طالب الدولة بتخصيص أماكن مطورة لأصحاب الحرف اليدوية، لممارسة مهنتهم واستعادة جذب زبائنهم إليها، فضلا عن استهدافها الزائرين الأجانب، للقضاء على البطالة، وإظهار مواهب الشباب فى الحرف التى باتت مهددة بالاندثار. مصطفى كامل، صاحب مبادرة «يلا على الورشة»، بالتعاون مع أصحاب الورش من المهن التراثية والحرف اليدوية، قال إن هناك العديد من الحرف التراثية المهددة بالاندثار، وتشمل صناعة القباقيب، والنجارة العربية، وتجليد الكتب التراثية، وصناعة الشموع والمشكاوات والطبول والآلات الموسيقية، وأورمة الجزارة والأرابيسك، والصدف، بالإضافة لصناعة المقشات البلدية، والحبال والخيوط، والتنجيد، والمشغولات الذهبية والنحاسية، والرسوجية وحدوة الحصان. وأضاف الباحث فى التاريخ وعلم المصريات، ل«الشروق»، أن مبادرته تهدف إلى تدريب الشباب المهتمين بالعمل فى هذه الحرف والمهن التراثية على أيدى مختصين، بهدف المحافظة على هذا التراث الذى تركه لها الأجداد منذ عقود. وأوضح أن المبادرة تهدف أيضا إلى خلق فرص عمل للشباب، والمساهمة فى علاج أزمة البطالة، بما يساهم فى تحريك السوق المصرية، حيث سيكون لأرباب الحرف دور كبير فى نشر فنهم والاستفادة منه ماديا، فضلا عن تبادل مهارات بين الحرفى والمتدرب، ويتم تأجير أماكن عمل لمن لا يملكون ورشا. وأوضح أن قلة عدد العاملين بصفة مستمرة من أبرز المخاطر التى تواجه المهنة، فضلا عن زيادة أسعار المواد الخام وارتفاع أسعار المنتجات، داعيا الدولة للاستماع إلى مشاكل أصحاب تلك المهن وتوثيق عملهم، خاصة فى ظل عدم توفر حماية تأمينية لهم، فى ظل عدم حصولهم على معاشات، مع ارتفاع أسعار الخامات والاحتكار، ما يدفع بعدد كبير من العاملين إلى التحول لمهن أخرى. وطالب صاحب المبادرة الدولة بدعم الحرفيين المصريين، حتى يتمكنوا من الوصول بمنتجاتهم إلى الأسواق الأجنبية التى تشهد طلبا على هذه المنتجات الشعبية، ذات الجودة العالية للخارج، فضلا عن دعم الورش بأدوات الأمن الصناعى للحماية. وقال المنسق العام لشارع المعز ومدير تطوير وإعادة توظيف الآثار بالقاهرة شريف فوزى، إن وزير الآثار خالد العنانى، أصدر قرارا بقبول أى شركات أو أفراد مسجلين فى الغرف الصناعية، لعرض منتجاتهم داخل منافذ الوزارة فى الأماكن الأثرية المختلفة على مستوى الجمهورية، على أن يتم اقتسام الأرباح بالنصف. وأضاف فوزى، ل«الشروق»، أن الهدف من القرار هو تشجيع أصحاب الحرف اليدوية والتراثية على التسويق لمنتجاتهم أمام الزائرين والسائحين، بغرض مساعدتهم ماديا. وأشار إلى أن شارع المعز دائما يستضيف معراض للحرف التراثية المختلفة بمقعد الأمير ماماى، بالتعاون مع وزارة الصناعة ومحافظة القاهرة، قائلا: «فى رمضان من العام الماضى تمت استضافة معرض لمدة أسبوعين، يضم منتجات من الحرف التراثية التقليدية لأكثر من 15 حرفيا متخصصا، ومنها صناعة النحاس، والخيامية، والزجاج، والخزف، والكليم، وغيرها من الحرف الأخرى». رئيس جامعة بنى سويف الدكتور منصور حسن، أكد أن الجامعة تبنت مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى «صنايعية مصر»، خاصة أن لدى كليات الجامعة مقومات المساهمة فى دعم جميع المجالات الحرفية والمهنية، منها كليات التعليم الصناعى، والسياحة والفنادق، والهندسة، ومركز اللغات، والمطبعة، بالإضافة لمعدات ورش التعليم الصناعى فى مجالات النجارة، واللحام، والسباكة، والخراطة، وغيرها. وأضاف حسن، ل«الشروق» أن هذه المعدات لا توجد فى أى مكان فى مصر، بعد رفع كفاءتها، كما أن المدربين من أعضاء هيئة التدريس فى الكليات وأصحاب الخبرات من الحرفيين الذين يعملون فى ورش الجامعة، لمواكبة احتياجات سوق العمل من العمالة المدربة، ومنحهم شهادات تفيد بتأهيلهم لذلك. وأوضح أن الجامعة وقعت بروتوكولا مع مديرية القوى العاملة بالمحافظة، لتدريب شباب المحافظة على العديد من الحرف والمهن، حيث رفعت كفاءة مركز التدريب المهنى الخاص بالقوى العاملة فى المحافظة، وتم عمل صيانة لجميع المعدات والماكينات، لاستقبال المتدربين. وأشار إلى أن الجامعة دربت 96 شابا فى كلية السياحة والفنادق بالجامعة، وتم توفير فرص عمل لهم فى العديد من الفنادق والقرى السياحية بمختلف المحافظات. وأكد محافظ بنى سويف هانى عبدالجابر، أن مثل هذه المبادرات تأتى ضمن التوجه الحالى للمحافظة لدعم التعليم الفنى ورفع المهارات والقدرات الحرفية للعاملين، بما يضمن مزيدا من فرص العمل فى السوق المحلية، واستعادة السمعة الطبية للعمالة المصرية داخليا وخارجيا. ونوه المحافظ إلى الخطوات العملية فى هذا الجانب، منها مشروع من المقرر تنفيذه، وهو تطوير مركز التدريب المهنى التابع لقطاع الكفاية الإنتاجية فى وزارة الصناعة بمنطقة بياض العرب الصناعية شرق النيل، ليكون داعما رئيسيا لتفعيل دور التدريب المهنى ورفع كفاءة العمالة والحرفيين من أبناء المحافظة، وكذلك إمكانية تدريب الطلاب فى المدارس الفنية والكليات العملية. وضمن أجندة تنموية تشترك الجامعة مع المحافظة فى تنفيذها، تم الاتفاق على تشكيل لجنة عليا تضم قيادات من الجامعة وعمداء الكليات المختصة، بجانب قيادات من المحافظة والمختصين التنفيذيين، وأشار المحافظ إلى أنه يمكن دراسة دمج هذه اللجنة مع اللجنة المشكلة بالمحافظة، لتطوير مراكز التدريب ودعم قطاع التدريب المهنى والفنى على مستوى المحافظة.