حركة النهضة ترشح مورو للرئاسة.. ووزير الدفاع يقدم أوراق ترشحه.. و«نداء تونس»: ندعم الزبيدى اليوم.. «تحيا تونس» يحسم مرشحه للرئاسة.. والمرزوقى ورؤساء حكومات سابقين يخوضون المعركة الانتخابية عدلت الأحزاب الكبرى فى تونس عن خيار المرشح التوافقى للانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة فى منتصف سبتمبر المقبل، مع دفع حزب حركة النهضة الإسلامية نائب رئيس الحركة عبدالفتاح مورو إلى سباق الرئاسة، وتقدم وزير الدفاع التونسى عبدالكريم الزبيدى بأوراق ترشحه، ووسط ترقب لإعلان حزب تحيا تونس لمرشحه، ما يشير إلى احتدام السباق إلى قصر قرطاج. وأعلنت حركة النهضة (إخوان مسلمون) التى تتصدر البرلمان بأكبر كتلة نيابية (68 مقعدا من إجمالى 217) عن ترشيحها لعبدالفتاح مورو الذى يشغل منصب رئيس مؤقت للبرلمان، للانتخابات الرئاسية». وقالت الحركة فى بيان مقتضب أمس: «صوت مجلس شورى حركة النهضة بأغلبية 98 صوتا لصالح ترشيح الأستاذ عبدالفتاح مورو للانتخابات الرئاسية». وهذه هى المرة الأولى التى تقدم فيها النهضة مرشحا من صفوفها للانتخابات الرئاسية منذ ثورة 2011، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. ومورو (71 عاما) من مؤسسى حركة النهضة إلى جانب رئيس الحركة راشد الغنوشى وهو من الشخصيات السياسية التى تعرف باعتدال مواقفها داخل الحركة. من جانبه، اعتبر الغنوشى أن قرار ترشيح مورو يأتى «تعبيرا عن ثقة الحركة فى الديمقراطية والجمهورية والثورة التونسية». وقال الغنوشى فى تصريحات صحفية إن «الوضع الطبيعى يقتضى أن تتنافس الأحزاب السياسية فيما بينها.. علاش (لماذا) ما نشاركوش (لا نشارك) فى الانتخابات كبقية خلق ربى؟»، وفقا لإذاعة «موزاييك إف إم» التونسية. وأكد الغنوشى ثقة الحركة فى مرشحها، قائلا: «لنا ثقة فى مورو وهو أهل لها، وسنعمل على وصوله إلى الدور الثانى (جولة الإعادة)». من جهته، عبر القيادى فى حركة النهضة، رفيق عبدالسلام، عن رفضه لقرار مجلس شورى الحركة باختيار مرشح من داخلها لخوض الانتخابات الرئاسية، واصفا الاختيار بالخاطئ. وقال عبدالسلام، وهو صهر الغنوشى، فى منشور على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»: «رغم احترامى وتقديرى للشيخ عبدالفتاح مورو فإن اختيار مرشح من داخل النهضة خيار خاطئ، ولا يستجيب لمقتضيات المرحلة. الوحدة على الخطأ هى وحدة مغشوشة ومزيفة»، وفقا لإذاعة «جوهرة إف أم» التونسية. فى سياق متصل، قدم وزير الدفاع التونسى عبدالكريم الزبيدى، أمس، أوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية. وأودع الزبيدى (69 عاما) ملف ترشحه لدى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بعد جمعه لتزكيات شعبية وبمساندة أحزاب وسياسيين مستقلين، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية. يشار إلى أن الزبيدى وهو طبيب لا ينتمى إلى أى حزب سياسى، وسبق أن تقلد عددا من المناصب الوزارية فى فترات مختلفة. وكان حزب حركة نداء تونس، «حزب الرئيس الراحل الباجى قايد السبسى»، قد أعلن فى وقت سابق مساندة ترشح الزبيدى، داعيا «كل نوابه وهياكله وأعضائه فى مختلف المواقع إلى مساندة هذا الترشح». وأوضح حزب نداء تونس (ثالث أكبر كتلة نيابية ب41 مقعدا)، فى بيان، أمس الأول، أن تلك الخطوة جاءت بعد إجراء ما يتعين من اتصالات، وبحث مخرجات اجتماع المكتب السياسى الموسع الذى عقد مطلع الشهر الحالى، وفوض قيادة الحزب اتخاذ القرار النهائى بخصوص ترشيح الزبيد. وأرجع نداء تونس مساندة ترشح الزبيدى، لما «يحوزه من خصال الكفاءة والتجربة والنزاهة والوفاء لنهج الزعيم الراحل الباجى القائد السبسى»، مذكرة بأنه «تحمل أمانة وزارة الدفاع فى المرحلة الأولى والثانية للانتقال الديمقراطى بكل اقتدار وأمانة وكان النجاح حليفه بامتياز، علاوة على تحمله المسئوليات فى مختلف درجاتها فى دولة الاستقلال». فى غضون ذلك، يعقد حزب «تحيا تونس» الذى يتزعمه رئيس الوزراء التونسى يوسف الشاهد، اليوم الخميس، اجتماعا لحسم مرشحه للانتخابات الرئاسية. وقال الأمين العام لحزب «تحيا تونس»، سليم العزابى إن مجلسا وطنيا موسعا للحزب سيجتمع اليوم الخميس لحسم هوية مرشح الحركة للانتخابات الرئاسية، بعد أن قررت الهيئة السياسية للحزب ترشيح رئيس الحزب يوسف الشاهد، وفقا لوكالة أنباء تونس إفريقيا للأنباء. ويتمتع الحزب بثانى أكبر كتلة بالبرلمان وهى «الائتلاف الوطنى» التى تستأثر ب44 مقعدا. كما قدم الناطق الرسمى باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامى، أمس، ملفه للترشح للانتخابات الرئاسية، ورافق الهمامى زوجته وعدد من انصار الجبهة الشعبية خلال توجهه إلى مقر الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. فى وقت سابق، أعلن الرئيس التونسى السابق المنصف المرزوقى، ترشحه للانتخابات الرئاسية. ويعتبر المرزوقى (74 سنة) الذى انتخبه نواب المجلس التأسيسى رئيسا لتونس عام 2011، من المرشحين البارزين للوصول إلى قصر قرطاج للمرة الثانية. وبلغ عدد المرشحين للانتخابات الرئاسية الذين أودعوا ملفاتهم لدى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات منذ فتح باب الترشح فى مطلع أغسطس الحالى، 31 مرشحا، ومن المقرر غلق باب الترشح مساء غدا الجمعة. ومن أبرز المرشحين، رئيس الوزراء السابق ورئيس حزب البديل التونسى مهدى جمعة، ورئيس الوزراء الأسبق والقيادى السابق بحركة النهضة، حمادى الجبالى، ورئيسة الحزب الحر الدستورى عبير موسى، ورجل الإعلام والأعمال رئيس حزب «قلب تونس» نبيل القروى، إضافة إلى زعيم «حزب التيار الديمقراطى» محمد عبو. ومن المقرر أن تعلن الهيئة العليا للانتخابات فى 31 أغسطس على أبعد تقدير، أسماء المرشحين النهائيين لهذه الانتخابات، ثم تنطلق الحملة الانتخابية من 2 إلى 13 سبتمبر، وبعد يوم الصمت الانتخابى، يدلى الناخبون بأصواتهم فى 15 سبتمبر، وفقا لرئيس الهيئة العليا للانتخابات نبيل بفون. وتعلن النتائج الأولية للانتخابات فى 17 سبتمبر، ولم يتم تحديد موعد الجولة الثانية التى يفترض أن تجرى، إذا تطلب الأمر، قبل 3 نوفمبر المقبل.