من المقرر أن توفر المملكة البريطانية لقاحات ضد "فيروس الورم الحليمي البشري"؛ لحقن "البنين" الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و13 عامًا في جميع المدارس البريطانية اعتبارًا من شهر سبتمبر القادم، وذلك لأول مرة بعد أن كان يتم حقن الفتيات فقط منذ 11 عاما. ويقول مسؤولون صحيون إن تلك الخطوة ستمنع الآلاف من الإصابة بأنواع مختلفة من السرطانات مثل سرطان الشرج والفم والحلق، وذلك بحسب ما جاء في شبكة "CNN" الأمريكية. و"الورم الحليمي" هو مجموعة متنوعة من الفيروسات التي تضر بالحمض النووي للإنسان، وتهاجم الجلد والأغشية المخاطية، ويتكون من أكثر من 100 نوع، بعضها يسبب دمامل جلدية حميدة، كما أنه يضم مجموعة أخرى مكونة من 30 نوعا لهم القدرة على الانتقال عن طريق التناسل، بما عرف باسم "الورم الحليمي التناسلي"، وهو الذي أصبح شائع الانتشار، حيث تتعرض 75% من النساء الغربيات للإصابة بنوع واحد أو أكثر من الورم الحليمي عن طريق التناسل خلال حياتهن. وستحمي حقنة في الكوع من الإصابة بمجموعة من السرطانات التي يسببها فيروس الورم الحليمي البشري، وستقدم دائرة الصحة الوطنية اللقاح مجانًا ل"الأولاد" في السنة الثامنة من المدارس الثانوية في جميع أنحاء إنجلترا وويلز واسكتلندا وأيرلندا الشمالية. وبحسب الشبكة ووفقا لما قاله المسؤولون، فإنه من الممكن أن يمنع برنامج الحقن بلقاح فيروس الورم الحليمي البشري أكثر من 100 ألف حالة من الإصابة بالسرطان بحلول عام 2058. وعلى الرغم من أن الجسم يمكنه التخلص من الورم الحلمي في معظم الحالات، إلا أن تلك العدوى يمكنها أن تتطور، فبعض أنواع السرطان الحليمي تتطور للإصابة بسرطانات متنوعة، حيث يرتبط حوالي 5% من جميع أنواع السرطان في جميع أنحاء العالم بفيروس الورم الحليمي البشري، بما في ذلك سرطان عنق الرحم، كما يؤثر بعضها على الرأس والرقبة أيضا. وحتى الآن، تم حقن 10 ملايين جرعة من لقاح فيروس الورم الحليمي البشري للشابات في بريطانيا، ما يعني أنه تم تلقيح أكثر من 8 نساء من بين كل 10 نساء تتراوح أعمارهن بين 15 و24 عامًا. ووفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، سيصاب كل شخص نشط جنسيًا تقريبًا بفيروس الورم الحليمي البشري في وقت ما من حياته إذا لم يحصل على اللقاح المضاد له. ويعمل اللقاح المضاد للورم الحليمي على خلق أجسام مضادة أكثر بكثير من التي يخلقها الجسم خلال تعامله مع العدوى الطبيعية، وذلك وفقًا لجون دوربار، أستاذ الأمراض الفيروسية في جامعة كامبريدج. ووجدت الصحة العامة في إنجلترا، أنه منذ أن تم حقن النساء من سن 16 إلى 21 عاما، فقد انخفضت الإصابة بالأورام عند النساء بنسبة 86%، كما أظهرت دراسة اسكتلندية أن اللقاح قلل من الإصابة بمرض سرطان عنق الرحم بنسبة وصلت إلى 71%.