بدأت ملك تقلد حركات الكونغ فو بعمر ال7 سنوات، وللموهبة التي ظهرت عليها بشكل واضح خضعت لتدريبات على يد والدها الكابتن محمود إبراهيم الجارحي، مدرب عام نادي النصر في رياضة الكونغ فو، الذي كان يبذل قصارى جهده في تدريب طفلته الأولى التي حصدت 3 ميداليات فضة في منافسات بطولة العالم التي أقيمت في الصين هذا العام. خاضت ملك الجارحي أول بطولة حينما كانت 8 سنوات، حيث شاركت في البطولة التي أقيمت بنادي طلائع الجيش وحصلت على المستوى الذهبي، وفي ديسمبر الماضي شاركت في بطولة الجمهورية، وحصلت على 5 ميداليات ذهب، ليأتي التحدي الأكبر بالعام ذاته وهو بطولة العالم، لكن بعد وصول اسمها في مقدمة القائمة المشاركة، حذف من قبل شخص تابع لنادي 6 أكتوبر، واتخذ حينها الاتحاد الدولي الإجراءات الرسمية لمعاقبته، لكن لم تستطيع ملك اللحاق بالبطولة التي أقيمت في البرازيل. وحسبما قال والد ملك في حديثه ل"الشروق"، فأن نجلته استطاعت استكمال مشوار النجاح من جديد حيث شاركت في بطولة العالم التي أقيمت في الصين، بدعم من رئيس الاتحاد الدولي للكونغ فو العميد محمد عاشور، والكابتن رمضان محمد، مدرب بطولة العالم السابقة. خاضت ملك تدريبات قاسية قبل السفر للبطولة، فيروي الجارحي: "كانت بتتمرن 5 وحدات تدريبية في الأسبوع بمعدل 9 ساعات يوميا وده كان مجهود كبير عليها لكنها نجحت في التحمل". وتابع: "مشاركة ملك في بطولة العالم جاءت بعد تصفيات من الاتحاد الدولي حصلت فيها على أعلى الدرجات مقارنة بجميع المشاركين". وفي الأسبوع الأخير من رمضان دخلت ملك صاحبة ال12 عامًا لمعسكرات التدريب التي كانت تتمرن فيها بمعدل 6 ساعات يوميًا، وكان مجهودًا شاقًا عليها مع الصيام لكن معدل تفوقها جعل الجميع يتوقع لها الفوز. ولعبت ملك في بطولة العالم بالصين- حسبما أوضح كابتن الجارحي، 3 أساليب، الأول هو "الأيد الفاضية"، وتفوقت فيها على الولاياتالمتحدةالأمريكية، والثاني هو "السيف"، الذي كان أصعبهم؛ حيث أنه يجب أن يتحكم اللاعب في السيف بدقة ويجعله يمر بجانب جسمه أكثر من مرة دون لمسه، والثالث كان أسلوب القتال الجماعي. وحصلت ملك في هذه البطولة على 3 ميداليات فضة، لكنها ظلمت في تقييم الأسلوب الثاني، وهذا ما جعل المدير الفني لمنتخب الصين يساندها أمام الجميع. زتصف ملك الحاصلة على المركز الثاني في بطولة العالم بالكونغ فو، مشاركتها في بطولة العالم باسم مصر بأنه إنجاز عظيم تشعر بالفخر به، وأنها تطمح خلال السنوات المقبلة أن تخوض مسابقات آخرى وتفوز بالميداليات الذهبية. وحينما وصلت ملك إلى الصين لم تشعر بارتباك من تغيير التوقيت؛ حيث أن المدرب الخاص بها جعلها تتكيف على خوض تمارين في مصر بوقت متأخر يتناسب مع توقيت الصين، فتقول: "مكنش صعب كنا فترة بنتمرن تحت الفندق وفترة تانية في ملاعب". وأضافت: "خلال تواجدي كنت أراقب كل لاعب مشارك من الدول الأوروبية وأمريكا حتى اتعلم من مهاراته وأحاول تقليده بعيدًا عن البطولة حتى انمي من قدراتي في لعبة الكونغ فو". مساندة أسرة ملك لها كانت عامل أساسي في استمرارها بالكونغ فو "للأسف الألعاب الفردية لا تجد اهتمام من الدولة على الرغم من أنها تدخل جوائز إلى مصر ولذلك أي شخص ماهر في لعبة فردية فده أولًا لموهبته وثانيًا لمساندة أسرته"- حسبما قال الجارحي. وأوضح أن لعب الكونغ فو في مصر مكلف حيث أن العثور على الأدوات يعتبر مستحيل وفي حالة إيجادها يضطر المشتري إلى دفع ضعف ثمنها، متابعًا: "الحذاء الخاص بالكونج فو ثمنه 1000 جنيه، وهو نفس سعر الملابس، أما السيف فيتخطى سعر ال700 جنيه، إضافة إلى ضرورة تغذية اللاعب على أكل خاص يوميًا وبنسب معينة لبناء العضلات". وخلال تواجد ملك في الصين، استغل الجارحي ذلك من خلال منحها أموال لشراء أدوات وملابس كونغ فو لها ولشقيقها الأصغر معاذ- صاحب ال8 سنوات الذي حصل على ميدالية ذهب في بطولة المواهب، ومن المقرر أن يشارك في بطولة العالم العام المقبل. والدة ملك التي تدعى ولاء عبدالعزيز، تتحمل مسؤولية كبيرة حتى يحصل أبناءها على بطولات؛ حيث أنها توفر لهم الوقت والجهد الذي يساعدهم في ذلك "يومي بيبدأ في الخامسة صباحا لتحضير الإفطار لملك ومعاذ، ثم يذهب كل منا إلى العمل والمدرسة، وأعود لإعداد الغداء والعشاء وفي الثالثة عصرًا نذهب جميعًا إلى النادي"- وفقًا لحديثها. وفي تمام الرابعة والنصف تصل الأسرة المكونة من 4 أفراد إلى نادي النصر، فيذهب الجارحي إلى صالة التدريب لبدء عمله، وتجلس ولاء مع أطفالها للانتهاء من الواجبات المدرسية، فتقول: "بيكون أمامنا ساعتين ونص فقط وبكون مذاكرة دروسهم الصبح وقت ذهابي لعملي في الهيئة العامة للاستعلامات". وتبدأ تمرينات ملك ومعاذ في السابعة مساءً، وتنتهي في التاسعة، وحينها تأخذ ولاء التي لعبت رياضة الكونغ فو لمدة 9 سنوات وكانت على مشارف المشاركة في بطولة العالم قبل الزواج وحصلت على جوائز عام 2004، طفليها وتمكث في سيارة زوجها حتى الحادية عشر- وهو موعد انتهاء عمل زوجها "نستغل هذا الوقت في الأكل والمذاكرة والنوم ونصل منزلنا في فيصل منتصف الليل، وتذهب الأطفال للنوم سريعًا للاستيقاظ في السادسة والنصف". وعلى الرغم من الصعوبات التي تواجه ولاء والمسؤولية الكبيرة إلا أنها متمسكة بأن يتفوق أطفالها في الرياضة، وتفسر سبب ذلك ب"الرياضة بتنشط العقل وتصنع للإنسان هدف".