أصبحت تقنيات التتبع بالأقمار الصناعية توظف على نطاق واسع في الكشف عن الحيوانات، خاصة السلاحف، وصارت تكشف جوانب أخرى من حياتهم في المياه، حيث تم استخدامها مؤخرا لحماية السلاحف البحرية المهددة بالانقراض، وذلك وفقا لما جاء في صحيفة «جريك ريبورتر» اليونانية. أطلقت مجموعة «أرشيلون»، وهي جمعية لحماية السلاحف البحرية في اليونان، طريقة مبتكرة لحماية السلاحف البحرية المهددة بالانقراض باستخدام الأقمار الصناعية. في 1 يونيو الماضي، تم تثبيت أجهزة بث الإشارات على أصداف 12 سلحفاة ضخمة الرأس، يتلقى القمر الصناعي «أرجوس» من خلالها إشارة خاصة بكل سلحفاة على حدة تحمل كل بيانات تحركاتها في البحر، وخلال موسم التعشيش وما بعده، ومن ثم يبث القمر الصناعي هذه البيانات إلى المحطات الأرضية؛ ما يساعد في إنشاء استراتيجيات إدارة أفضل لحمايتهم من الصيد السلبي والانقراض. تبدأ السلاحف في التكاثر والتعشيش "وضع البيض" على الشواطئ، حيث تخرج السلحفاة من البحر إلى الشاطئ الرملي ليلا وتختار المكان المناسب لوضع البيض، وتبدأ في حفر حفرة كبيرة بواسطة زعانفها الأمامية، وأخرى صغيرة إسطوانية داخل الحفرة الكبيرة ثم تضع البيض داخلها، ثم تردم البيض بزعانفها الخلفية ثم الحفرة الكبيرة وتعود إلى البحر، ولا تعود إلى الشاطئ إلا بعد سنتين أو أكثر. تأسست مجموعة «أرشيلون» في عام 1983؛ من أجل مكافحة التهديدات التي تطال السلاحف البحرية من الأنشطة السلبية للبشر كالنفايات البلاستيكية الملقاه في البحار، وكذلك تلوث المحيطات، والاحتباس الحراري، وتعتمد اعتمادا كبيرا على المتطوعين، وينضم إليها أكثر من 500 متطوع من جميع أنحاء العالم، وكل صيف يراقب فريق المتطوعين حوالي 75 كم من شواطئ التعشيش الرئيسية يوميا في مدينة زاكينثوس وبيلوبونيز وكريت، ويتم حماية أكثر من 2500 عش ضد الافتراس والتهديدات البشرية والسيول البحرية. كما تدير المجموعة مركزا لإنقاذ السلاحف البحرية المصابة والجرحى في جليفاذا بالقرب من أثينا، حيث يتم علاج أكثر من 50 سلحفاة بحرية مصابة ومرضية، بالإضافة إلى عملها مع السلطات المحلية والمؤسسات والصيادين ووكالات الدولة لاستعادة وإدارة بيئة السلاحف البحرية.