هل يمكن أن تنتقل شخصيات رسمها مؤلفون في أعمال فنية إلى أمنيات يتخذها البعض حلماً لهم ويبحثون عن جزء من صفاتهم في الحياة الواقعية، هذا ما حدث مع شخصيات نسائية كانت مجرد شخصية فنية حتى أصبحت رمزاً للمرأة كما يريدها الرجل، ويتداول الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع من مشاهدهن وكلامهن. الطاعة والقدرة على الترفية والهدوء وضبط المزاج، هذه الصفات التي تمتعن بها البطلات في أعمال الثلاثية، والعار، وحديث الصباح والمساء، هن شخصيات رسمها الكاتب في ضوء العمل ومتطلباته ولكن تحولن لأيقونة للمرأة التي يتمناها الرجل. تسرد "الشروق" في السطور الآتية شخصيات المرأة المطيعة كما عرضتها الأعمال الفنية.. - الست أمينة شخصية نسائية كتبها الأديب العالمي نجيب محفوظ في ثلاثيته "بين القصرين وقصر الشوك والسكرية"، وهي إمرأة مطيعة في كل شيء تخدم زوجها بإخلاص بصورة عمياء دون أي نقاش وترعى الأبناء، وتسهر على راحتهم جميعاً. وجسدت الشخصية سينمائيًا الفنانة آمال زايد وكان زوجها "سي السيد" والذي قام بدوره الفنان يحى شاهين، والعمل تم إنتاجه على مدار سنوات 1962 و1966 و1973 من إخراج حسين كمال، وشارك فيه عبد المنعم إبراهيم، ونادية لطفي، ومها صبري، ونور الشريف، وصلاح قابيل. - روقة رسم الكاتب محمود أبو زيد شخصية نسائية غاية في الخفة والطاعة والحب لزوجها في صورة "روقة"، وجسدت دورها الفنانة نورا، ويتمنى الكثير من الرجال إمرأة مثلها، وأطلقوا عليها جملة "مين ميحبش روقة". ولكن نهاية الشخصية لم تكن مرضية فقد باعها زوجها، وقال: "معرفهاش"، حينما ضحت بروحها وقررت نزول المياه للبحث عن المخدرات التي كان يتاجر فيها زوجها، ولكنها خرجت جثة هامدة. الشخصية تم تقديمها في فيلم "عار" للمخرج علي عبد الخالق، وكان من بطولة نور الشريف، وحسين فهمي، ومحمود عبد العزيز، وإلهام شاهين، وأمينة رزق، إنتاج عام 1982، وأعادت تقديم الشخصية الفنانة درة عام 2010 في مسلسل العار، كإعادة إنتاج درامي للعمل السينمائي، وكان اسمها "سماح".
- جوهر مرة أخرى الأديب نجيب محفوظ يقدم من خلال مسلسل حديث الصباح والمساء، شخصية تلقى حب الرجال، فهي خادمة يقرر مالكها الزواج منها رغم زواجه من سيدة مجتمع أرستقراطية، ويكمل معها حياته، وكانت جوهر شخصية مطيعة وتفعل كل ما يريده زوجها "داوود باشا" وكانت لا تناديه إلا "سيدي وتاج راسي". جسدت دورها المطربة النوبية نواعم في المسلسل الذي ضم العديد من الممثلين الكبار والشباب في وقتها، مثل ليلى علوي، وأحمد خليل، وخالد النبوي، وعبلة كامل، وسلوى خطاب، وسوسن بدر، ودلال عبد العزيز، وطارق لطفي، ويسري إبراهيم، المسلسل إنتاج عام 2001، وإخراج أحمد صقر، ومعالجة درامية للكاتب محسن زايد.