تعد مدينة "أخميم" هى واحدة من المدن القديمة في محافظة سوهاج بصعيد مصر، تحوي بين جنباتها الكثير من الآثار والمعالم التاريخية، التي اكتشفت قبيل قرون وعقود لكن، وبحسب علماء الآثار، فإن ما بقى تحت الأرض من آثار المدينة يفوق ماجري اكتشافه. ويرى علماء المصريات، أن مدينة أخميم "تعوم فوق بحيرة من المعابد والمعالم المصرية القديمة" بحسب وصفهم، وذلك في إشارة إلى العدد الكبير من الآثار التي لم تكتشف بعد أسفل المدينة، وبخاصة جبانتها الحالية. وكما يقول الأثري المصري على رضا، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن أخميم الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، كانت عاصمة الإقليم التاسع في مصر القديمة، والذى كان يمتد ما بين جبل طوخ في الجنوب، وجبل الشيخ هريدي في الشمال. وأضاف رضا أن أخميم عرفت قديما باسم "خنتى مين"، التي حرفها العرب إلى أخميم، مشيرا إلى أن اليونانيين أطلقوا عليها اسم "بانابوليس"، وقد كانت في العصور المصرية القديمة، عاصمة لعبادة الإله "مين" رب الإخصاب والنماء لدى قدماء المصريين. ويشير إلى أن أخميم واحدة من أقدم المدن المصرية، فقد احتوت على آثار من مختلف العصور، ففيها آثار إغريقية، والكثير من الأديرة المسيحية، وفي الحقبة العربية كانت مدينة رئيسية يطلق عليها اسم "كور أخميم". وزار الكثير من الرحالة والمؤرخين مدينة أخميم، وكتب عنها الجغرافيون، وورد ذكرها في الكثير من الكتب مثل كتاب جغرافية اميلينو، وكتاب المسالك، وكتاب معجم البلدان، وكتاب أحسن التقاسيم، وكتاب نزهة المشتاق، فقيل عنها إنها "مدينة كثيرة النخيل ذات كروم ومزارع "، وأنها " بلدة قديمة بها آثار ومبانٍ قديمة وبها مقر وإلى الإقليم ونائب الوجه القبلي وقاضٍ وبها جامع قديم وعدة مدارس وبها أسواق وفنادق". ومن معالم أخميم القديمة، معابد المرمر في منطقة البربا، ومعبد الملك رمسيس الثاني، الذي يحتوي على تماثيل ضخمة وفريدة، منها تمثال الأميرة ميريت آمون ابنة رمسيس الثاني، والذى اكتشف في مطلع ثمانينات القرن الماضي، وتمثال للملك رمسيس الثاني، وتمثال روماني مهشم الرأس ويعتقد أنه تمثال للآلهة فينوس ربة الحب والجمال لدى الإغريق. ويخضع معبد الملك رمسيس الثاني، في مدينة أخميم بصعيد مصر، لأعمال تطوير تستهدف النهوض بالمنطقة المحيطة به، وتطوير مدخله وإقامة منطقة خدمية للزوار من سياح العالم، خاصة مع تزايد الوافدين لزيارته بعد افتتاح متحف سوهاج القومي، ونجاح خطط إعادة جمع وترميم وتركيب التمثال الضخم للملك رمسيس الثاني، في مكان عرضه الأصلي بجانب تمثال الملكة ميريت آمون، في المعبد الذى يعتقد علماء مصريات، بأنه المعبد الأضخم من نوعه في مصر القديمة، وأن أجزاء كبيرة منه لاتزال تحت التراب أسفل منازل وجبانة مدينة أخميم. ويقول المدير العام لآثار مصر العليا في الأقصر وقنا وسوهاج، الدكتور محمد يحيى عويضة، ل( د. ب. أ) إن المنطقة تعمل على تنفيذ خطة عمل دائمة لترميم معالم المعبد وحماية نقوشه ورسومه، والتنسيق مع سلطات محافظة سوهاج للارتقاء بالمنطقة المحيطة به لتتناسب والقيمة التاريخية والحضارية لمعبد رمسيس الثاني، ولمدينة أخميم. ورأى عويضة أنه بجانب أن جزءا ضخما من معبد رمسيس الثاني لايزال أسفل الأرض، فإن المؤرخين العرب الذين زاروا أخميم قديما تحدثوا عن وجود تمثال ضخم من حجر الجرانيت الأحمر، ربما يكون للإله "مين" الذي كانت المدينة عاصمة لعبادته. ولا يستبعد عويضة أن تتوصل يد الأثريين لذلك التمثال من خلال المشاريع المستقبلية للتنقيب والكشف عن آثار أخميم التي لم تكتشف بعد.