كشف عميد بلدية غريان المنتخب والتابع لحكومة الوفاق الوطني الليبية "يوسف بديري" عن ماهية العمليات العسكرية الدائرة في مدينة غريان اليوم الأربعاء، والتي انسحبت على إثرها قوات تابعة للمشير خليفة حفتر، قائد ما يسمى الجيش الوطني الليبي، من مواقع بالمدينة، حسب قوله. وأكد بديري في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية(د ب ا) مساء اليوم سيطرة القوات التابعة لحكومة الوفاق على أغلب أرجاء المدينة في مناطق: "ابوشيبة والقواسم وتغسات وأبوزيان وتغرنة"، متوقعا قرب السيطرة على مركز المدينة، بعد طرد قوات حفتر من مقر البلدية ومركز المخابرات ومديرية الأمن ومراكز الشرطة، "حسب تصريحه". وأكد بديري سيطرة قوات الوفاق على غرفة العمليات الرئيسية التابعة لحفتر في غريان، ونفى علمه بمكان تواجد آمر غرفة عمليات الكرامة، اللواء "عبد السلام الحاسي"، الذي تواترت أخبار عن توجهه إلى مدينة ترهونة التابعة لحفتر، بعد بدء اشتباكات اليوم. وأفاد بديري بانسحاب أغلب قوات حفتر باتجاه مدينة "الأصابعة" غرب غريان، والتابعة لحفتر أيضا، وقال: "لم يجدوا أمامهم إلا الانسحاب إلى هناك على وقع الاشتباكات التي لازالت مستمرة مع بعض الجيوب التابعة لحفتر من أجل إكمال السيطرة على غريان". وحول بدء عملية دخول غريان، تابع بديري قائلا:"العملية بدأت فجر اليوم الأربعاء بدخول قوات المنطقة العسكرية الغربية بقيادة اللواء أسامة جويلي، وفي نفس الوقت تحرك شباب المدينة من الداخل، ما زاد من وقع المفاجأة على قوات حفتر، ومع تفاقم حدة الاشتباكات، بدأت قوات حفتر في الانسحاب". وأضاف: "سقط 6 قتلى من قواتنا و 15 جريحا، وهناك قتلى وجرحى وأسرى بأعداد كبيرة في صفوف قوات حفتر، لم نحدد أعدادهم بعد، وسننشر بيانا تفصيليا بعد اكتمال السيطرة على المدينة". ولم يصدر عن حكومة الوفاق الوطني في طرابلس حتى الآن أي بيان رسمي حول العمليات التي جرت اليوم، فيما نشرت مواقع تواصل مقاطع فيديو وصورا تظهر الاشتباكات داخل المدينة، وعربات عسكرية مدمرة تابعة لحفتر. كما أظهرت المقاطع وجود قوات الوفاق داخل أجزاء متفرقة من غريان. من جهته أكد المكتب الإعلامي لعملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق سيطرتهم على وسط غريان وفندق الرابطة والمستشفى الرئيسي وكافة مراكز السيطرة بالمدينة، مشيرا إلى أسر أفراد يتبعون قوات حفتر، والسيطرة على 7 آليات وتدمير غيرها. وقال المكتب عبر صفحته بموقع فيسبوك مساء اليوم: "إن عملية دخول غريان خطط لها بإحكام، وإن القوات الجوية التابعة للوفاق ساهمت فيها بطلعات قتالية". وكانت قوات المشير خليفة حفتر قد دخلت دون قتال إلى مدينتي الأصابعة وغريان "عاصمة جبل نفوسة وكبرى مدنه بنحو 200 ألف نسمة" في الرابع من أبريل الماضي، ليطلق حفتر بعدها في كلمة له عملية "طوفان الكرامة" الهادفة لدخول العاصمة الليبية طرابلس. وتعتبر غريان "80 كيلومتر جنوبطرابلس" أهم معاقل قوات حفتر في الغرب الليبي، ومقر غرفة عمليات طوفان الكرامة الرئيسية، ومنها يتم تسيير العمليات العسكرية باتجاه جنوبطرابلس، وتأتي بعدها مدينة ترهونة التي يتم منها تسيير العمليات في الضواحي الجنوبيةالشرقية للعاصمة.