أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، ارتفاع حصيلة ضحايا المعارك في العاصمة الليبية طرابلس وحولها إلى 213 قتلى 1009 جرحى على الأقل، منذ بدء اللواء المنشق خليفة حفتر هجومه على المدينة. وفي بيان نشرته على صفحتها في موقع فيسبوك، قالت المنظمة: إن الفرق الطبية التابعة لها “تواصل مساعدة الطاقم الجراحي في المستشفيات المحلية”، داعيةً “جميع الأطراف في ليبيا إلى حماية المدنيين والعاملين الصحيين والمرافق الصحية”. وارتفعت الحصيلة بعد الإعلان عن مقتل 7 مدنيين في قصف عشوائي شنته قوات حفتر ليلة الخميس وصباح الجمعة على أحياء في المدينة، فيما أشارت المنظمة إلى “تسبب الصراع في نزوح أكثر من 18 ألفًا حتى أول أمس الأربعاء”. وتشهد مناطق في طرابلس وحولها معارك مسلحة، منذ 4 أبريل الجاري، إثر إطلاق اللواء المنشق خليفة حفتر، عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة، وسط تنديد دولي واسع ومخاوف من تبدد آمال التوصل إلى أي حل سياسي للأزمة في ليبيا، وفي ظل استنفار قوات حكومة “الوفاق” التي تصد الهجوم. في سياق متصل كشفت مصادر عسكرية أن قوات حكومة الوفاق الليبية في طرابلس تقدمت فجر اليوم على تخوم مدينة غريان جنوبي العاصمة، وأجبرت قوات حفتر التراجع نحو وسط المدينة وأطرافها الجنوبية. وقالت المصادر: إن قوات “الوفاق”، سيطرت على المدخل الشمالي للمدينة، “منطقة القواسم”، ومناطق وأحياء أخرى من مدينة غريان؛ الأمر الذي أحدث إرباكًا كبيرًا في صفوف قوات حفتر، ودفعها إلى سحب عشرات من جرحاها بالمستشفى المركزي في المدينة، خشية القبض عليهم من قوات الحكومة. من جانب آخر نشر ناشطون ليبيون صورًا وتسجيلات فيديو تظهر دخول قوات الوفاق لأطراف مدينة غريان، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات حفتر التي أسر العشرات منها. وقال مصدر مسئول في مدينة طرابلس: إن هناك معلومات تفيد بأن ما يسمى ب”آمر مجموعات عمليات المنطقة الغربية” التابعة لقوات حفتر، عبد السلام الحاسي، أعطى أمرا لقواته بالانسحاب من مدينة غريان باتجاه الجنوب خلال 48 ساعة. وتعد غريان مدينة استراتيجية والسيطرة عليها مهمٌّ جدًّا من الناحية العسكرية؛ حيث إنها تعد المدخل الجنوبي الغربي للعاصمة طرابلس.