أعلنت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر السيطرة علي حاجز عسكري يقع علي بُعد 27 كيلومتراً من البوابة الغربيةلطرابلس. وأكد اللواء عبد السلام الحاسي، آمر غرفة عمليات المنطقة الغربية في »الجيش الوطني الليبي» الذي يقوده حفتر، أن قواته سيطرت من دون قتال علي الحاجز العسكري. في المقابل، قالت »قوة حماية طرابلس» المؤلفة من تحالف فصائل طرابلسية في منشور علي صفحتها في موقع فيسبوك إنها أطلقت عملية لوقف تقدم قوّات حفتر، من دون أن تُدلي بمزيد من التّفاصيل. وكانت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر قد أعلنت تقدمها صوب العاصمة في عملية أسمتها عملية »تحرير طرابلس». وكانت قوات الجيش قد بدأت العملية بالسيطرة علي مدينة غريان التي تبعد نحو 80 كيلومتراً جنوبي طرابلس بعد مناوشات قصيرة مع القوات المتحالفة مع رئيس الوزراء المتمركز في طرابلس فائز السراج، وتضاربت الأنباء حول سيطرة القوات الليبية علي المدينة، إذ أعلن المتحدث العسكري للقيادة العامة العميد أحمد المسماري السيطرة علي المدينة، وفي المقابل نفي مجلس بلدية غريان ذلك. ودفعت مدينة مصراتة، بتعزيزات عسكرية ضخمة إلي طرابلس في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات الليبية المعترف بها دوليا في طرابلس استنفارا عاما. وأغلقت حكومة فايز السراج المعترف بها دوليا كل المنافذ والمداخل المؤدية إلي طرابلس. علي الصعيد السياسي، اجتمع مجلس الأمن الدولي امس الجمعة، في جلسة طارئة بطلب من بريطانيا لبحث الأوضاع الليبية، في حين وصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، صباح الجمعة، إلي مدينة بنغازي قادما من طرابلس.. وقال جوتيريس إن لا حل عسكريا للأزمة الليبية، معتبرا أن الأولوية للحل السياسي. ومن جانبه قال اللواء احمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي أن عملية طرابلس العسكرية تستهدف الإرهابيين وأنها منفصلة عن العملية السياسية التي تجري برعاية الأممالمتحدة. وأن البعثات الدبلوماسية والأجنبية ومقراتهم ومقرات المؤسسات الرسمية للدولة الليبية هي أمانة في عنق القوات المسلحة الليبية. ومن جانبها أعربت مصر عن بالغ القلق من الاشتباكات التي اندلعت يوم الخميس الماضي في عدد من المناطق الليبية، وناشدت جميع الأطراف ضبط النفس ووقف التصعيد. وأكدت وزارة الخارجية في بيان لها علي موقف مصر الثابت والقائم علي دعم جهود الأممالمتحدة والتمسك بالحل السياسي كخيار وحيد للحفاظ علي ليبيا وضمان سلامة ووحدة أراضيها وحماية مقدرات شعبها وثرواته من أي سوء. وشددت في السياق علي ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب واجتثاثه من كافة الأراضي الليبية. كما دعت الولاياتالمتحدةوبريطانيا وفرنسا وإيطاليا والإمارات العربية المتحدة في بيان مشترك »كل الأطراف» في ليبيا إلي خفض »التوترات» فورا بعدما تحركت القوات التابعة للجيش الوطني الليبي نحو العاصمة طرابلس.. وأعربت الدول الخمس في بيان مشترك نشرته وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقها بشأن الوضع الراهن في ليبيا، وجاء في البيان »في هذا الوقت الحساس من العملية الانتقالية في ليبيا، فإن التحركات العسكرية والتهديدات بإجراءات أحادية الجانب تهدد فقط بإغراق ليبيا مجددا في الفوضي». وتابع البيان »نعتقد اعتقادا راسخا بأنه ليس هناك حل عسكري للنزاع الليبي، وحكوماتنا تعارض أي عمل عسكري في ليبيا وستحمل كل فصيل ليبي يؤجج النزاع الأهلي المسئولية». يذكر أن سُلطتين تتنازعان منذ أعوام الحكم في ليبيا الغارقة في الفوضي، هما حكومة الوفاق الوطني في الغرب التي يترأّسها فايز السّراج وشكلت نهاية 2015 في ضوء اتّفاقٍ رعته الأممالمتحدة، ومقرّها طرابلس، وسلطة موازية في الشرق يُسيطر عليها »الجيش الوطني الليبي» بقيادة حفتر.