اعتبر الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر أن قضية النقاب المثارة فى الشارع المصرى نتاج للخلط بين الفقه والشريعة، وقال إن هذا الخلط أدخل الأمة فى هموم ثانوية. وشدد الطيب على ضرورة تبنى الأمة الإسلامية لتيار إصلاحى حقيقى لأن نهضة الأمتين العربية والإسلامية أصابها قدر غير قليل من الغموض والاضطراب والالتباس الذى صاحبها من قبل فى كبواتها المتلاحقة. جاء ذلك فى افتتاح مؤتمر مستقبل الإصلاح فى العالم الإسلامى أمس، المنعقد فى جامعة الدول العربية وينتهى غدا، ودعا الطيب فى كلمته أيضا إلى تبنى خطاب دينى خال من الصراع وإغفال الآخر ونفى الحقيقة فى المذاهب مع تبنى خط آخر أو خط مواز منفتح على الآخر ضمن إطار يتصالح فيه الإسلاميون مع الليبراليين وصولا لصيغة وسط ضد الانقسام. ومن جانبه أكد الشيخ فتح الله كولن زعيم حركة كولن التركية أن قضية الإصلاح هى أكبر مفهوم واجهه الجنس البشرى ونحن كمسلمين نعانى من عدم وضوح الرؤية لعدم ضبط مفهوم الإصلاح كما ورد فى القرآن والسنة، مشيرا إلى أن الإصلاح هو تربية وتعليم ومن ثم فإن التعليم هو جوهر المنهج الإصلاحى. وقالت الدكتورة نادية مصطفى مدير مركز الدراسات الحضارية وحوار الثقافات فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية «إن الإصلاح فى العالم الإسلامى يمثل مدخلا مهما لمستقبل الإصلاح فى العالم بل وشرطا له، وأشارت إلى أن مصر وتركيا تعدان ركنين أساسيين فى جميع مراحل تطور العالم الإسلامى، ودائما كانت الرموز الفكرية والدعوية والسياسية من المصريين والأتراك يقومون بأدوارهم القيادية فى الحركات الإصلاحية. وأشارت عالية المهدى عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة إلى أن مفهوم الإصلاح يأتى على أجندة العلاقات بين الغرب والعالم الإسلامى، وقدمت دول غربية العديد من المبادرات خاصة أمريكا، لافتة إلى أن هذه المبادرات تغض الطرف عن مسئولية الدول الغربية نفسها عن المشكلات التى خلفها الماضى الاستعمارى الطويل خاصة فيما يتعلق بالصراع العربى الإسرائيلى أو ما يحدث فى أفغانستان والعراق.