وجهت أمس نيابة شمال الجيزة الكلية 3 اتهامات للمحررة المفصولة من صحيفة الفجر هبة غريب، التى سجلت مكالمة هاتفية لأحمد شوبير عضو مجلس الشعب يتلفظ فيها بألفاظ نابية ضد مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك الأسبق. وشملت الاتهامات انتهاك حرمة الحياة الخاصة لشوبير وتناول مسلكه فى أمور غير متعلقة بعمله ولا تستهدف المصلحة العامة والتسجيل بدون إذنه، وبث مكالمة بها عبارات خادشة للحياء على موقع اليوتيوب. وقررت النيابة إخلاء سبيلها بالضمان الشخصى لحين استكمال التحقيقات، وأمرت باستدعاء مدير الشئون القانونية بجريدة الفجر ومحمد الساعى وسيد الحرانى المحررين بالجريدة لسماع أقوالهم صباح اليوم. وقال الدكتور محمد فوزى أستاذ القانون ل«الشروق» إن الاتهامات الموجهة للمحررة يعاقب عليها بالحبس، والمكالمة دليل قانونى سليم لإدانة شوبير بسب مرتضى منصور، حيث إن جريمة السب تقع ولو تم فعل السب أمام شخص واحد فقط. وأضاف أنه لم يرد نص فى أى قانون يحظر على المحاكم الأخذ بالمكالمات التى يسجلها الأفراد لبعضهم البعض خلال حديثهم كدليل على ارتكاب الجريمة، وأكد أن قانون الإجراءات الجنائية اشترط الحصول على إذن النيابة فى حالة أن يكون القائم بالتسجيل من رجال السلطة العامة مثل ضباط الشرطة والرقابة الإدارية. وأكد أنه لو صحت المشاهد الفيلمية التى يقول مرتضى منصور إن شوبير ظهر فيها مع سيدة فى وضع مخل، فإنه لا جريمة فى ذلك، بل إن ذلك يمثل انتهاكا لحرمة الحياة الخاصة، لأن الواقعة لا يعاقب عليها القانون إلا إذا اتهمت السيدة شوبير بالتصوير دون إذنها أو قدم زوجها بلاغا يتهم شوبير بالزنى، وكل هذه احتمالات غير قائمة، على فرض صحة المشاهد. بينما قال مرتضى منصور أمس فى التحقيقات: مش معقول.. شوبير يسبنى بوالدتى، ثم يتحول إلى مجنى عليه، فاعترض رئيس النيابة، وطالبه بالتزام الصمت. يباشر التحقيقات محمد السيد خليفة رئيس النيابة تحت إشراف القاضى هشام الدرندلى المحامى العام. بدأت التحقيقات عندما توجهت المحررة بصحبة زميلة لها إلى مقر نيابة شمال الجيزة متنكرة فى زى منتقبة، ولم تكشف عن وجهها إلا قبيل دخولها إلى مكتب رئيس النيابة، ثم حضر محامو شوبير، ودخلوا فى مشادة معها، واتهموها بارتكاب جرائم البلاغ الكاذب والشهادة الزور وانتهاك حرمة حياة شوبير، فى حضور رئيس النيابة الذى تدخل للسيطرة على الموقف، فانتهزت المحررة الفرصة، وهربت خارج غرفة التحقيقات محاولة مغادرة مقر المحكمة، لكنها أصيبت بالإغماء، وعندما أفاقت أعادها حرس المحكمة، ونقلوها إلى مكتب القاضى هشام الدرندلى المحامى العام الذى أمر بوضع حراسة مشددة عليها، وتمت إعادتها لغرفة التحقيق. وقالت هبة فى التحقيقات إن شوبير كلفها بالتقرب من مرتضى منصور للحصول على أسطوانة مدمجة بها مشاهد مخلة لشوبير مع إحدى الفتيات. وأكدت أن المكالمة المسجلة بينها وبين شوبير صحيحة ولم يتم تركيبها وأن الجهة الفنية هى التى ستثبت ذلك، وأضافت أن هاتفها المحمول مثل هاتف شوبير مزود بخاصية تسجيل المكالمات تلقائيا، لأن جريدة الفجر وزعت عليهم أجهزة هاتف محمول تسجل تلقائيا، واستلم شوبير إحداها بصفته المشرف على الصفحة الرياضية بالصحيفة. وواصلت: صمم شوبير على طلبه، وأكد ضرورة الحصول على نسخة من الأسطوانة من مرتضى بأى شكل، فقلت له: لازم عادل حمودة يعرف بصفته رئيس التحرير فكانت إجابته «ما لكيش دعوة»، ثم أمدنى برقم هاتف وحيد ابن شقيقة مرتضى، وطلب منى الاتصال به، وبالفعل اتصلت به، وتقابلنا، وأخبرته بأن مرتضى رفض طلبى وأغلق الهاتف فى وجهى. وقالت إن نجل شقيقة مرتضى أوضح لها أن مرتضى متشكك فى صدق حديثها، وأنه خشى من أن تكون المكالمة مسجلة، ثم استفسرت منه عن مضمون المشاهد المخلة بالآداب، فوصف ما بها، وأن مرتضى بصدد عمل كتاب بعنوان «مرتضى وشوبير» لتوزيعه فى انتخابات مجلس الشعب المقبلة لإسقاط شوبير، وعندما صممت على الحصول على نسخة من الأسطوانة، رد بقوله: كل شىء وله وقته. وعن المكالمة التى دارت بينها وبين شوبير، قالت إنها مكالمة حقيقية، وكان شوبير يتفوه فيها بألفاظ غير لائقة. وواصلت بأنها لم تغلق الهاتف فى وجه شوبير عندما أخذ يتحدث بطريقة غير محترمة «لأنه شىء كبير عندى، ولا أستطيع إهانته بغلق الهاتف فى وجهه، ولكنى كنت فى حالة ذهول.. والمكالمة واضحة، هو كان يشتم فى مرتضى وأنا أتكلم فى موضوع آخر، ولكنه كان مستمرا فى إهانة منصور، وأنا قدرت موقفه لأنه من الممكن أنه كان متعصبا، وفى حالة نفسية سيئة بسبب الحرب الدائرة بينهما. وأكدت أنها لم تقابل مرتضى من قبل، ولم تتلق منه أى أموال مقابل تسليمه المكالمة المسجلة، قائلة إنها لا تبيع شوبير ولو بملايين الدنيا. ونفت أن تكون قد حصلت على أى مبلغ من قناة المحور مقابل ظهورها كما قال شوبير على قناة الحياة. واتهمت شوبير بأنه هو الذى نشر المكالمة على شبكة الإنترنت. وطلبت من النيابة أخذ تعهد عليه بعدم التعرض لها. ورفض شوبير فى اتصال مع «الشروق» التعليق على الموضوع، قائلا إن القضية منظورة أمام النيابة.