قوات الأمن الهندوراسية تكثف من انتشارها بالشوارع للسيطرة على الاحتجاجات المتصاعدة

كثفت قوات الأمن الهندوراسية -اليوم الأربعاء- من انتشارها في الشوارع مزودة بقنابل مسيلة للدموع ورصاص حي في محاولة لكبح جماح موجة الاحتجاجات الشعبية التي يقودها الأطباء والمعلمين للمطالبة باستقالة رئيس البلاد خوان أورلاندو هيرنانديز.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية - في تقرير على موقعها الإلكتروني - أن هيرنانديز أبرز حلفاء الولايات المتحدة في أمريكا الوسطى يواجه ضغوطا متزايدة وسط غضب عام بسبب تدهور الخدمات العامة وانخفاض مستوى شعبيته والانكشافات الصادمة بأنه كان خاضع للتحقيق في قضية تهريب مخدرات من قبل إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية خلال مدته الأولى في مكتب الرئيس.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية دعمت إعادة انتخاب هيرنانديز في انتخابات 2017، ومنذ ذلك الحين ارتفع عدد المهاجرين وطالبي اللجوء الفارين من الهندوراس.
ولفتت الصحيفة إلى أن المدعين الأمريكيين كشفوا - الأسبوع الماضي - وثائق قضائية من عام 2015 باسم هرنانديز في قضية تهريب مخدرات ونشاطات غسيل أموال، وهو ما نفاه رئيس الهندوراس في بيان مؤكدا عدم ارتكابه أي فعل خاطئ وتمتعه بعلاقة جيدة مع إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية.
ولم تعلق السفارة الأمريكية في أعقاب الكشف الكبير للمدعين الأمريكيين لكنها دعت إلى الهدوء والحوار، وبعد بيانها بيوم واحد أشعل المحتجون نيرانا على أبواب مقر السفارة الأمريكية في تيجوسيجالبا والتي ألغت كل مواعيد التأشيرات لهذا الأسبوع وكررت إشادتها بمساهمة الحكومة في مكافحة تهريب المخدرات.
وأوضحت الصحيفة أن الموجة الحالية من الاحتجاجات أطلقتها إصلاحات الخصخصة التي حذر المنتقدون أنها قد تدمر التعليم العام وخدمات الصحة، لافتة إلى أن هيرنانديز أعلن - هذا الأسبوع - سحب التشريع المقترح لكن مازال هناك عدد من الاحتجاجات والإضرابات المخططة خلال الأيام القادمة رغم القمع العسكري للحركة.
وذكرت الصحيفة أن الأطباء والمعلمين كانوا أول من يضربوا عن العمل في أبريل الماضي بعد تصديق الحكومة على قرارات تشريعية تزود الوزراء بسلطات خاصة لفرض إصلاحات كبيرة على أنظمة التعليم والصحة في البلاد، إلا أنه في الحقيقة تعود جذور الغضب إلى التخفيض الكبير في ميزانية التعليم والثقافة والبنية التحتية في عهد الحكومة الحالية التي تولت حكم البلاد منذ انقلاب مدعوم من الجيش في 2009 لإقالة الرئيس آنذاك مانوال زيلايا.