دعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الاثنين، إلى "معاهدة تأسيسية" للاتحاد الأوروبي بعد الانتخابات الأوروبية المقررة الأحد المقبل؛ بهدف "تحديد استراتيجية أوروبا للسنوات الخمس المقبلة"، منددا بما اعتبره "تواطؤا بين القوميين ومصالح أجنبية" من أجل "تفكيك أوروبا"، مشيرا إلى ستيف بانون، المستشار السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وممولين روس يدعمون "أحزابا متطرفة". وقال ماكرون -خلال مقابلة مع صحف فرنسية- إنه "لا يمكننا إلا أن نشعر بالقلق. ينبغي على المرء ألا يكون ساذجا، لكني لا أخلط بين الدول وبعض الأفراد، حتى إذا كانوا مجموعات ضغط أمريكية أو أوليجارشيين روسا قريبين من الحكومات"، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف ماكرون أنه "للمرة الأولى أرى تواطؤا بين القوميين ومصالح أجنبية هدفه تفكيك أوروبا"، مضيفا أن بعضا من "قادة جماعات الضغط من أمثال بانون، القريبين من السلطات الأمريكية" يأملون في انهيار الاتحاد الأوروبي ويسعون لتحقيق هذا الهدف. كما لفت ماكرون إلى أنه "لم يسبق للروس ولبعض الجهات الأخرى أن تدخلوا إلى هذا الحد في تمويل ومساعدة الأحزاب اليمينية"، وشدد على أن "من لا يؤمن بمستقبل أوروبا هو عدو لها"، معتبرا أن "القوميون الذين يريدون تقسيمها هم أعداؤها الأوائل". وأكد ماكرون أن الانتخابات التي ستجري في دول الاتحاد الأوروبي ال28 بين 23 و26 مايو الجاري "هي الأكثر أهمية منذ 1979 لأن الاتحاد يواجه خطرا وجوديا"، داعيا إلى "معاهدة تأسيسية" للاتحاد الأوروبي بعد الانتخابات الأوروبية؛ بهدف "تحديد استراتيجية أوروبا للسنوات الخمس المقبلة". وقال ماكرون: "أريد معاهدة تأسيسية أوروبية بعد الانتخابات، بحيث يأخذ رؤساء الدول والحكومات مع المفوضية الجديدة ومسؤولي البرلمان والمواطنين، وقتهم لتحديد استراتيجية أوروبا على مدار السنوات الخمس المقبلة، بما في ذلك التغييرات التي يريدون إدخالها على المعاهدات". وتطمح الأحزاب اليمينية المتطرفة أو القومية المحافظة المناهضة للوحدة الأوروبية وكذلك الأحزاب الشعبوية إلى زيادة حصتها في هذه الانتخابات التي سيتم خلالها تجديد البرلمان الأوروبي. وكانت أحزاب قومية ويمينية متطرفة من 11 دولة أوروبية، من بينها حزب التجمع الوطني الفرنسي وحزب البديل من أجل ألمانيا وحزب الحرية الهولندي المناهض للإسلام. اجتمعت يوم السبت الماضي في ميلانو تحت قيادة ماتيو سالفيني نائب رئيس وزراء إيطاليا متعهدة بإعادة تشكيل القارة الأوروبية بعد انتخابات البرلمان الأوروبي، وفقا لموقع "يورو نيوز" الإخباري. وتتوقع استطلاعات الرأي أن يتمكن 173 مرشحاً من هذه الأحزاب من دخول البرلمان الأوروبي المقبل، أي بزيادة 19 نائباً عن حصتهم الحالية البالغة 154 نائباً في البرلمان المنبثق من انتخابات 2014 والمؤلف من 751 نائباً.