أوروبا مشغولة بهمومها مع نهاية الأسبوع تجري أهم انتخابات تشهدها منذ ميلاد الاتحاد الأوروبي. انتخابات البرلمان الأوروبي هذا الشهر تشهد صراعاً غير مسبوق علي مصير أوروبا كقوة موحدة . اليمين المتطرف في أوروبا يطمع في انتصار يدخل به البرلمان الأوروبي ومعه »أجندة» تقود إلي نهاية حلم أوروبا الموحدة والقوية. السنوات الماضية شهدت صعوداً كبيراً في قوة هذا التيار الذي يعادي الهجرة ويري أن الوحدة الأوروبية كانت وبالاً، وأن الحل هو الخروج علي طريقة »البريكست» البريطاني، أو الاكتفاء بإبقائه كهيئة رمزية بلا سلطات حقيقية . استغل اليمين المتطرف الأزمات المتعددة التي تواجهها أوروبا، واستفاد من اختفاء اليسار الأوروبي وضعف أحزاب الوسط، ونمو مشاعر الإحباط والغضب لدي الطبقات العاملة والمتوسطة . حاولت المستشارة الألمانية »ميركل» والرئيس الفرنسي »ماكرون» إقامة تحالف من القوي المعتدلة لمواجهة العاصفة اليمينية المتطرفة، لكن النجاح كان محدوداً.. خاصة مع المتاعب الداخلية التي يواجهها »ماكرون» والتي تجسدها المظاهرات المستمرة لأصحاب السترات الصفراء، ومع الهجمات المتصاعدة علي المستشارة الألمانية التي جعلتها تعلن الاعتزال بعد انتهاء الولاية الحالية لها . في المقابل نجد اليمين المتطرف في أقوي حالاته. ونجده للغرابة الشديدة يسير في طريق يحظي برضا كل من القيادة الروسية بزعامة بوتين، والإدارة الأمريكية بقيادة ترامب !! القائد السياسي والفكري لحملة ترامب الانتخابية »بانون» يقود الآن حركة سياسية لتوحيد قوي اليمين الأوروبي المتطرف وتفكيك الاتحاد الأوروبي. والاتهامات لموسكو بالتدخل في الانتخابات الأوروبية تزايدت بالأمس مع فضيحة أطاحت بالرجل الثاني في حكومة النمسا وزعيم التيار المتطرف هناك، وكانت أطراف روسية شريكة في الفضيحة التي قد تلقي ظلالها علي الانتخابات الأوروبية، وتقلل من حظوظ اليمين المتطرف في تحقيق الانتصار الذي طال انتظاره !!