أعرب المتحدث الرسمي باسم الحكومة القبرصية برودروموس برودرومو عن نية بلاده استئناف المفاوضات للتوصل إلى تسوية للمشكلة القبرصية، لكنه قال إن المفاوضات مع تركيا غير ممكنة "مع انتهاك السفن التركية للحقوق السيادية لجمهورية قبرص وإثارة التوتر". وقال برودرمو- فى تصريحات نقلتها وكالة الأنباء القبرصية اليوم الإثنين- إن الجانب القبرصي اليوناني يسعى إلى استئناف محادثات التسوية في حين أن تركيا تحاول تجنبها. ورداً على سؤال حول ما إذا كان سيتم إدراج هذه القضية في جدول أعمال المجلس الأوروبي غير الرسمي المرتقب يوم الخميس المقبل في رومانيا، قال برودرومو "إن ذلك يتوقف على الوضع حتى يوم الأربعاء القادم، وإن ذلك سيكون احد القضايا التي سيثيرها الرئيس مع نظرائه". وقال برودرومو أيضاً أن نيقوسيا تتوقع أن تقدم أنقرة أفكاراً ثانية فيما يتعلق بنيتها في الحفر في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، وأشار إلى أن التعامل التحكمي من قبل تركيا للقضية يؤدي إلى عزلها. وأشار إلى رضا الحكومة القبرصية عن رد فعل المفوضية الأوروبية ومصر وروسيا واليونان إزاء هذه القضية، وقال إن هناك سلسلة من التدابير الوقائية التي تنفذها الحكومة في نيقوسيا بالفعل، وهناك تدابير إضافية تضعها الحكومة في اعتبارها. وأضاف برودرومو أنه لن يكون من مصلحتنا نشر هذه الإجراءات على الملأ، وقال إن هذه الاجراءات مع الاتحاد الأوروبي ستعالج القضية التي تزعزع الاستقرار في المنطقة. ورداً على سؤال عما إذا كانت جمهورية قبرص ستصدر أمراً دولياً بالقبض على المتورطين في أعمال سفينة الحفر التركية، وغيرها من الشركات التي تساعد في الأنشطة غير القانونية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، قال برودرومو إن الأفراد الذين يشاركون في أنشطة غير قانونية يتحملون المسؤولية الشخصية، وقد يتم محاسبتهم. وأضاف: "هذه إحدى الإجراءات التي تتصورها حكومتنا" ، وقال إن جميع المتورطين في انتهاك المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص "قد يحاكمون بالتأكيد من قبل العدالة الدولية". وخلص برودرومو إلى القول: "إن حكومة قبرص ستتخذ جميع الاجراءات الممكنة من خلال علاقاتنا الدولية وعضوية قبرص في الاتحاد الأوروبي والقانون الدولي". وتجدر الإشارة إلى أنه تم تقسيم قبرص منذ عام 1974، عندما غزتها تركيا واحتلت الثلث الشمالي من الجزيرة. فشلت حتى الآن جميع الجولات المتكررة لمحادثات السلام التي ترعاها الأممالمتحدة في التوصل إلى حل يعيد توحيد الجزيرة، كانت الجولة الأخيرة من المفاوضات قد عقدت في تموز / يوليو 2017 في منتجع كران مونتانا في سويسرا، بحسب ما أوردته الوكالة القبرصية. وأشارت الوكالة القبرصية إلى إصدار تركيا إشعاراً بحرياً، أعلنت فيه عن عزمها بدء التنقيب قبالة سواحل قبرص حتى الثالث من أيلول / سبتمبر، وتمركزت سفينة الحفر التركية "فاتح" التي ترافقها ثلاث سفن خدمات على بعد 40 ميلاً بحرياً تقريباً إلى الغرب من شبه جزيرة أكاماس و 83 ميلاً بحرياً من السواحل التركية، وتقع المنطقة داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري لجمهورية قبرص.