غلق الجيش السوداني، اليوم الاثنين، أمام المركبات جميع المداخل التي تقود إلى مقر اعتصام ما يزيد عن مليون شخص أمام مقر القيادة العامة للجيش في العاصمة السودانية الخرطوم، فيما سمح فقط للمتظاهرين بالمرور راجلين من مداخل معينة. وكشفت مصادر بالجيش لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن وجود خلافات بين قادة الجيش بشأن التعامل مع المتظاهرين المعتصمين بمقر القيادة العامة، حيث يقف قادة كبار مع فض التظاهرات وإنهاء الاعتصام، استجابة لقرار الحكومة بالتنسيق مع القوات النظامية الأخرى، بينما ترفض تيارات أخرى الخطوة تمامًا وتشدد على حماية الجيش للمتظاهرين المنتشرين في محيطه. وأشارت ذات المصادر لمخالفة ضباط في الجيش أوامر بفض التظاهرات والدخول في مواجهات مسلحة مع الأمن على خلفية محاولاته تفريق المتظاهرين بالقوة. ونقل نواب في البرلمان، فضلوا عدم ذكر أسمائهم، عن وزير الدولة بالدفاع عصام الدين مبارك تأكيداته أمام جلسة سرية عقدها البرلمان اليوم، بنية الجيش فض الاعتصام من أمام مقر القيادة العامة اليوم، مشيرًا إلى تجاوز القوات المسلحة قانون الطوارئ واستضافة المتظاهرين لثلاثة أيام متتالية وتقديم خدمات المياه والطعام لهم . إلى ذلك، قال شهود عيان إن القوات النظامية، أقدمت على إطلاق الرصاص الحي وعبوات الغاز المسيل للدموع لعرقلة وصول متظاهرين من مدينة بحري شمال الخرطوم إلي مقر القيادة العامة في الخرطوم . وتدافع منذ الصباح اليوم الباكر إلى مقر القيادة العامة للجيش السوداني الآلاف من المتظاهرين للانضمام لرفقائهم المعتصمين هناك منذ ثلاثة أيام متتالية للمطالبة بإسقاط النظام. وأكد شهود عيان أن أعداد المتظاهرين المعتصمين اليوم أمام القيادة العامة تخطى المليون متظاهر، حيث يعتبر موكب اليوم الأكبر من نوعه منذ اندلاع التظاهرات في التاسع عشر من ديسمبر الماضي. وتشهد السودان منذ 19 ديسمبر الماضي سلسلة تظاهرات تولى تجمع المهنيين السودانيين "تجمع نقابي غير رسمي " زمام الدعوة لها للاحتجاج على الأوضاع الاقتصادية والمطالبة بإسقاط النظام.