لم يغب الفهد الأسمر ولن يغيب عن ذاكرة السينما أو حتى ذاكرة الشعب رغم رحيله منذ 14 عامًا، كيف لا وهو أحد أبرز فناني جيله ذهب بروحه وظل بأعماله وشخصياته التي لن تغب عن عالمنا، عشرات الأفلام والمسلسلات قدمها أمتع بها الجمهور، نجح في تجسيد أعظم الشخصيات وكأنك حقًا تُشاهد الشخص نفسه، أنه الأمبراطور أحمد زكي الذي تحل اليوم ذكرى وفاته في 27 مارس 2005. وتوفى أحمد زكي إثر إصابته بسرطان الرئة، ولم ينجح في استكمال أحد أهم أعماله الفنية وتجسيده لشخصية العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، إذ توفى قبل تصوير عدد من مشاهده وأكملها نجله هيثم أحمد زكي، ولم يُكتب له أن يُشاهد حلمه الذي حارب من أجل تنفيذه لسنوات لكنه أصر على تنفيذه رغم مرضه الشديد. وأُعلن في يناير 2005 في حفل ضخم حضره القائمين على العمل وآخرون، عن بدء تصوير فيلم حليم لتجسيد شخصية العندليب الراحل، وقبل الحفل بساعات علم أحمد زكي بخطورة حالته المرضية التي كان يُعالج بسببها قبلها بعام بين باريس والقاهرة، وخلال الحفل صارح زكي جمهوره بإصابته بسرطان الرئة خلال كلمته في الحفل، خاصة بعد علمه بأنه في المرحلة الرابعة من المرض. وأكد الدكتور ياسر عبد القادر، الطبيب المُعالج له، أنه اعترض على مشاركة زكي في الفيلم، وأخبر المنتج عماد الدين أديب، أنه لن يستطيع تصوير الفيلم للنهاية، وكان ذلك في شهر أغسطس 2004. ودخل أحمد زكي الفيلم في ظروف مرضية صعبة كان يعلم بها، رغم ذلك أصر على تقديم شخصية عبد الحليم حافظ، وكان تشابه حياة عبد الحليم حافظ مع حياة أحمد زكي أحد عوامل تمسكه بالفيلم رغم اعتراض أسرة العندليب على تصويره في البداية إلا أن أقنعه زكي بالأمر من خلال تسوية مالية من جيبه الخاص. ومن اللافت للنظر تشابه كلا النجمين في الحياة والموت، فكلاهما من محافظة الشرقية، ونشآ في ظروف متشابهة إلى حد كبير، حتى في وفاتهما كان بسبب المرض وفي نفس الشهر رحلا عن عالمنا، الأول رحل في 30 مارس 1977 والثاني في 27 مارس 2005، أحمد زكي كان يُجسد مرض عبد الحليم حافظ وتخيل عدد من النقاد أنه يُجسد مرضه الذي كان يُعاني منه في نفس التوقيت. و لم يُكمل زكي تصوير الفيلم الأمر الذي أجبر المخرج شريف عرفة، على تعديل عدد من المشاهد الخاصة به، وإسناد مهمة استكمال الفيلم لنجله هيثم أحمد زكي الذي اُختير لتجسيد شخصية عبد الحليم حافظ في شبابه واستكمال حلم والده الراحل. وأكد هيثم أحمد زكي، أن "عبدالحليم عانى في مشواره الفني وكذلك والده، والاثنان ينتميان لمحافظة الشرقية، وجمعهما شقاء أسري يتشابه في تفاصيله، وكلاهما توفي في الخمسينات من عمره بعد معاناة طويلة من المرض".