خلال تأديتهم شعائر صلاة الجمعة في مسجدين بمدينة كرايست تشيرتش في نيوزيلندا، هاجم «برينتون تارانت» أسترالي الجنسية، اليوم الجمعة المصلين مما تسبب في مقتل أكثر 40 من شخصا، وإصابة ما يزيد عن 30، مستخدما رشاشا مكتوبا عليه عده عبارات وأسماء منها معركة تولوز 721م. وفيما يلي تستعرض «الشروق» دلالة كلمة « تولوز 721م» التي أشار إليها «تارانت»، منفذ الهجوم على مسجدي بمدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية: تولوز 721م: تلك المعركة التي هزمت فيها جيوش الدولة الأموية ثاني خلافة في تاريخ الإسلام، بقيادة السمح بن مالك الخولاني، من الجيش الفرنسي بقيادة دوق أكويتان، أودس الأكبر، والتي نشبت في 9 يونيو 721م. كيف كان الوضع في فرنسا؟ في نفس الوقت كانت فرنسا تفتك بها الخلافات والحروب بين أمرائها، إلا أن دوق أكوتين «أدوس» كان أقوى أمراءها واستطاع في وسط هذه الحروب والخلافات أن يستقل بأكوتين ويسلط نفوذه في جنوبها بالكامل من اللوار إلى البرنية. كيف بدأت المعركة ؟ قرر السمح استكمال الفتوحات، ورد المتربصين بولايته من أمراء ما وراء جبال البرنيس، فأعد جيشه واخترق جبال البرنيس من الشرق، وخلال طريقة استولى على سبتمانيا بجنوب فرنسا وأقام بها حكومة إسلامية وفرض الجزية على النصارى، ومن ثم زحف نحو غرب فرنسا ليغزو أكوتين. حاصر السمح بجيشه مدينة تولوز، كون أسوارها غير القابلة للاقتحام، حتى مطلع يونيو، كاد مدافعيها وسكانها على الاستسلام، حتى أقدم الدوق اودس الأكبر على رأس قوة كبيرة؛ لمحاصرة ومهاجمة مؤخرة الجيش الإسلامي. وهنا نشبت المعركة بين الجيش الفرينسي متمثلا في جيش أودس وبين السمح، وجد فيها المسلمون أنهم محاصرون بين حماة تولوز وبين ورجال اودس، فحاول السمح الصمود وكسر الحصار، إلى أن أبادت القوات المسيحية جيشه، بعدما وقعت بينهم معركة في «بلاط الشهداء». في نفس الوقت جمع أودس جيشا كبيرا لرد المسلمين وإخراجهم من فرنسا، وسالت الدماء بين الفريقين ، وتأرجح النصر بينهم دون أن يحسم لصالح أحد. نالت فرنسا النصر بعدما سقط السمح قتيلا من على جواده، ما تسبب في اختلال صفوف المسلمين ووقوع الاضطراب في الجيش بأكمله، وعجز القادة على تسوية صفوف الجيش، فارتدو إلى سبتمانيا، بعد خساره عدد كبير من الجنود، وقتل كبار القادة.