وصل وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى أفغانستان لإجراء محادثات حول الجهود السياسية لإحلال السلام ومهمة حلف شمال الأطلسي (ناتو). وهبطت طائرة السياسي الاشتراكي الديمقراطي مساء أمس الأحد في مدينة مزار الشريف في شمالى أفغانستان، حيث يوجد معسكر الجيش الألماني. ومن المنتظر أن يعقد ماس لقاءات أيضا في باكستان الجارة المهمة لأفغانستان غدا الثلاثاء. وفي إشارة إلى الانتخابات الرئاسية الأفغانية في العشرين من يوليو المقبل، قال ماس فى تصريحات أدلى بها لدى وصوله :" نرغب من خلال الرحلة إلى أفغانستانوباكستان في البعث بإشارة واضحة مفادها أن ألمانيا تضطلع بمسؤوليتها التي تحملناها كثاني أكبر مانح وصاحب قوات في أفغانستان". وتشارك ألمانيا في مهمة "الدعم المطلق" لحلف الناتو في أفغانستان بما يصل إلى 1300 جندي، حيث يقوم الجنود الألمان مع بقية جنود الحلفاء بتدريب القوات المسلحة الأفغانية. كانت تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يرغب في سحب جزء من جنود بلاده من أفغانستان، تسببت في حالة من الارتياب والغضب لدى الحلفاء. وتأمل الحكومة الأمريكية في التوصل إلى اتفاق سلام مع حركة طالبان قبل الانتخابات الرئاسية في أفغانستان في تموز/يوليو المقبل، حيث تسيطر طالبان على مناطق واسعة من البلاد. وأعرب ماس عن اعتقاده بأن الجهود الرامية إلى خوض عملية سلام مع طالبان، شهدت حراكا، مشيرا إلى أن هذه النتيجة تحققت بمبادرة من الولاياتالمتحدة أيضا " وهدفنا هو طمأنة الناس المحليين بأننا سنواصل العمل من أجل حل سلمي للصراع والتطور الاقتصادي للمنطقة". وأضاف أن من الواضح أنه يجب لعملية السلام أن تفتح للناس في أفغانستان الطريق إلى مستقبل آمن، مشيرا إلى أنه لا ينبغي لهذه العملية أن تعني عودة إلى ماض مؤلم. وتابع :" ينبغي الحفاظ على ما وصلت إليه أفغانستان في الأعوام الأخيرة من تحسينات في مجال حقوق الإنسان وسيادة القانون والظروف المعيشية للكثيرين، ولاسيما للنساء الشابات"، ولفت إلى أن هذا يمثل شرطا التعاون المستقبلي. ورأى ماس أن باكستان تمثل مفتاحا مهما لأفغانستان المستقرة، منوها إلى أنه لهذا السبب يعتزم إجراء محادثات في اسلام اباد حول تعزيز التعاون بين البلدين الجارين. وتثور شبهات حول دعم الاستخبارات الباكستانية لمتطرفين إسلاميين في المنطقة لزعزعة استقرار دول مجاورة. وتابع أنه سيعبر في باكستان عن قلق الحكومة الألمانية مرة أخرى إزاء التوترات الأخيرة مع الهند، وقال " على باكستانوالهند الإسهام في الإبقاء على قنوات المحادثات بينهما مفتوحة للتهدئة". وأعرب الوزير الألماني عن اعتقاده بأن العلاقات الاقتصادية يمكنها أن تستفيد أيضا من تزايد الاستقرار في المنطقة. وذكر ماس أن باكستان بوصفها سادس أكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان تعد شريكا ذا إمكانيات مهمة. كانت الولاياتالمتحدة بدأت في الصيف الماضي، في تغير مهم في سياستها، حيث اجرت محادثات مباشرة مع طالبان لإنهاء الصراع الدائر في أفغانستان منذ أكثر من 17 عاما، وكانت واشنطن تقول قبل هذا الوقت إن على المتمردين التفاوض بشكل مباشر مع الحكومة الأفغانية وإجراء عملية سلام تحت قيادتها. وتطرقت الجولة السادسة من المحادثات بين أمريكا وطالبان في قطر والتي استغرقت أسبوعين، إلى تفاصيل انسحاب للقوات الدولية وإلى قضية كيفية منع تحول البلد إلى ملاذ آمن للإرهابيين. وتحث الولاياتالمتحدة على إقامة هدنة في أفغانستان وإجراء محادثات مباشرة لطالبان مع الحكومة الأفغانية وهو ما ترفضه طالبان حتى الآن. كانت طالبان أعلنت مؤخرا أن المحادثات تمضي قدما "خطوة خطوة" لافتة إلى التزامها الدقة واليقظة في كل أوجه التقدم في المحادثات،مضيفة أنه لم يتم التوصل حتى الآن إلى اتفاق على وثيقة أو اتفاقية.