أطلقت الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، اليوم الاثنين، مشروع "تعزيز استراتيجية مصر القومية للسكان"، بمنحة قدرها 540 مليون جنيه من الاتحاد الأوروبى، بحسب بيان من الوزارة. وتهدف الاستراتيجية إلى توفير وسائل تنظيم الأسرة، وزيادة إمكانية الحصول عليها، وتثقيف الشباب والفتيات في سن الإنجاب بشأن تنظيم الأسرة، وزيادة الوعي العام بمزايا الأسر صغيرة الحجم، وتدعيم القدرات المؤسسية لمتابعة وتنسيق تنفيذ الاستراتيجية القومية للسكان، وإعداد وتطبيق خطة قومية لتنظيم الأسرة محسوبة التكاليف. وسيؤدى التطبيق العملى للاستراتيجية إلى تعزيز قدرات مقدمي الخدمات الطبية والدوائية، وإدماج خدمات تنظيم الأسرة في خدمات صحة الأم وحديثي الولادة والشباب المتزوجين التي تقدمها الدولة، والتي يكثر استخدامها في مختلف أنحاء البلاد من خلال وحدات الرعاية الصحية الأولية، وضمان وصول منتظم للإمدادات من وسائل تنظيم الأسرة إلى هذه الوحدات، كما سيتم توسيع نطاق خدمات وإمدادات تنظيم الأسرة لتشمل نوادي صحة المرأة، والنساء محدودي الحركة "بسبب الأعراف الاجتماعية". هذا بالإضافة إلى وضع نظام لاعتماد وتقييم عيادات تنظيم الأسرة القائمة التابعة لوزارة الصحة والسكان، وسيتم وضع منهج تعليمي شامل يتناول القضية السكانية وإدماجه في النظام التعليمي، واستخدام التعليم بالترفيه داخل المدارس وخارجها، وإقامة حملة إعلامية شاملة من أجل توعية الجمهور بشأن قضايا السكان وتنظيم الأسرة والترويج لمفهوم الأسرة الصغيرة، وربط قواعد بيانات الزواج وسجلات المواليد وغيرها من قواعد البيانات ذات الصلة مع نقاط تقديم خدمات تنظيم الأسرة من أجل تزويد حديثي الزواج وحديثي الإنجاب بمعلومات عن تنظيم الأسرة، علاوة على توعية القيادات الدينية والمجتمعية بقضايا السكان وتنظيم الأسرة، ووفقًا للاستراتيجية سيتم إنشاء مجموعة عمل وطنية رفيعة المستوى مشتركة بين الوزارات المعنية بالقضايا السكانية، ومجموعات عمل على مستوى المحافظات، وتفعيل نظام المتابعة وإعداد التقارير بشأن الاستراتيجية القومية للسكان الذي يتولى إدارته المجلس القومي للسكان. وأكدت "نصر"، أن استراتيجية مصر القومية للسكان غير مسبوقة من حيث نطاقها وأهميتها على المستوى الوطني، وتمت صياغتها بالتعاون مع صندوق الأممالمتحدة للسكان، مؤكدة أن الحكومة المصرية تبذل قصارى جهدها مع صندوق الأممالمتحدة للسكان والاتحاد الأوروبي لتسهيل التطبيق العملي للاستراتيجية، لفائدة المواطنين المصريين في سن الإنجاب، الذين سيكون لديهم المزيد من الخيارات لاتخاذ قرار بشأن حجم أسرتهم. وأضافت الوزيرة، أن هناك تنسيق مع الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، لتنفيذ هذه الاستراتيجية، نظرًا لأهميتها فى النمو والاستثمارات فى البنية الأساسية والاستثمار فى العنصر البشرى وصحة الأم والطفل، مشيرة إلى أن الحكومة تعمل على تحقيق النمو المستدام الذى يشمل الجميع. وقال السفير إيفان سوركوش، سفير الاتحاد الأوروبي لدى القاهرة، إن الاتحاد الأوروبي يشارك الحكومة المصرية والشركاء المحليين على تشجيع المواطنين وخاصة الشباب وزيادة وعيهم بفوائد الأسر الأصغر حجما وبفوائد تنظيم الأسرة مع الاحترام الكامل لحقوقهم الفردية وإرادتهم، موضحًا أنه فخور بأن الاتحاد الأوروبي يدعم استراتيجية مصر القومية للسكان من خلال دعم مالي وفني مهم. وأضاف "سوركوش": "الاتحاد الأوروبي يساهم بمنحة تقدر ب27 مليون يورو أي ما يوازي أكثر من نصف مليار جنيه لضمان تحسين وتوفير خدمات ووسائل تنظيم الأسرة في مصر وينفذ هذا المشروع بالشراكة مع وزارة الاستثمار والتعاون الدولي ووزارة الصحة ووزارة الشباب والمجلس القومي للسكان ووزارة التعليم ووزارة التضامن والمحافظات"، متابعا: "تحقيق النمو السكاني المستدام يسهم في تحقيق أمال الشعب في حياة أفضل وتوفير فرص متساوية للوصول للخدمات الأساسية". وقال الدكتور الكسندر بوديروزا، ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان في مصر، إن "برنامج دعم الاتحاد الأوروبي لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للسكان سيساعد على القيام بالاستثمارات اللازمة لمعالجة الطبيعة المتعددة لقطاعات النمو السكاني، كما سيساهم في تعزيز الشراكة مع وزارة الصحة والسكان من أجل توسيع نطاق خدمات تنظيم الأسرة، وضمان حصول الجميع على الرعاية الصحية الإنجابية الجيدة، بما في ذلك وسائل منع الحمل الحديثة، وسيعتمد هذا البرنامج على عمل وزارة الشباب والرياضة من خلال استخدام شبكة أندية الشباب لتقديم التوعية السكانية وتعبئة الشباب في المجتمعات المحلية لتغيير الثقافة حول الصحة الإنجابية وحجم الأسرة، موضحا أن الاتحاد الاوروبى يساعد الحكومة المصرية فى تنظيم الأسرة". من جهته قال الدكتور عمرو حسن، مقرر المجلس القومى للسكان، إن إبرز التحديات التى تواجهها مصر هى الزيادة السكانية، مشيرًا إلى أنه تم تحقيق عدة انجازات من خلال استراتيجية مصر القومية للسكان، موضحا أن هناك مبادرة سيتم تنفيذها لمواجهة الزيادة السكانية. وذكرت الدكتورة سحر السنباطى، رئيس قطاع السكان وتنظيم الاسرة بوزارة الصحة، والتى ألقت كلمة نيابة عن الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، أن تأثيرات الزيادة السكانية تهدد التنمية، حيث تلتهم الأسر كبيرة الحجم ميزانية الأسرة الاقتصادية، مقدمة شكر وزيرة الصحة لوزارة الاستثمار والتعاون الدولى، على دورها فى دعم الصحة بالتنسيق مع الشركاء فى التنمية، موضحة أن وزارة الصحة تبنت أهداف استراتيجية القومية للسكان وقامت بإطلاق مبادرات لتنظيم الأسرة والصحة الإنجابية.