قدمت هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي"، أمس الاثنين، تحليلا موسعا لأداء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته وتعاطيها مع الملفات المختلفة، وذلك بمناسبة مرور عامين على تنصيب ترامب رئيسا. واستند التحليل الذى أوردته "بي.بي.سي" على موقعها الإلكترونى إلى أرقام وإحصاءات تشير لمقارنات مع أسلافه من الرؤساء الأمريكيين كشفت عن العديد من المفاجأت، مقدما إجابات وافية عن 6 تساؤلات، جاءت على النحو التالى: • مدى الرضا عن أداء الرئيس الأمريكي ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن ترامب بدأ ولايته الرئاسية، بينما كان يتمتع بأقل نسبة رضا بالمقارنة بأسلافه في العصر الحديث، مشيرة إلى أن تلك النسب لاتزال منخفضة. وطبقا لنتائج استطلاع نشره معهد "جالوب" للأبحاث وقياس الرأى العام فى يناير الجارى، بلغت نسبة الرضا عن أداء ترامب بعد عامين من حكمه 37% فقط، مقابل (50%) لسلفله باراك أوباما، و(58%) لجورج بوش الابن و(54%) لبيل كلينتون. ويعد الرئيس الأسبق رونالد ريجان، الرئيس الوحيد الذي كانت نسب الرضا عنه منخفضة مثل ترامب تماما، (37%)، إلا أن تلك النسبة ارتفعت لاحقا وفاز ريجان بولاية ثانية. وأشارت "بي.بي.سي" إلى أن الجمهوريين لا يزالون يدعمون ترامب، حيث بلغت نسبة رضا الجمهوريين عن أدائه الرئاسي 88%، الأمر الذي يرجح غياب منافس جمهوري قوي يخوض انتخابات الرئاسة القادمة في 2020. • طبيعة إدارة ترامب للبيت الأبيض وصف النقاد مرارا إدارة ترامب ب "الفوضاوية" و "المختلة". كما أشارت دراسة منشورة لمعهد "بروكينجز"، الشهر الجارى، إلى أن 65% من كبار المسؤولين تركوا الإدارة الأمريكية خلال عهد ترامب. وهو معدل دوران أكبر بكثير من معظم أسلافه، حيث بلغ معدل مغادرة الموظفين في عهد أوباما (24%) وفي عهد بوش (33%) وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية إلى أنه في العادة يبقى الفريق الذي يضم أبرز المسؤولين خلال العام الأول، وقد تجري عليه تغييرات بسيطة خلال العام الثاني • مدى وفاء ترامب بوعوده الانتخابية أشار موقع التحقق من الوقائع "بوليتيفاكت" إلى أن ترامب لم يحقق سوى عدد قليل من وعوده الانتخابية، في حين تم تجميد ما يقرب من نصف الوعود أو التخلي عنها. وتظهر الإحصاءات أن ترامب أوفى ب17% من وعوده الانتخابية مقارنة بأوباما الذي بلغت نسبة وفائه بوعوده 26%، في حين فشل ترامب في تحقيق 18% من وعوده بالمقارنة ب 7% لأوباما. وذكرت "بي.بي.سي" أنه في قطاع الرعاية الصحية على سبيل المثال، فشل ترامب في القضاء على نظام الضمان الصحي المعروف ب"أوباماكير" والذي ساعد أكثر من 20 مليون من الأمريكيين غير المؤمن عليهم سابقا على الحصول على تغطية صحية ولكنهم عانوا من ارتفاع أقساط التأمين. ولكن يعد النجاح التشريعي الأساسي لترامب هو تمرير مشروع الإصلاح الضريبي والذي شهد تخفيضا للضريبة المفروضة على الشركات من 35% ل 21% كما نجح ترامب في تعيين اثنين من القضاة في المحكمة العليا الأمريكية، وبينهما بريت كافانو الذي كان يواجه اتهامات جنسية عديدة. وأشارت "بي.بي.سي" إلى أن ترامب استخدم الأوامر التنفيذية لتحقيق أهداف رمزية لسياسته مثل نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدسالمحتلة، وانسحاب واشنطن من اتفاق باريس للمناخ، كما عمل على تخفيض القوات الأمريكية الموجودة بالخارج، بما في ذلك أفغانستان وسوريا. • هل أوفى ترامب بالاصلاحات المتعلقة بالهجرة؟ أوضحت هيئة الإذاعة البريطانية أن وعد ترامب ببناء جدار على الحدود الجنوبية تدفع المكسيك تكاليفه كان جوهر حملته الانتخابية إلا أنه من غير المرجح تحقيقه، في ظل معارضة الكونجرس للنفقات التي يتطلبها بناء مثل هذا الجدار. وتسبب إصرار ترامب ومعارضة الديمقراطيين في حدوث إغلاق حكومي استمر 35 يوما، الأمر الذي جعله الإغلاق الأطول في تاريخ الولاياتالمتحدة، وتسبب في خسائر بلغت 11 مليار دولار، علما بأنه سيتم تعويض حوالي 8 مليار دولار مع استلام الموظفين رواتبهم. ومع ذلك، تشير الأرقام إلى أن المعابر الحدودية غير القانونية شهدت انخفاضا في اعداد المهاجرين بشكل عام منذ عام 2000. • وضع الاقتصاد في عهد ترامب خلال الحملة الانتخابية، تعهد ترامب بتوفير 25 مليون وظيفة خلال عشر أعوام، وكان ترامب يزعم أن معدل البطالة كان أكثر من 40%، وحاليا تظل نسبة البطالة كما هي، الامر الذي ينكره الرئيس الأمريكي. وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية إلى أن الاقتصاد في عهد ترامب لا يزال على نفس الوضع الذي كان عليه في عهد أوباما، حيث أن معدل البطالة ينخفض تاريخيا والأجور تنمو بمعدل أسرع في الأشهر الأخيرة. وأوضحت أن نمو الاقتصاد العالمي يعاني انخفاضا، كما دفع قرار ترامب إشعال حرب اقتصادية مع الصين، إلى فرض رسوم انتقامية على السلع الأمريكية من جانب بكين. • كيف ستبدو الأمور في انتخابات 2020؟ بدأت الحملات الانتخابية الخاصة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة المقررة في 2020، ويشعر الديمقراطيون بتفاؤل كبير إزاء فرصهم في تلك الانتخابات نظرا للنتائج الجيدة التي حققوها في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، والتي أدت إلى إستعادتهم السيطرة على مجلس النواب. وأعلن بالفعل العديد من الديمقراطيين ترشحهم للانتخابات القادمة، وتعد السيناتورة كامالا هاريس والسيناتورة إليزابيث وارن، المرشحتان الأقوى، في حين لا يزال جو بايدن، نائب الرئيس السابق أوباما يدرس الترشح. وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية، تظهر المؤشرات الحالية أن الرئيس الأمريكي قد يواجه معركة صعبة في الانتخابات القادمة. وذكرت "بي.بي.سي" أن استطلاع حديث للرأي، أظهر أن سبعة منافسين ديمقراطيين محتملين يتفوقون على ترامب في حال خوض كل واحد منهم على حدة منافسة معه، ما سيجعل الجمهوريين يشعرون بتوتر شديد.