تجري الولاياتالمتحدةوالصين جولة محورية من المفاوضات يوم الأربعاء المقبل في محاولة لإنهاء حربهما التجارية. على الرغم من أنه ليس من المتوقع أن يتم الإعلان عن اتفاق نهائي هذا الأسبوع، توجد فرصة جيدة للمفاوضين للتوصل لحزمة من المقترحات لعرضها على الرئيسين الصيني والأمريكي ، حسبما ذكرت بلومبرج نقلا عن وليام رينش، وهو مسؤول تجاري سابق في إدارة كلينتون. وقال رينش، وهو الأن مستشار بارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن: "الجميع منقسمون، لأن الرئيس ترامب شخص لا يمكن التنبؤ به". ووفقا لبلومبرج، فإن الخطوط العريضة للاتفاق واضحة في هذه المرحلة، إذ من المرجح أن يوافق الصينيون على شراء المزيد من السلع الأمريكية، كما قد تتعهد بكين بالتوقف عن سرقة الملكية الفكرية، ويمكن للطرفين تطوير آلية تنفيذ عملي لإعطاء الاتفاق قوة. وفي أفضل السيناريوهات، وفقا للوكالة الأمريكية، سيأتي الصينيون إلى طاولة المفاوضات بعرض عن إصلاحات اقتصادية أكثر طموحا، بشكل قد يكون كافيا للرئيس الأمريكي دنالد ترامب أو البيت الأبيض لإبرام اتفاق من حيث المبدأ. وسوف يؤدي ذلك إلى أنتعاش الأسواق بعد شهور من القلق بشأن حرب تجارية عالمية. وقال ديفيد لوفينجر وهو مسؤول سابق بوزارة الخزانة الأمريكية وحاليا مدير بمجموعة "تي سي دبليو جروب" إن المشكلة هي أن الصينيين سيحتاجون إلى تقديم عرض بتغيير قواعد اللعبة بحيث يظهر أنهم جادون بشأن تخفيف قبضة الدولة على ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إذ أن "الولاياتالمتحدة تريد تغييرات واسعة في حوكمة الشركات في الصين. إنه أمر صعب للغاية لفعل ذلك". وفي مايو، أصدر البلدان بيانا مشتركا وافقت فيه الصين على زيادة السلع الزراعية وصادرات الطاقة، واعترفت بأهمية حماية الملكية الفكرية. وفي غضون أيام، رفض الرئيس الأمريكي هذا الإطار، مطالبا مفاوضيه بالعودة مرة أخرى للتفاوض من جديد. وقالت الوكالة إن رد فعل مشابه ذلك من قبل ترامب قد يتسبب في جمود المفاوضات لفترة طويلة. وسيعتمد الكثير من ذلك على مدى استجابة الصقور في إدارته بما في ذلك لايتايزر ومستشار البيت الأبيض بيتر نافارو ووزير التجارة ويلبور روس للعروض المقدمة من قبل الصين. وقال لوفينجر إن "ما يقلقني هو أنه على مدار العام الماضي، تحول ميزان القوة إلى الصقور الصينيين"، مشيرا إلى أنه "لا يزال من غير الواضح ما الذي سيحمل الولاياتالمتحدة على أن تقول نعم". كان الرئيسان ترامب والصيني شي جين بينج قد أمهلا مسؤوليهما حتى الأول من مارس للعمل على بلورة اتفاق بشأن "تغييرات هيكلية" لنموذج الاقتصادي للصين. وفي حال فشلهم، تعهد ترامب بزيادة الرسوم على واردات صينية بقيمة 200 مليار دولار لتصل إلى 25 بالمئة من 10 بالمئة حاليا. ومن شأن انهيار المفاوضات أن يبدد الآمال بوجود هدنة طويلة تزيح واحدة من أكثر السحب قتامة وتخيم على الاقتصاد العالمي. ومن المقرر أن يلتقي نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو هي بممثل التجارة الأمريكي روبرت لايتايزر في واشنطن لإجراء مباحثات لمدة يومين تبدأ يوم الأربعاء المقبل.