- فصل العلاقات مع الدول الإسلامية عن القضية الفلسطينية.. التواجد الاستراتيجي في وسط أفريقيا .. وتحييد عداء الأفارقة بالأممالمتحدة اعتبرت صحيفة "جورزاليم بوست" الإسرائيلية أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتشاد وإعلان تطبيع العلاقات بين تل أبيب ونجامينا لتنهي قطيعة بين البلدين استمرت منذ عام 1972، يبعث برسالة مفادها أنه من الممكن فصل العلاقات مع الدول الإسلامية عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وقالت الصحيفة فى تقرير لها أمس الأحد، إن إقامة علاقات مع تشاد وهي دولة ذات أغلبية مسلمة قطعت علاقاتها مع إسرائيل قبل 47 عاما بضغط من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، توضح فك الارتباط بين مسألة إقامة إسرائيل علاقات مع الدول الإسلامية من جهة والقضية الفلسطينية من جهة أخرى. وأضافت الصحيفة أنه "إذا كانت تشاد قادرة على القيام بذلك، فربما يمكن لدول جنوب الصحراء الكبرى الأخري التي لا تقيم معها إسرائيل علاقات دبلوماسية - مثل مالي والسودان - القيام بذلك أيضاً". ونوهت "جورزاليم بوست" إلى أهمية البعد الدبلوماسي من وراء تلك العلاقات، مشيرة إلى أن الدول الإفريقية ال54 تشكل كتلة تصويتية مهمة في الأممالمتحدة التى تضم 193 دولة، موضحة أن تحييد عداء الدول الأفريقية، وجعلها لا تصوت ضد إسرائيل يقلص الأغلبية التلقائية التي طلما تمتع بها الفلسطينيون لفترة طويلة في المنظمة الدولية. وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد شهر من زيارة الرئيس التشادي إدريس ديبي لإسرائيل في نوفمبر الماضى، امتنعت بلاده عن التصويت في الأممالمتحدة على قرار يدين حركة حماس الفلسطينية، علما بأنها كانت دوما تصوت ضد إسرائيل. وتابعت الصحيفة أن "تشاد انضمت بذلك إلى نصف الدول الأفريقية فى المنظمة الدولية، التي لم تصوت للفلسطينيين، ما يمثل تغييرا كبيرا في أنماط التصويت". وبحسب "جورزاليم بوست"، فإن علاقة إسرائيل مع تشاد تحقق لتل أبيب أيضا فائدة إستراتيجية، فتشاد تقع على الحدود مع ليبيا والسودان، مما يمنح إسرائيل قدرة أفضل على مراقبة التطورات في كلا البلدين. وقالت الصحيفة إنه حتى قبل بروز خلافات بين السودان وإيران في عام 2016، كان السودان عنصراً أساسياً في قدرة إيران على تهريب الأسلحة إلى غزة، لذا تبرز أهمية أن يكون هناك وجود لإسرائيل في وسط أفريقيا، لأن تلك المنطقة لو تركت دون مراقبة يمكن استخدامها بطرق معادية لمصالح تل أبيب. فى المقابل، رأت الصحيفة أن تشاد التى تحارب جماعة "بوكو حرام" الإرهابية فى منطقة بحيرة تشاد، تريد الاستفادة من خبرة إسرائيل في مجال الأسلحة والأمن والمعلومات المخابراتية، فضلا عن الاستفادة من الخبرات التكنولوجية الإسرائيلية فيما يتعلق بالمياه والزراعة، كما تعد تل أبيب بوابة لتحسين علاقاتها مع واشنطن. فى سياق متصل، ذكرت "جورزاليم بوست" أن السلطات السودانية التى لا تزال تحتفظ بسلطة المراقبة الجوية على جنوب السودان، وافقت على مرور طائرة نتنياهو خلال رحلة عودته من تشاد عبر أجواء جنوب السودان. وجاءت موافقة الخرطوم على مرور طائرة نتنياهو بعد طلب الخطوط الجوية الكينية من الحكومة السودانية ذلك، بحسب ما ذكرت "القناة 12" في التلفزيون الإسرائيلي. ولم يصدر تعليق رسمى من جانب الخرطوم. وتعد هذه المرة الأولى التي تطير فيها طائرة إسرائيلية في المجال الجوي لجنوب السودان، رغم العلاقات الدبلوماسية بين تل أبيب وجوبا، وتصدير إسرائيل السلاح لجهات متورطة في الحرب الأهلية في جنوب السودان. واستغرقت رحلة عودة نتنياهو من تشاد 7 ساعات، حلقت فيها الطائرة شرقا فوق المجال الجوى لجمهورية أفريقيا الوسطىوجنوب السودان، ثم شمالا فوق المجال الجوى لإثيوبيا وإريتريا ثم البحر الأحمر وصولا لإسرائيل. وكانت طائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي قد اضطرت فى رحلة الذهاب لسلوك مسار أطول جنوبا، شمل الطيران فوق المجال الجوي لكينيا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، لعدم الحصول على موافقة السودان في ذلك الوقت، وفقا لصحيفة "جورزاليم بوست".