أكد الدكتور محمد معيط وزير المالية، اليوم السبت، مساندة مصر والاتحاد الإفريقي لأجندة اجتماعات مجموعة العشرين لهذا العام، والدعم الكامل للرئاسة لليابانية في إدارتها للمناقشات من أجل الوصول إلى توصيات فعالة ومرضية لجميع الدول، جاء ذلك أثناء مشاركته في أولى اجتماعات المسار المالي للمجموعة، التي اختتمت أعمالها أمس الجمعة، وعُقدت في العاصمة اليابانيةطوكيو، بحسب بيان من الوزارة. وأوضح معيط أن التغييرات الديموجرافية التي تشهدها الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، تخلق تحديات اقتصادية ومالية جديدة يتوجب على متخذي القرار مواجهتها بسياسات مبتكرة وفعالة. ودعا إلى أهمية مناقشة سبل تمويل نظم التغطية الصحية الشاملة في العالم كموضوع ملح في الفترة الحالية لافتا إلى جهود الحكومة المصرية لبدء تطبيق نظام التأمين الصحي الشامل والمتوقع أن يتم بدء تطبيقه في منتصف هذا العام. ودعا وزراء مالية مجموعة العشرين لضرورة تركيز الجهود على رفع معدلات النمو العالمية لافتا إلى أن مصر تتبنى حاليا سياسة تركز على تشجيع الاستثمار في البنية التحتية لجذب استثمارات القطاع الخاص في جميع القطاعات الاقتصادية المهمة لدفع معدلات النمو الشامل والمستدام بالإضافة إلى وضع استراتيجية شاملة للعمل على خفض معدلات الدين العام إلى مستويات مستقرة تسمح بخلق حيز مالي تساعد على زيادة الاستثمارات العامة في تنمية رأس المال البشري وتحسين ورفع كفاءة الخدمات العامة. وتناول نائب رئيس الوزراء الياباني ووزير المالية تارو آسو، في كلمته، أهداف اجتماعات مجموعة العشرين تحت رئاسة اليابان مع عرض مختصر لأجندة الاجتماعات خلال العام المقبل، مؤكدا احترام اليابان للقيم الأساسية لمجموعة العشرين والتزامها الكامل بالاستمرار على العمل على ما تم إنجازه العام الماضي خلال رئاسة دولة الأرجنتين للمجموعة مع التركيز هذا العام على 3 محاور أساسية تتلخص في أولا مناقشة مخاطر الاقتصاد العالمي والاختلالات التي تواجهها جميع دول العالم مع التركيز على التحدي الخاص بزيادة متوسط العمر مع انخفاض معدلات الخصوبة وما يفرضه ذلك من ضغوط مالية واجتماعية واقتصادية على هذه الدول. وأوضح تارو أن المحور الثاني يتلخص في كيفية تحقيق معدلات نمو عالمية مستدامة من خلال مناقشة زيادة معدلات الاستثمارات في البنية التحتية مع التركيز على جودة وكفاءة هذه الاستثمارات، وكذلك سبل التمويل المختلفة لنظم التأمين الصحية في العالم، هذا بالاضافة إلى مناقشة كيفية صياغة استراتيجيات لخفض معدلات الدين العالمية إلى معدلات مستدامة ومستقرة. وفيما يخص المحور الثالث، أوضح تارو أنه يركز على كيفية الاستجابة للتحديات الهيكلية المستجدة في ضوء التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، ودعا إلى ضرورة تكاتف ممثلي دول مجموعة العشرين للوصول إلى توصيات واضحة وفعالة لعرضها على رؤساء الدول في القمة القادمة المقرر انعقادها نهاية يونيو 2019 في مدينة أوساكا باليابان. وفي تصريحات صحفية تعليقا علي مشاركة مصر في اجتماعات مجموعة العشرين، قال الدكتور محمد معيط وزير المالية إن مصر أصبحت تتمتع حاليا بمشاركات كثيرة وفعالة وحضور قوي في عدد من المحافل الدولية ويأتي على رأسها مشاركة مصر في اجتماع مجموعة العشرين باعتبار تلك المجموعة تضم أقوى اقتصادات دول العالم، لافتًا إلى أن ما يميز مصر في تلك المشاركة مقعدها المخصص في اجتماعات مجموعة العشرين باعتبارها رئيس الاتحاد الإفريقي وممثله عن القارة الإفريقية وهو ما سيتيح لها المشاركة في جميع اجتماعات مجموعة العشرين التي سيتم عقدها خلال هذا العام على مستوى القمة ومستوى وزراء المالية. وأضاف الوزير أن مصر من ضمن الدول الإفريقية ودول إقليم الشرق الأوسط التي تحقق معدلات النمو المستهدفة بالموازنة، حيث تستهدف مصر تحقيق معدل نمو بنسبة 5.8 % من الناتج المحلى الإجمالي بموازنة عام 2018/2019، لافتًا إلى أن توقعات البنك الدولي لمعدل النمو عن ذات الفترة تتراوح بين 5.6% و 5.7% من الناتج المحلي الإجمالي وهي معدلات تجاوزها مؤشر النمو، موضحًا أن مصر من قلائل الدول الإفريقية التي تحقق معدلات نمو مرتفعة. وأشار معيط إلى أن توجه الدولة في جميع مخططاتها يستهدف تحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي وهو ما يؤكد اتجاه الاقتصاد المصري فى المضي قدما نحو الأمام دائما. وأضاف أن التحدي أمام مصر خلال الفترة القادمة يكمن في السير على منهاج الدول المتقدمة كسنغافورة وماليزيا وكوريا وتحقيق مزيد من التقدم والتطور الصناعي والزراعي بما يسهم فى توفير المزيد من فرص العمل وتحسين خدمات قطاعي التعليم والصحة خلال السنوات المقبلة. جدير بالذكر أن وزراء مالية مجموعة العشرين من المقرر أن يعقدوا اجتماعا مشتركا خلال شهر إبريل المقبل على هامش اجتماعات الربيع للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي في العاصمة واشنطن ويتبعها اجتماع وزاري آخر للمجموعة في يونيو 2019 في اليابان، وذلك في إطار التحضير للقمة الرئاسية باوساكا.