بدت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني في طرابلس، قلقها تجاه ما وصفته ب"الخروقات الأمنية وتردي الأوضاع الإنسانية جنوب العاصمة" التي نجم عنها إيقاف الدراسة وترويع المدنيين، بسبب حدوث اشتباكات مسلحة وتحشيد من قبل مجموعات مسلحة نعتتها بغير المنضبطة. وقالت الوزارة -في بيان عبر موقعها الرسمي، اليوم الأربعاء، إن "هذه المجموعات تحاول فرض أجندتها على الدولة، في الوقت الذي بدأت فيه الأمور داخل طرابلس تتجه نحو الاستقرار". واستغربت الوزارة تجدد الاشتباكات بعد مباشرتها، بالتنسيق مع وزارة المواصلات، في استلام منفذ مطار طرابلس العالمي من الغرفة الأمنية المشتركة "ترهونة" وتسليمه يوم الإثنين الماضي إلى مديرية أمن منفذ المطار. وبحسب الوزارة، فقد تم بموجب محضر التسليم والاستلام تكليف مديرية أمن المنفذ والأجهزة الأمنية التابعة له بالقيام بمهامها في حماية وحراسة كامل مرافق المطار، وتكليف القوة التابعة للغرفة الأمنية المشتركة ترهونة بتأمين وحماية محيط المطار من الخارج بشكل مؤقت، إلى حين تكليف قوة عسكرية نظامية تابعة للمنطقة العسكرية طرابلس، وفقاً للخطة الأمنية المعتمدة من المجلس الرئاسي في أكتوبر الماضي. وحذرت الوزارة من أي محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع على محيط مطار طرابلس، واعتبرت ذلك أمراً مرفوضاً لكون المطار مرفقا حيوياً وسيادياً لا يجوز إخضاعه أو تبعيته لأي قوة جهوية أو ميليشيات مهما كانت، وأكدت الوزارة على أنها ستتخذ كل الإجراءات لفرض السيطرة على المطار ومرافقه ومحيطه، مطالبة بوقف الاشتباكات والتحشيد، ومؤكدة على إحالة تقريرها عما حدث وسيحدث من خروقات إلى المجلس الرئاسي ليتحمل المسؤولون عنها تبعات أفعالهم أمام العدالة والشعب الليبي والمجتمع الدولي. وتجددت اشتباكات مسلحة اليوم الأربعاء بين قوة اللواء السابع القادم من مدينة "ترهونة" جنوب غرب طرابلس، وقوة حماية طرابلس المؤلفة من مجموعة كتائب مسلحة تتبع حكومة الوفاق الوطني. ووقعت الاشتباكات في منطقة "قصر بن غشير" وطريق المطار، حيث يتمركز اللواء السابع، وخلفت الاشتباكات التي استُخدِمت فيها أسلحة متوسطة وخفيفة حتى الآن قتيلين و17 جريحاً، بحسب تصريح من إدارة شؤون الجرحى لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ). ويقع مطار طرابلس العالمي داخل محيط الاشتباكات، وكان المطار الأكبر في ليبيا قد أُغلِق بعد تدميره إبان الحرب التي وقعت بين كتائب مسلحة في طرابلس صيف عام 2014، ليستمر إغلاقه حتى اليوم بسبب تعذر البدء في إعادة إعماره بسبب الأوضاع الأمنية المتردية في عموم البلاد.