احتفلت الهيئة العربية للمسرح، اليوم الإثنين، بالفائزين في مسابقتي التأليف المسرحي للكبار، والتأليف المسرحي الموجه للأطفال، وذلك ضمن فعاليات المهرجان العربي للمسرح. وأعلن الكاتب والمخرج المسرحي غنام غنام، مسئول الإعلام بالهيئة، عن نتائج المسابقتين، موضحًا فوز الكاتب المصري أيمن هشام محمد، بالمركز الأول لجائزة النص المسرحي الموجه للكبار،عن نص "طسم وجديس"، وفوز الكاتب الجزائري محمد الأمين بن ربيع، بالمركز الثاني عن نص" كفن البروكار"، بينما حصل على المركز الثالث نص "المشهد الأخير في وداع السيدة"، للسعودي إبراهيم الحارثي. وبخصوص جوائز النص المسرحي الموجه للأطفال، حصل نص "قمقم مارد الكتب" على المركز الأول للكاتب الجزائري يوسف بعلوج، وفاز المغربي هشام ديوان على المركز الثاني عن نص "إبر ليست للتطريز"، بينما حصد المركز الثالث مكرر كل من نص "مدينة النانو" للجزائرية كبزة مباركي، والمصري محمد كسبر. وتضمنت لجنتة تحكيم النص الموجه للكبار كل من: (بدر محارب الكويت)، و(محمد العوني تونس)، و(هزاع البراري الأردن) ، وتكونت لجنة تحكيم النص الموجه للصغار من (د. زهرة إبراهيم المغرب)، (حسين على هارف العراق)، والكاتبة المصرية الدكتورة فاطمة المعدول. ودعا غنام، خلال المؤتمر، الفائزين وأعضاء لجان التحكيم للحديث لوسائل الإعلام المصرية والعربية التي تابعت الحدث. ومن جانبه، قال إبراهيم الحارثي، الفائز بالمركز الثالث لجائزة النصوص الموجهة للكبار، إن نصه استلهم قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، وكيف أنه ترك زوجته وطفله الصغير بواد غير ذي زرع ومضى عنهما، مشيرًا إلى أنه اعتمد على ما ورد من أحداث هذه القصة في الكتاب المقدس، وانطلق من القرآن الكريم لمعالجتها. أما عن التكنيك المتبع في كتابة النص فقال الحارثي: حاولت الاعتماد على الجملة الومضة، شديدة الكثافة، وتنميتها بشكل تصاعدي، منذ بدء القصة وحتى نهايتها، مضيفًأ :قمت بتصعيد الدراما من خلال الشخصيات، مشيرًا إلى أنه صنع "ديودراما" تقوم على شخصين. وعن توقعاته للآفاق التي يمكن أن يفتحها أمامه فوزه بالنص، قال إنه اتفق بالفعل مع مسرح العين الإماراتي على إنتاجه ومحاولة المشاركة به في أيام الشارقة 2019، موضحًا أن النص قرئ أكثر من مرة من مخرجين أردنيين كمجد القصص، ومن مغاربة أيضا. وتوقع الحارثي، أن يفتح له هذا الفوز آفاقا جديدة، مشيدًا بدور الهيئة العربية للمسرح في تقديم الكتاب العرب، وإتاحة الفرصة أمام نصوصهم لأن ترى وتقرأ ،و تقدم كعروض أيضًا. وقال الجزائري محمد الأمين بن ربيع، الفائز بالمركز الثاني، إن نصه "كفن البروكار" يجمع بين متناقضين، موضحًا أن الكفن يشير إلى الموت، ويشير البروكار إلى القماش الذي يدخل في صناعة الملابس الملكية. أضاف أن النص يقوم على استدعاء شخصيات من التاريخ، وإلقاء الأسئلة حول ماهية التاريخ والشخصيات التاريخية، وتدور الأسئلة حول نزع القداسة عن الشخصيات التاريخية، وعن التاريخ نفسه، ملمحًا إلى أنه استدعى أيضًا إحدى الشخصيات النسائية من التاريخ؛ ليقول من خلالها إن المرأة فاعلة، وصانعة للتاريخ، ربما أكثر من الرجال، وإنها ليست آداة. وعن تكنيك النص قال الأمين، إن أحداثه تتطور من داخله ووفقًا لحركة الشخصيات، من خلال الحوار، معتبرًا أن الحوار هو الركيزة الأساسية التي تطور الأحداث وتكشف عن دواخل الشخصيات لذلك فقد سعى لأن تكون معمقة حتى يمكنها إقناع القارئ، والمشاهد فيما بعد. وقال أيمن هشام، الفائز بالجائزة الأولى في مسابقة النص الموجه للكبار، إن نصه "طسم وجديس" يعالج فكرية الانقسام والعصبية العربية المزمنة والقديمة، حتى أن بعض القبائل العربية قضت على نفسها بنفسها، مشيرًا إلى سعادته بفوزه في المسابقة وقدم الشكر للهيئة العربية للمسرح. أشار إلى أنه حاصل على ليسانس دار العلوم، وله تجارب سابقة في التأليف والإخراج الجامعي، وعن التكنيك الذي وظفه لكتابة النص، قال إن الدراما لم تستغرق وقتا طويلًا، إنما اللغة هى من أخذت جهدًا ووقتًا حتى تناسب الفترة التاريخية وتناسب جمهور اليوم. وأعرب التونسي محمد العون، عضو لجنة تحكيم مسابقة الكبار، عن سعادته بالمشاركة، مشيدًا بالكثير من النصوص المطروحة. أضاف أن أكثر من 20 نصًا كانت تستحق المنافسة لجودتها؛ لولا بعض المشكلات التقنية البسيطة في صناعة الدراما، مؤكدَا أن النصوص الفائزة تعاملت دراميا مع محور التسابق بشكل به الكثير من الجودة والإتقان، موضحًا انها استطاعت أن تتعامل مع التراث بشكل متعدد ومتنوع ونجحت في صناعة بنيات درامية منضبطة. و من ناحيتها، قالت الكاتبة الجزائرية، كبزة مباركي، الحاصلة على الجائزة الثالثة مكرر في مسابقة النص الموجه للأطفال، إن نصها "مدينة النانو" ينطلق من التراث ويسعى للأخذ بيد الأطفال نحو المستقبل، موضحة أنه يدور حول مجموعة من الأطفال العرب، يجتمعون معًا في ملتقى إليكتروني، يتبادلون خلاله النقاش العلمي في مختلف العلوم، طامحين للوصول إلى مدينة النانو في المستقبل. أشارت إلى أن النص يسعى لتحريض الطفل العربي على استخدام الشبكة العنكبوتية استخداما إيجابيًا، كما فعل الأطفال في العرض وهم ينطلقون نحو الابتكار وتشكيل مدينة المستقبل. وصرح الكاتب المصري محمد كسبر، الحاصل على الجائزة الثالثة مناصفة، بأن الجائزة جاءت في وقتها، بعدما كان على وشك اتخاذ قرار بعدم كتابة المسرح والتفرغ للرواية، مشيرًا إلى أن النص يتناول قصة طفل يتعرض للاضطهاد والتهميش من بعض زملائه، غير أن والده يمنحه قلمًا ، يفتح أمامه عالمًا مسحورًا، مشيرًا إلى أنه يحاول التأكيد على أهمية القلم في إكساب الإنسان القيمة. وأعرب يوسف بعلوج، الحاصل على المركز الأول، وصاحب نص "قمقم مارد الكتب"، عن سعادته بفوزه بالجائزة، وأن كتابته للطفل تؤتي ثمارها بالنسبة له، مشيرًا إلى أن الجائزة هي الأولى له في مشواره. وأضاف أنه يغار على التراث العربي حينما يراه مستباحًا عبر الكثير من القنوات المنتجة، التي تعرضه دون مراعاة لهويته وجغرافيته، وضاربًا مثلا على ذلك بديزني، وقال إنه انطلق إلى الكتابة وهو يحمل هذا الهم. ومن جهته، أشار بعلوج إلى أن نصه الفائز هو النص الرابع له في الكتابة للطفل، وإنه حاول أن يكون متوافقًا مع المحور الذي حددته الهيئة العربية للمسرح، وهو الاشتباك مع الموروث من أجل إنتاج نصوص جديدة. وأشارت الكاتبة المصرية فاطمة المعدول، إلى مشاكل الكتابة للطفل التي تخضع إلى رقابة اجتماعية صارمة تريد توجيهها باستمرار من خلال معايير أخلاقية غير فنية، موضحة أن المجتمع ينظر إلى ما يقدم للطفل باعتباره نوعًا من الوعظ. وأوضحت أن عدد من النصوص المتقدمة، كتبت بروح السرد القصصي وليس بروح المسرح الدرامي، قائلة: إنها سافرت إلى المجر وشاهدت ما يقدم هناك للأطفال فأصابها الذهول من جرأته، معلقة على ذلك بأن كاتب المسرح في بلادنا "ضهره مكسور" المطلوب منه أن يقدم مجتمعًا من الملائكة؛ لذلك جاء الشعور الداخلي في الأعمال التي حكمتها ضعيفًا، وطالبت الهيئة العربية للمسرح بعمل ورش للكتابة المسرحية للطفل. ووجهت الدكتورة المغربية زهرة إبراهيم، الشكر للهيئة العربية للمسرح على اختيارها ضمن لجنة التحكيم، مضيفة: يؤلمني بعد أن شاهدت كل هذا الكم من الإبداع الشبابي أن تقوم الشارقة وحدها من خلال الهيئة العربية للمسرح برعاية الفنون كلها، كنت أتمنى أن تقوم بمثل هذه الأدوار أكثر من دولة عربية، حتى تتسع دائرة استيعاب كل ما يقدم من إبداع يستحق العناية والرعاية. وأشادت زهرة بالكثير من النصوص المتنافسة في المسابقة، خاصة الفائزة منها حيث قدمت تيمات يمكن العمل عليها لرؤية الذات ومحاولة تقريب التراث إلى التكنولوجيا ،ومنح كل ذلك للطفل. وقدم الكاتب العراقي، حسين علي هارف، التحية للهيئة العربية للمسرح وللفائزين في المسابقة، مشيرًا إلى أن مسابقة الطفل هي المسابقة الأهم، وأن هذا التراكم من المسابقات سينتج بعد سنوات قليلة جيلًا مسرحيًا يمتلك أدواته ويعي أهدافه. وأضاف أن مجتمعنا لايزال يتعامل مع الطفل، وما يقدم له ،بمنطق الوصاية والتلقين، مشددًا على أن علينا تغيير هذا النمط، والاعتماد أكثر على التعلم من الخطأ وعلى ايجاد القدوة