يتطلع المنتخب السعودي لكرة القدم إلى التخلص من "عقدة" المباريات الافتتاحية التي لازمت الفريق في النسخ الماضية من بطولة كأس آسيا وذلك عندما يلتقي منتخب كوريا الشمالية غدا الثلاثاء في افتتاح مبارياتهما بالمجموعة الخامسة في الدور الأول لبطولة كأس آسيا 2019 بالإمارات. ورغم الفارق الكبير في المستوى والتاريخ بين الفريقين ، يخوض المنتخب السعودي الفائز باللقب ثلاث مرات سابقة لقاء الغد بكثير من الحذر ويرغب في التغلب على سوء الحظ الذي لازمه في سبع من النسخ التسع السابقة التي شارك فيها على مدار التاريخ البطولة. وحالف الحظ المنتخب السعودي (الأخضر) مرتين فقط في المباراة الأولى على مدار مشاركاته التسع السابقة وكانتا في أولى مبارياته بنسخة 1988 حيث تغلب على نظيره السوري 2 / صفر وفي نسخة 1996 بالإمارات عندما اكتسح نظيره التايلاندي 6 / صفر. ومنذ 23 عاما ، لم يحقق المنتخب السعودي الفوز في مباراته الأولى بالبطولة الأسيوية علما بأنه لم يحرز اللقب منذ توج بلقبه الثالث في نسخة 1996 . ولهذا ، يسعى الأخضر إلى الحصول على دفعة معنوية ومصدر تفاؤل من مباراة الغد لاسيما وأنه أحرز اللقب في نسختي 1988 و1996 اللتين بدأ مسيرته فيهما بالفوز فيما كان لقبه الآخر في نسخة 1984 التي شهدت أولى مشاركاته في البطولة وإن استهل الفريق مسيرته وقتها بالتعادل مع كوريا الجنوبية 1 / 1 . والحقيقة أن إقامة البطولة الحالية في الإمارات يعد مصدرا آخر للتفاؤل بالنسبة للأخضر حيث سبق وأن توج الفريق باللقب على أرض الإمارات كما كان سجله التهديفي في هذه النسخة عام 1996 هو ثاني أفضل سجل له في تاريخ مشاركاته بالبطولة حيث أحرز لاعبوه 11 هدفا في ست مباريات ولا يتقدم على هذا السجل سوى نجاحه في هز الشباك 12 مرة في ست مباريات خاضها أيضا بنسخة 2007 ولكنه خسر المباراة النهائية وقتها. وعندما يلتقي الفريق نظيره الكوري الشمالي غدا ، سيكون هدفه الرئيسي هو اجتياز هذه المباراة بفوز كبير أملا في تكرار ما حدث بنسخة 1996 واستعادة اللقب الغائب عنه منذ 1996 . ويخوض الأخضر مباراة الغد مفعما بالثقة والحماس بعد شهور على عودته للظهور في بطولات كأس العالم من خلال النسخة التي استضافتها روسيا منتصف عام 2018 ، ويطمح الفريق إلى استعادة بريقه الأسيوي من خلال النسخة الحالية. وخرج المنتخب السعودي (الأخضر) من الدور الأول للمونديال الروسي ولكن العروض والنتائج التي قدمها الفريق في مجموعته بالدور الأول تؤكد على أن الفريق لديه القدرة والإمكانيات التي تساعده على التألق واستعادة عرشه الأسيوي. وكان التدرج في مستوى الأداء والنتائج خلال المونديال دليلا دامغا على أنه مع التخلص من رهبة البداية واكتساب الثقة يكون المنتخب السعودي قادرا على تقديم مستويات عالية من المنافسة وهو ما يسعى إليها في كأس آسيا حاليا. وحرص المسؤولون على الاتحاد السعودي للعبة على الإبقاء على المدرب الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي في منصب المدير الفني للفريق عقب انتهاء المونديال الروسي ما أضفى على الفريق مزيدا من الاستقرار. والآن ، قد يجني الأخضر ثمار هذا الاستقرار والطفرة في مستواه من خلال البطولة الأسيوية التي يسعى إلى المنافسة بقوة على لقبها لمعادلة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب القاري والمسجل باسم المنتخب الياباني برصيد أربعة ألقاب. ويتفوق المنتخب السعودي على جميع المنتخبات التي شاركت في البطولة الأسيوية من حيث عدد مرات الوصول للمباراة النهائية حيث بلغ النهائي في ست من تسع مشاركات له بالبطولة حتى الآن وتوج باللقب في ثلاث مرات ولم يحالفه الحظ في مثلها حيث حل ثانيا في أعوام 1992 و2000 و2007 . ولكن الأهم هو أن الأخضر كان ولا يزال ضمن المرشحين لإحراز اللقب في كل نسخة خاضها بالبطولة ما يدفعه للبحث عن ضربة بداية قوية في النسخة الحالية. ويمتلك المنتخب السعودي العديد من المواهب الرائعة في مختلف المراكز بالفريق، وهذه المواهب تحتاج فقط إلى التوظيف الجيد لتحقيق النتائج المرجوة. ويعتمد بيتزي على مجموعة كاملة من اللاعبين الناشطين داخل الدوري السعودي. ويحتاج الأخضر للفوز بأول مباراتين له ليضمن التأهل إلى الدور الثاني (دور الستة عشر) قبل المواجهة مع منتخب قطر والتي ينتظر أن تكون مواجهة القمة في هذه المجموعة. وينتظر أن يدفع بيتزي اليوم بعناصر القوة الضاربة للفريق أملا في حسم المباراة بأكبر عدد من الأهداف. وأشارت تقارير صحفية إلى أنه قد يدفع باللاعب فهد المولد كمهاجم غير صريح بين الجناحين هتان باهبري وسالم الدوسري مع الاعتماد بشكل كبير على معاونة لاعبي الوسط بقيادة عبد الله عطيف وحسين المقهوي للضغط على لاعبي كوريا الشمالية. وفي المقابل ، يدرك منتخب كوريا الشمالية مدى صعوبة المواجهة التي تنتظره غدا على استاد "مكتوم بن راشد" بنادي الشباب في دبي ولكن الفريق يتسلح بالروح العالية والإصرار والرغبة في تفجير المفاجآت مثلما كان في مختلف مشاركاته بالبطولات الكبيرة نظرا للفارق الكبير الذي يفصله عن باقي منافسيه على المستويين الفني والبدني. ويعمل الفريق دائما على تحويل هذه المشاعر لطاقة إيجابية وأداء قوي في الملعب وقد تكون الفرصة سانحة هذه المرة ليجتاز الفريق دور المجموعات على الأقل كأحد أفضل الفرق التي تحتل المركز الثالث في المجموعات الست بالدور الأول للبطولة ما يمثل دافعا كبيرا له على البحث عن مفاجأة في مباراة الغد. لكن مشكلة الفريق تكمن في اعتماده بشكل تام على مجموعة من اللاعبين الذين ينشطون في الدوري المحلي والذين يفتقدون للخبرة المطلوبة في مواجهة عمالقة الكرة الأسيوية.